وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النتن ياهو: حالة شاذة وغير مسبوقة في عالم الحكم

نشر بتاريخ: 05/06/2024 ( آخر تحديث: 05/06/2024 الساعة: 14:44 )
النتن ياهو: حالة شاذة وغير مسبوقة في عالم الحكم

السفير حكمت عجوري

قرار المدعي العام بتوجيه توصية لقضاة محكمته الجنائية الدولية باصدار مذكرات اعتقال بحق النتن ياهو ووزير حربه غالانت ورئيس اركانه هاليفي هذا القرار ادخل النتن في دوامة افقدته صوابه بعد توتر دام شهور وجعلته يتصرف ككلب مسعور وعلى جميع الجبهات تارة يتوسل بامريكا ورجالاتها الذين ادخرهم لمثل هذه اللحظة وتارة بالهجوم مستخدما سيف العداء للسامية ضد كل زعيم غربي يتجرا على انتقاده وذلك على الصعيد الخارجي اما على الصعيد الداخلي فصار يستثمر ويجني محصول بذور الكراهية والتطرف والفاشية التي زرعها النتن في المجتمع الصهيوني ومنذ اليوم الاول في اعتلائه سدة الحكم في سنة 1996.

هذه البذور اثمرت في الذي نشهده في رقص الاسرائيليين جيش ومدنيين فرحا على جثث الغزيين اطفال ونساء والتنكيل بهذه الجثث وعلى مدار اكثر من ثمانية اشهر في حرب ابادة وتطهير عرقي لم يشهدها التاريخ المعاصر توجها النتن بحرق اطفال رفح وهو ما صار يعرف بهولوكوست رفح التي وللاسف لم تحرك اي حس انساني بين احفاد واولاد الناجين من المحرقة النازية بدليل تصويت 84 % منهم لصالح استمرار هذه الحرب (القناة 14) التي ذهب ضحيتها لغاية الان قرابة 37 الف شهيد 70% منهم من الاطفال والنساء وهي الحرب التي ما زالت تدور رحاها على ارض غزة وعلى مدار اكثر من ثمانية اشهر. .

سبب توتر النتن وجنونه ليس السجن الدولي لانه ما زال محصن صهيونيا بعدم الدخول اليه وانما هو افلات السلطة القضائية ممثلة بالمحاكم الدولية من قبضته بدليل صدور اوامر المدعي العام التي اعتبرها النتن "فضيحة" والتي في اعتقادي ان لاتفسير لهذه الفضيحة غير انها سوف تبطل كل اسلحته في الخداع والكذب وكل الادعاءات الباطلة التي قام كيانه على اساسها ونمى وترعرع وتحديدا سلاحي العداء للسامية وابتزاز المحرقة اللتين استخدمهما النتن واسلافه وببشاعة لغاية سقوطهما كورق خريف في الذي يجري على ارض غزة التي يحتضن الكيلومتر المربع فيها حوالي 6000 فلسطيني ثلثيهم من اللاجئين الذين تم تهجيرهم قسرا على يد العصابات الصهيونية في اول حرب تطهير عرقي المعروفة بالنكبة سنة 1948 اقترفتها هذه العصابات من اجل اقامة هذا الكيان.

النتن ياهو الذي حاز على لقب جزار غزة اصبح شخصية العصر وبدون منازع اذ وبالرغم من افلات السلطة القضائية من قبضته الا انه ما زال يتحكم بالسلطة التنفيذية في العالم وهي مجلس الامن الدولي من خلال فيتو الادارة الامريكية وبلونيها الديمقراطي والجمهوري وهو ما زال ايضا يتحكم في السلطة التشريعية في العالم المتمثلة بالكونغرس بفرعيه النواب والشيوخ اللذين وبالرغم من كل ما ارتكبه هذا الجزار من جرائم فقد وجهوا له دعوة لالقاء خطاب فيهم ومن اجل ان يعبروا له عن الولاء والطاعة بالتصفيق له وقوفا عشرات المرات كما حصل من قبل في الكونغرس في مهرجان لا يمكن تسميته بغير مهرجان الكفر والنفاق.

هكذا سيرة ذاتية هي من جعل من النتن ياهو بشرا غير عادي وهو ما شجعني على القول بانه سرطان بشري تفشى في العالم الرسمي وذلك بعد ان تمكن من التفشي في مجتمعه من اجل تحويله من مجتمع عادي كان قابل للتعايش معه في سنة 1993 الى مجتمع فاشي عنصري ومتطرف وذلك منذ اللحظة التي تم فيها اغتيال رابين على يد يغال عمير المتطرف الصهيوني سنة 1995 وذلك نتيجة لتحريض النتن ضد رابين بسبب ميوله للسلام والتعايش مع الفلسطينيين ومع كل الجوار.

ما ازعمه لم ياتي من فراغ ولا من نشوة الحديث عن جزار غزة وانما بسبب ارتدادات حرب ابادة وتطهير عرقي تدور رحاها امام شاشات التلفزة ووسائل التواصل دون اي رادع وهو الامر الذي عبر عنه السيد جوزيف بوريل وزير خارجية الاتحاد الاوروبي في معرض حديثه وامتعاضه بسبب عدم توقف هذه الحرب في غزة التي يقودها هذا النتن ضد الشعب الفلسطيني في غزة بقوله ان القائمين على العالم الرسمي وعلى راسهم الرئيس بايدن يتوسلون توسل الى هذا النتن من اجل ان يوقف هذه الحرب وانا هنا اضيف بان هذا التوسل فيه تناقض مطلق مع كل ما جرى في السابق مع دول اخرى تم تدميرها تنفيذا لارادة القانون الدولي والشرعية الدولية بينما ما نراه يحصل في الحالة النتنياهوية في غزة هو العكس تماما حيث يتم تدمير القانون الدولي ومؤسساته ممثلة بمجلس الامن تنفيذا لارادة هذا النتن ياهو ليس خدمة لكيانه ولكن خدمة لمصالحه الشخصية .

ختاما اقول وعلى الرغم من كل هذه السوداوية القاتمة، ان رب ضارة نافعة وهي النور الذي بدأ يسطع في اخر هذا النفق المظلم الذي وجدنا انفسنا فيه منذ قيام هذا الكيان الصهيوني وسبب تفاؤلي هذا هو ان سرطانية النتن بدأت تفتك به ومعه رواية الكذب التي خلقتها الحركة الصهيونية وفرضتها على عالم ما قبل السابع من اكتوبر وليس لي دليل على ما اقول غير ما نسمعه ونقرأه ونشاهده على وسائل التواصل وبعض وسائل الاعلام الاخلاقي الغربي وهذه الثورة العارمة التي يقودها طلاب الجامعات في امريكا والتي امتدت الى معظم جامعات دول العالم الغربي ومعهم شعوبهم وهي ثورة ضد الهيمنة الصهيونية على الغرب والتي استدامت بسبب استخدامها لسلاحي العداء للسامية والابتزاز بسبب الهولوكوست النازية وتحميل كل هؤلاء وزرها وكانهم مرتكبيها .

هذه الثورة اصبح شعارها فلسطين حرة من النهر الى البحر يعيش فيها الجميع على قدم المساواة بدون تطرف وكراهية وبدون تطهير عرقي وبدون فصل عنصري والاهم بدون الجزار النتن ولم يعد لدي اي شك في تجسيد هذا الشعار لان من يرفع هذا الشعار هم قادة المستقبل و الاصحاب الاصليين لكافة السلطات في عالم الغد.