نشر بتاريخ: 04/06/2024 ( آخر تحديث: 04/06/2024 الساعة: 11:53 )
من يشاهد تلفزيون إسرائيل لا يفهم أي شيء ، ومن يستمع الى الإذاعات العبرية لا يعرف شيئا ، ومن يقرأ الصحف العبرية تزداد حيرته .. لا احد يفهم او يعرف ماذا يمكن ان يحدث بعد اقتراح بايدين !
في حال وافق نتانياهو على مقترحات بايدين فانه لن يكون نتانياهو الذي نعرفه . نتانياهو حكم إسرائيل كل هذه الفترة لأنه بطبعه وتربيته السياسية الانتهازية لا يأخذ قرارات ، وان قيمته بين زعماء إسرائيل انه يترك الأقوياء يتخاصمون ليخرج هو المنتصر في كل مرة من دون ان يأخذ قرار . والامر لا يتعلق بالحرب على غزة ، لأنه في المفاوضات رفض ان يتخذ أي قرار ، وفي السلام وفي الحرب وفي الحريديم وفي جميع الملفات . هو شخص هلامي ويدّعي حمله للصفات القيادية فلا هو سياسي ولا هو جنرال وانما متسلق طفيلي يدير إسرائيل بعقلية مدير مبيعات وتسويق لبضائع لا يملكها .
اوهم جميع الاسرائيليين ان وقف المفاوضات واضعاف السلطة ومحاصرة حماس سوف يجلب لهم الامن ، وبالفعل اشتروا منه هذه البضاعة حتى جاء يوم 7 اكتوبر بعكس ما وعدهم . فلم يعتذر ورفض ان يتحمل المسؤولية واستمر في بيع الاوهام حتى وسط بحر من الدماء.
بايدين حاول منح الشعور بالنصر لجميع الأطراف على امل ان يخلق جوا جوا من الرضى عند الزعماء بغض النظر عما حدث للمدن وللجمهور . جميع الأطراف الحكومية والقيادية شعرت بانه ما قاله بايدين يشكّل مخرجا جيدا من الازمة المعقدة التي خلقها نتانياهو عن طريق تحالفه مع المنظمات اليهودية العنصرية .
واكثر ما يستفز السياسيين والبرلمانيين الإسرائيليين وحتى الصحافيين ، ان سموتريتش وبن غفير يهددان بإسقاط الحكومة مرتين في الأسبوع , وفي كل شاردة وواردة يهددان بإسقاط نتانياهو ، والحقيقة ان شخصية نتانياهو ترغب في هذا التهديد فسمح لهما بمواصلة التهديد بشكل مبتذل . حتى كتب الصحفي الإسرائيلي يوسي ملمان : تهددان كل أسبوع بمغادرة الحكومة واسقاطها . هيا غادرا الحكومة وكفوا عن هذا التهديد المبتذل .
وكالعادة سوف يسحب نتانياهو الوقت أكثر وأكثر . لن يقول لا بوضوح وانما سيقول ان إسرائيل ( يقصد هو شخصيا ) لن تتنازل عن اهداف الحرب ، حتى يلقي خطابه امام الكونغرس الخميس القادم .
بايدين بحاجة الى أصوات اليهود في أمريكا ، وترامب يحتاج خطاب نتانياهو امام الكونغرس .. ولسوف ينسى بايدين انه اقترح صفقة اساسا، وينسى الجميع كل هذا الحديث وتتغيّر العناوين .
عن إسرائيل اتحدث ( لان حال العرب اسوا بكثير من ان نكتب عنه ) كتب الصحفي الإسرائيلي المعروف افي زخاروف عبر منصة اكس : لم تشهد إسرائيل في تاريخها عجزا كاملا وشاملا كالذي تعيشه الان . عجز وهزيمة اقتصادية وإعلامية وفي الشمال والحكومة تغمض عيونها عما نراه .
وأضاف زخاروف : الاسرى الإسرائيليون يختنقون ويموتون في الاسر في ظل حرب في الجنوب حتى لا نعرف أهدافها . باستثناء شعار واحد عن نصر مطلق . هناك شخص يجب ان ينصرف .
هذا عن إسرائيل . فتخيلوا في عالمنا العربي كم شخصا صار يجب ان ينصرف .