وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رسالة الى مشايخ الدروز في بلاد الشام وفلسطين تحديدا

نشر بتاريخ: 17/07/2024 ( آخر تحديث: 17/07/2024 الساعة: 17:31 )
رسالة الى مشايخ الدروز في بلاد الشام وفلسطين تحديدا

هيئة تحرير معا - طالما كانت بلاد الشام هي المكان الأنسب لتعايش الأديان والطوائف منذ الف عام . يعيش فيها الجميع على قاعدة الاحترام المتبادل والتعاضد والتكافل والاخوة .

ان نضال الشعب الفلسطيني ضد أفكار الصهيونية ليس له أي منبع طائفي او ديني ، بل هو دفاع عن النفس ضد أفكار التطهير العرقي والابادة والتهويد القسري والعنف المفرط ضد المدنيين .

طوال حياتي لم اجد اي سبب يذكر على وجود اي خلاف مهما كان بسيطا بين الشعب الفلسطيني وبين بني معروف . وأبناء الطائفة الدرزية في فلسطين كانوا ولا يزالون جزءا اصيلا من مكونات المجتمع العربي الفلسطيني وهي حقيقة لا تحتاج الى نقاش ، ولكن تعقيدات الصراع واستمراره لأكثر من مئة عام ادخل استثناءات يصعب على الانسان البسيط فهمها .

ومن الغريب والمستهجن ما يرد على لسان الاسرى الفلسطينيين من قصص لا تليق بالبشر ولا تليق بالشعب الفلسطيني ولا تليق بأبناء الطائفة ، احداث مؤسفة وتعذيب واهانة للأسرى والمعتقلين على يد سجانين من أبناء الطائفة .

ان الأسير الفلسطيني الذي جرى اعتقاله دون لائحة اتهام هو قيمة إنسانية قبل ان يكون أستاذ جامعة او طبيب او وزير او عضو برلمان او صحفي او طالب جامعة او ناشط سياسي يجلس معصوب العينين ومكبل اليدين وعاري الجسد في البرد الشديد وينشد في قلبه اشعار الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم ( وهو ابن الطائفة الدرزية ) ، ثم يأتي سجّان او مدير سجن هو أيضا ابن نفس الطائفة او يهودي او مسيحي او مسلم ويدوس على رأسه المعذب تنفيذا لأوامر وزير متطرف يكره العرب ويكره كل من لا يحمل أفكاره حتى لو كان يهوديا مثله !!

هذا صراع أجيال لن يجري حله في حرب واحدة ولا في عدة معارك . صراع استمر منذ مئة عام وقد يستمر لمئة عام أخرى و لن يجري حل الصراع وفق أفكار بن غفير ولا بموجب خطط سموتريتش ولا وفق أفكار أي متطرف . وكالعادة يرحل المتطرفون ونبقى نحن واطفالنا نتذكر لحظات العز ولحظات كثيرة نندم عليها .

ان قيام الاحتلال بمسح مدينة غزة عن الأرض وعمرها سبعة الاف عام من الحضارة عن وجه الأرض ، امر لا يخص الدروز ولا اليهود ولا المسيحيين ولا المسلمين السنة ولا الشيعة ولا أية جماعة أخرى . انه صراع متوحش لا تفتخر اية مجموعة بالضلوع فيه .

في هذا الوقت بالذات يحاول العديد من حاخامات اليهود الاجتماع مع قيادات المجتمع الفلسطيني ويطلبون منهم التعاون لإعادة اعمار غزة ويتحدثون عن المستقبل . من غير المعقول ان أصحاب الصراع يحاولون تغيير صورتهم النمطية في اذهان الفلسطينيين ونحن عرب ولا يوجد أي جسر تفاهم بيننا !!

لنا أصدقاء واخوة دروز تجمعنا بهم وحدة الحال ووحدة المصير في كل مكان بالعالم . نفتخر بصداقتهم ونفتخر بمواقفهم الثابتة تجاه القضايا العادلة في التاريخ .

أيها السادة واصحب المقامات الدينية والاجتماعية والسياسية :

في الانتفاضة الأولى وتحديدا في عام 1988 زار وفد من مخيم الدهيشة بلدة "يانوح" والتقى الوفد مع الشيخ المرحوم امين طريف واشتكى الوفد من سلوك بعض المجندين الدروز ضد أبناء الضفة الغربية . فقام الشيخ بإصدار بيانه المشهور ( مرفق صورته ) والذي جاء فيه : الحرمان والمقاطعة لكل مجند درزي يمارس اعمالا لا إنسانية في المناطق المحتلة .









رسالة الى مشايخ الدروز في بلاد الشام وفلسطين تحديدا