|
قرار "الكنيست" لم يأتي بجديد
نشر بتاريخ: 18/07/2024 ( آخر تحديث: 18/07/2024 الساعة: 17:29 )
مروان أميل طوباسي .
إن واقع سياسات دولة الاحتلال ورؤيتها لن يستجيب لأي حلول سياسية تنهي الاحتلال الأستيطاني ووقف عدوان الإبادة وجرائمها المستمرة غير المسبوقة في التاريخ الحديث للشعوب ومحاولتها احلال مشرعهم بدولة يهودا والسامرة بدل الدولة الفلسطينية . ولذلك ، يتوجب الحذر من رؤيتهم لمحاولة الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس والتي يفترض ان تشكل وحدة واحدة من اراضي الدولة الفلسطينية ، والانتباه أيضًا إلى عدم تكرار تجارب سابقة لم تؤدِ سوى إلى ما وصلنا له الآن، ليس لأننا نريد ذلك ، ولكن لأنه أصبح واقعا قائما بحكم التعاطي مع سياسات الولايات المتحدة السرابية وتنكر الاحتلال لكافة الاتفاقيات بل واعتبارها لاغية والانخراط في مناقشة مسارات حلول أمنية واقتصادية امام وصول المشروع السياسي لحالة الفشل بعد اتفاقية أوسلو وغياب أفق سياسي واضح يعتمد رؤى بديلة .
والآن وبعد قرار الكنيست يوم امس ، الذي أكد ما ذكرتها في بداية المقال ، فانه لا وقت وليس من المجدي اصدار اعلانات الشجب والتنديد بالقرار المذكور ، الذي يُسقط عنهم ورقة التوت ان كان هنالك ورقة باقية بالأصل في رفضهم لدولة فلسطين ولحل الدولتين وفق الخيارات الأممية ، بل هو محاولة لأستكمال مخطط ورؤية تدمير الكيانية الفلسطينية القائمة على حق مبدأ تقرير المصير لأصحاب الأرض الأصلانيين وحقهم في دولتهم كاملة السيادة التي نادت بها القرارات الأممية واكدتها عبر القرار الصادر عام ٢٠١٢ وما تبعه في قرارها الأخير في أيار الماضي من هذا العام ٢٠٢٤.
ان الانتقال الى تشريع رؤيتهم تلك بشكل قانوني عبر قرار بالكنيست يؤكد مرة اخرى على العداء المطلق لشعبنا والرفض المطلق لتجسيد الهوية الوطنية الفلسطينية في وطننا واعتبار فلسطين خارج القانون من جانبهم واسقاط ذلك على كل ما يترتب حتى على الوجود الفلسطيني بحد ذاته .
ان المطلوب الآن باعتقادي ، وهو ما كان مدار حديث سابق ، ان يتم اعلان دولة فلسطين تحت الأحتلال وفقا للقرارات الأممية وما اقرته الشرعيات الفلسطينية سابقا وأكدت عليه مرارا وتكرارا فى دوراتها المختلفة ، بما يتطلب من اجراءات قانونية تقوم بها منظمة التحرير خاصة وبعد ان أعلن نتنياهو ان أتفاق أوسلو اصبح في حكم المنتهي .
ان زيارة نتنياهو المرتقبة للولايات المتحدة والتي تأتي بعد زيارته السابقة الكونغرس عام ٢٠١٥ التي اثارت جدلا حينها ، وفي وقت حساس تشهد فيه حرب الإبادة والتطهير العرقي الإسرائيلية تصعيدا كبيرا وخطيرا ضد شعبنا الفلسطيني ، وخاصة بتنفيذ جرائم الحرب في غزة ومخيمات الضفة وتهديدات الأحتلال بتقويض اشكال الحياة ، مما يعزز من أهمية وفهم أبعاد وتأثيرات هذه الزيارة القريبة القادمة خلال ايام .
حيث ان استقباله بالكونغرس الأمريكي والإدارة الأمريكية تعكس التماهي السياسي حول رفض اقامة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية ذات سيادة على كامل الأراضي المحتلة وعاصمتها القدس الشريف ، فكل حديث الإدارة الأمريكية الحالية لا يختلف في جوهرة عن رؤية ترامب السابقة بالخصوص حول تجسيد "كيان الجبنة السويسرية" في الضفة الغربية دون سيادة ، اضافة الى ما يُخطط له الان لفصل غزة بعد كل ما حل بها من تدمير وقتل ودمار بأن جعلها مكانا غير قابل للحياة وعنوان تضارب وتنافس حول ما يسمى باليوم التالي للعدوان الإجرامي الذي يتواصل حتى اليوم في ظل وضع نتنياهو عصي في دواليب الصفقة الممكنة .
هذا اضافة الى التماهي حول منهج الفكر الأستعماري العنصري الكبير بين الولايات المتحدة وإسرائيل ، فكلا الرؤيتين تنطلق اساسا من تقاطعات الفكر السياسي الذي قام على أساس التطهير العرقي والتهجير والممارسات العنصرية لأحلال أستيطاني لجماعات مكان شعوب أصلانية اخرى بالمكانين أمريكيا وفلسطين رغم تباعدهم الجغرافي.
الآن مطلوب وامام هذا الواقع القديم الجديد الذي يتضح اكثر بشكل يومي لمن كان متوهما بحلول قريبة ، اتخاذ كل الاجراءات اللازمة بعقول وقلوب واعية وصادقة نحو تجسيد وحدة كافة ابناء شعبنا بشكل ديمقراطي في اطار منظمة التحرير الفلسطينية بالمكانة الدولية التي تحظى بها كعنوان تمثيلي شرعي ، والتحضير العاجل لانعقاد المجلس الوطني او المركزي في حالة تعذر عقد السابق بعضوية تمثل الكل الوطني الفلسطيني وخاصة الشباب والمستقلين الى جانب الفصائل والقوى والمؤسسات الشعبية والأهلية للتوافق حول رؤية وبرنامج عمل وأدوات لمواجهة التحديات القائمة وخطورة الأوضاع ومستقبل شعبنا وقضيتنا الوطنية . |