|
رغم نتائج الأنتخابات الفرنسية والبريطانية ، ما زال اليمين المتطرف يتصاعد .
نشر بتاريخ: 09/07/2024 ( آخر تحديث: 09/07/2024 الساعة: 20:15 )
في حين أن هناك بعض التشابهات بين الظروف التي أدت إلى صعود اليمين المتطرف في الثلاثينات من القرن الماضي وصعود الحركات اليمينية المتطرفة الحالية في أوروبا ، هناك أيضاً اختلافات كبيرة في السياقات التاريخية والاجتماعية والسياسية. هذه العوامل تجعل من الصعب رسم مقارنة مباشرة بين الفترتين، لكنها تساعد في فهم الديناميات التي تدفع بعض الأفراد والجماعات نحو الأيديولوجيات المتطرفة في كلا الزمنين . -- فوز اليسار الفرنسي بنتيجة احتساب المقاعد واليمين المتطرف يحظى بأعلى الاصوات الانتخابية . بعد الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية التي انتهت مساء الاحد الماضي ، حصل تحالف اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة" بالنتيجة النهائية على ٥،١ مليون صوت بما نسبته ٢٧% من تعداد الناخبين مما انتج له ١٨٢ مقعدا وفق القانون الانتخابي الفرنسي المختلط & 39; الذي يعتمد الدوائر الانتخابية بالإضافة الى التصويت الشعبي ، محققا بذلك الترتيب الأول من حيث حصة المقاعد البرلمانية .اما حزب الرئيس ماكرون فقد حصل على ٢٢% وحصل بالمقابل على ١٦٨ مقعدا برلمانيا مستحقا الترتيب الثاني وفق حصته البرلمانية . اما اليمين المتطرف "التجمع الوطني" فقد تصدر التصويت الشعبي بحصوله على ٩،٣ مليون صوت من الناخبين اي بنسبة ٣٧% ، الا ان قانون الانتخاب المختلط الذي جمع المرحلتين من الانتخابات وخلط بين القوائم والدوائر قد انتج له ١٤٣ مقعدا برلمانيا فقط من اصل مجموع عدد مقاعد البرلمان البالغ عددها ٥٧٧ مقعدا ، وحل بالترتيب الثالث، رغم حصوله على اعلى الأصوات كما أشرت بالتصويت الشعبي . هذا النظام الانتخابي يمكن أن يؤدي إلى حالات كما حصل في فرنسا ، حيث يكون الحزب الذي حصل على نسبة أقل من الأصوات الشعبية لديه عدد أكبر من المقاعد، وهذا يعكس عدم التناسب بين الأصوات الشعبية والمقاعد البرلمانية. وفي هذه الحالة حيث حصلت الجبهة الشعبية الجديدة تحالف اليسار على أكبر عدد من المقاعد ولكن دون الأغلبية المطلقة من مقاعد البرلمان البالغ عددها ٥٧٧ ، فإن التكليف بتشكيل الحكومة سيكون معقدا من خلال احتمالات متعددة قد تعتمد على التحالفات بين الكتل البرلمانية ، مما يتيح للرئيس الفرنسي ماكرون تكليف شخصية من خارج تحالف اليسار ، على ان تحظى حكومته لاحقا بتأييد الاغلبية البرلمانية . -- صعود وتمدد اليمين المتطرف الأوروبي. وقبل يومين أعلن زعيم اليمين المتطرف فيكتور أوربان رئيس وزراء هنغاريا ومارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا عن توقيع اتفاقية لتشكيل كتلة يمينية متطرفة جديدة في البرلمان الأوروبي بعد الانتخابات التي جرت بدول الاتحاد قبل شهر واشرت لتفاصيلها بمقال سابق تم نشره هنا . يهدف هذا التحالف إلى تعزيز التعاون بين الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، والتي تضم أحزابا مثل التجمع الوطني الفرنسي، وحزب فيدس الهنغاري، وحزب الرابطة الإيطالي بزعامة ماتيو سالفيني، وحزب الإخوة الإيطالي بزعامة جورجيا ميلوني . -- المبررات المفترضة لتأييد اليسار الأوروبي . كما وأن حرب الولايات المتحدة بالوكالة في أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية من الفقر والبطالة وأزمة الطاقة على الشعوب الاوروبية واشكال الهيمنة السياسية والاقتصادية التي تمارسها الولايات المتحدة في أوروبا ، لم تمنع الشعوب الأوروبية من مساندة اليمين الأوروبي في مواجهة الأحزاب اليسارية التي تركز من جهتها على حماية الفئات الضعيفة والمهمشة وتعزيز السياسات الاجتماعية والمطالبة بوقف حرب مصالح الولايات المتحده . تلك السياقات كان مفترض برأيي انها شكلت دافعا امام الناخب الأوروبي للبحث عن بدائل أكثر استدامة وعدالة في برامج اليسار ، فانها لم تفعل ذلك بقوة . -- نجاح تجربة توحيد اليسار الفرنسي . -- تأثير التحولات السياسية على منطقتنا بالشرق الأوسط . يبقى أن نرى كيف ستترجم هذه التحولات السياسية من صعود اليمين المتطرف والمؤيد للحركة الصهيونية وسياسات دولة الأحتلال من جهة ، وإلى تشكيل اليسار للحكومة الفرنسية وفق ما هو مفترض وفوز حزب العمال البريطاني رغم المفارقات بينهم من جهة اخرى إلى سياسات عملية تؤثر على الواقع الدولي والأوروبي والمحلي الفرنسي والبريطاني وعلى قضية شعبنا الوطنية نحو وقف حرب الإبادة والتخلص من الأحتلال الاستيطاني نحو الحرية والاستقلال الوطني الديمقراطي على قاعدة وحدة الأرض والشعب والقضية . |