|
ألوان الجوع
نشر بتاريخ: 16/05/2024 ( آخر تحديث: 16/05/2024 الساعة: 14:02 )
فهناك حتماً من يناجي الفتات لعل زخاته القليلة تشبع معدته الخاوية. و هناك من يناجي الشعور، يغرز نفسه بالمرارة مراراً لعله يبكي. و هناك من بخواء روحه عقيم! متعبٌ من ثقل الإحساس. يحوم بحثاً عن اخصاءٍ لفؤاده المُثَّقل. و هناك ذلك الشَّرِه المنادي بالحرية البحتة. هناك في زاوية الغرفة، من عيناه تتلفت حدة، بحثاً عن يومٍ ينادي فيه بلاده بغير مناجاة. ينادي! دون تمني و دون حاجةٍ للترجي. يصرخُ نشوةً في ذروة الشبع. يصرخ مكابرةً متجسداً زوربا؛ راقصاً. يقول مالرو "لا يحدث للإنسان ما يستحقه بل ما يشبهه" لعل الجوع مستحقٌ مؤكد و حقيقةٌ حتمية. لعلنا لا نجوعُ لما نفتقده بل لما نجزمُ تشابهه الدفين فينا |