وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قصيدة حسناء الطائرة

نشر بتاريخ: 08/06/2024 ( آخر تحديث: 08/06/2024 الساعة: 11:09 )
قصيدة حسناء الطائرة



على هامش مؤتمر اتحاد الكتاب العرب في قاهرة المعز، ضاقت بنا قاعات الفندق فخرجنا إلى مقهى على رصيف الشارع في الدقي، كانت جلسة عادية ولكن تطّور الحديث فيها ليتناول المشهد الادبي العربي وحالة الفكر ونبوءات الكتاب،
في هذا المنتدى الذي لن يغادر الذاكرة فيه نميمة جميلة، وكان البارع البروفسور العادل خضر رئيس اتحاد كتاب تونس يخطر الحاضرين أن الحال في العالم يتغير كما حال الكتاب الورقي والذي احتل مكانا هاما في إعلاء الثقافة والأدب والفكر، وان سرعة الوصول إلى القارئ ضمن عالم التواصل الالكتروني، وكيفية وصول الكتاب الذي كان يحتاج إلى أشهر وأيام للإنتشار، وما حدث في الثورة المعرفية وصول الكتاب إلى ملايين في لحظة واحدة، هذا التحول يجتاح أيضا عالم السياسة ومحاولة الامبرياليين حجب الحقيقة عن شعوبهم ،
واما الشاعر الكبير سعد الدين شاهين والذي شغل رئيس رابطة الكتاب الاردنيين، الاسبق، والذي حدّثنا عن وقوع ديوان شعر له في الطائرة فالتقتطه حسناء، كان ينتظر أن تناوله الكتاب ولكنها فتحت الديوان الشعري، فابتسمت له في أيحاء شفيف، بعدما قرات القصيدة الاولى، قالت الآن افتح الديوان لأرى حظي في أي قصيدة، نظر إليها مشدوها لأن جمهور الشعر يحضر الامسيات، قرأت القصيدة بكل شغف، كانت ترسل تعليقات الاعجاب والتمتع بالقصيدة،
يستجلي رأيها بالديوان وهي تهز راسها وتخلع عباءتها وتقول له: أستحق قصيدة . احتار الشاعر وقرر أن يتركها في استشفاف الديوان، تعالى لديه القصد في تلبية طلبها بقصيدة يمهرها إياها. استدعى شيطان الشعر الذي عانده مطولًا حتى أيقن أن شيطان الشعر لا يركب الطائرات.
ومنتدى المقهى يزداد ألقا بحضور الدكتور يوسف شقرة رئيس اتحاد كتاب الجزائر والشاعر علي من الجزائر ايضا، تمتعنا بقصيدة جميلة جزائرية المذاق تصدح لفلسطين، وإذا بالشاعر المغربي الجميل الإدريسي الواغيش يبتسم بطيبة ليس لها مثيل ويعبّر عن حبه لفلسطين ويستعرض شعراءها، وانضم لنا الكاتب السوداني الجميل حميدتي رئيس اتحاد كتاب السودان، اسهب محّدثا عن حال السودان المريع وعن غياب الأمين العام لكتاب السودان د عمر قدور الرجل الموسوعي، حكى بمرارة عن دمار ونهب بيته، ورغم ذلك يحمل حبا لأمته وطيبة السوداني الذي يقطر محبة ،
ويسرد رئيس اتحاد الكتاب اليمنين الدكتور مبارك ابو محمد، هذا النجم العالي كما ناطحات السحاب التي شيدها اليمنيون قبل خمسمائة عام من الطين وما زالت تشهد على عظمة اليمن السعيد والذين بنو أول سد في التاريخ، هذا الشموخ اليمني الجميل، وعلوان الجيلاني الشاعر اليمني الكبير حضر طيفه معنا،
أخيرا التحق بنا الدكتور خليفة حواس رئيس اتحاد الكتاب اللّيبين، استعرض راهن الحال الليبي ، رغم ذلك يحمل أحلاما كبرى تمّيزها بحماس في أعلى الدرجات ورجل يفقه القانون، وعروبي حاسم.
مسترسلا في الاجابة على اسئلتهم عن فلسطين وهم في منتهى الاستماع، كم غمرني الإدريسي بروعته عندما طلب مني أن اسهب في حكايا الناس في فلسطين، اعتز بشهادته لي عندما قال أنت: "سرّاد"، روعة العبارة المغاربية التي اعتبرتها شهادة اغبطني بالفرح وشحنني برغبة الكتابة للروايات التي تسكن ارض المحنة، اتفقنا أن الارقام للضحايا في فلسطين يجب أن تجرد من التعداد، وتحيا في الحكايات والاشعار والمسرحيات واللوحات الفنية، احلام طاغية تدفن لو لم يبادر الشعراء والكتاب والمفكرين في إنقاذها من الاندثار،
جلسة على الرصيف خارج المؤتمر تغص بالحكايا والاشعار وهموم المثقفين والكتاب،
وفي نهاية الجلسة، ينتصب الشاعر سعد الدين ليلقي قصيدته الجميلة بعدما حضر إليه الإلهام الشعري ليستجيب لطلب الحسناء بقصيدة " حسناء الطائرة" انشدنا معه كثيرا من مقاطعها تلطيفا لثقل الحال.