وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طفلان ناجيان من مجزرة النصيرات: جنود إسرائيليون تعمدوا إصابتنا

نشر بتاريخ: 10/06/2024 ( آخر تحديث: 10/06/2024 الساعة: 22:54 )
طفلان ناجيان من مجزرة النصيرات: جنود إسرائيليون تعمدوا إصابتنا

غزة- معا- بعد مرور 3 أيام، ما زال الطفل محمد مطر (15 عاما) يستذكر أهوال المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والتي نجا منها بأعجوبة كما قال للأناضول.



وعلى سرير بمستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، يستلقي مطر لتلقي العلاج بعد أن أصابه الجيش الإسرائيلي من مسافة صفر برصاصتين بشكل مباشر في كتفه وبطنه حيث دخلت الرصاصة وخرجت من ظهره.

والسبت، قتل 274 فلسطينيا وأصيب أكثر من 698 آخرين في مجزرة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بعد قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات بغزة، وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ما تسبب بموجة استنكار واسعة النطاق.

إطلاق قذائف نحونا

ويوم السبت، كان الطفل مطر يتجول في الشارع عندما كانت تسمع أصوات انفجارات ناجمة عن غارات مكثفة يشنها الجيش الإسرائيلي على مناطق قريبة منه آنذاك.

لم يكن يتوقع مطر في ذلك الوقت أن تتحول المنطقة التي يقطن فيها بمخيم النصيرات إلى ساحة معركة محتدمة.

وفي غضون ثوانٍ، شاهد محمد - كما روى للأناضول - نحو 7 طائرات مروحية تحلق في سماء المنطقة وتطلق قذائفها بشكل عشوائي في الشارع الذي كان يتجول فيه.

وأضاف: "بدأت الطائرات بإطلاق القذائف نحونا (هو ومن كان يتجول في الشارع)، بمسافة تبعد عنا حوالي 5 إلى 10 أمتار".

ومسرعا توجه محمد نحو المنزل، وتجمع برفقة أفراد أسرته في الطابق السفلي ليحتموا من شظايا القذائف التي كانت تتطاير نحوهم.

وبعد دقائق، سمعت العائلة أصوات الدبابات الإسرائيلية تتقدم في المنطقة، فهرعوا مسرعين نحو الطابق الأول ليكونوا في مأمن عن أي رصاص ممكن أن يطلق صوبهم.

إطلاق مباشر للنار

لم يمض الكثير من الوقت حتى اقتحمت قوة من الجيش الإسرائيلي منزل الطفل مطر وعائلته وبدأت بارتكاب الجرائم، وفق قوله.

وتابع: "كنا في المنزل نحو 10 أشخاص، فجأة سحبت قوة الجيش شقيقي ووالدي وجدي، وقاموا بعصب أعينهم ووضع أكياس سوداء فوق رؤوسهم".

وأوضح أن أحد عناصر الجيش توجه نحوه دون سابق إنذار، وأطلق رصاصة نحو كتفه وأخرى نحو بطنه لتخرج من ظهره.

وبعد إصابته بالرصاصتين، طلب منه الجندي مباشرة بأن يقف على قدميه لكنه لم يستطع، قائلا: "جسدي كان مشلولا في ذلك الوقت، لكن قسرا رفعني ومن ثم ألقاني أرضا بقوة".

وتابع مستكملا: "كما أطلقوا الرصاص نحو شقيقي الأصغر وأردوه شهيدا، فيما أصيبت خالتي (شقيقة والدته) بالرصاص أيضا".

وأشار إلى أن المصابين بقوا ينزفون لأكثر من نصف ساعة حتى تم نقلهم إلى المستشفيات.

ويقول مطر إن القوة التي اقتحمت منزلهم كان ضمنها جنود أمريكيون، مضيفا: "كانت إشارة الصاعقة الأمريكية على كتفهم".

ألقوا صوبي كرة متفجرة

الطفل محمد السموني (9 سنوات)، الذي نجا هو الآخر من هذه المجزرة، أصيب بيده اليمنى خلال العملية العسكرية الإسرائيلية.

وقال للأناضول: "كنا نجلس في خيمة نزحنا إليها في المخيم، وفجأة شاهدنا الدبابات والجنود الإسرائيليين أمامنا".

وأوضح أن بعض الجنود ألقوا صوبه كرة متفجرة أدت على الفور لإصابة أدت لتمزق شديد في يده اليمنى.

كما ذكر أن والده وشقيقه قتلا على الفور خلال المجزرة، دون مزيد من التفاصيل.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت أكثر من 121 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.