|
للأسف، لم تعد الجامعات مؤسسات تعليميّة بل اصبحت سياسية
نشر بتاريخ: 21/07/2024 ( آخر تحديث: 21/07/2024 الساعة: 21:10 )
نادين روز علي
مما لا شك فيها أننا نعيش واقعا سياسيا وإجتماعيا مضطربا يغدو ويجيء مع امواج عاتية. ورغم قسوة الواقع وصعوبته والمنحنيات والمنعطفات التي تواجه القضية الفلسطينية يبقى لدى الفلسطيني أملا بتحقيق أهدافه وغاياته المشروعة. وكثير منا من الذين أصبحوا آباء لأبناء في التعليم العالي يعلقون آمالهم على المستقبل أو قل يرون المستقبل من خلال أبناءهم الذين سيملكون ثمرة العلم في السنوات المقبلة. ومن منا لا يشقى في هذه الدنيا حتى يقدم لأبنائه ما يحتاجون للمرور من هذا الممر. لكن وللأسف في السنوات الأخيرة بات حال الجامعات الفلسطينية كحال الوطن تعاني ولكن ليس من الإحتلال فقط وانما أيضا من التجاذبات السياسية، في جامعة بيرزيت التي كانت مصنعا للقادة يتأخر العام الدراسي ويتجاوز الوقت المحدد له مما يخلق ازمة للجامعة بسبب عدم تماشيها مع المؤسسات التعليمية في أنحاء العالم الأمر الذي يحرم الطلبة من إستكمال مراحلهم الأخرى خارج فلسطين بسبب هذا التأخير. والأمر أيضا ينطبق على جامعة القدس (أبو ديس ) التي تعاني من ذات الامر. ألسبب هو تحول مجالس الطلبة في هاتين الجامعتين من مجالس تحكمها مصلحة الطالب إلى مجلس محكومة للمواقف الفصائلية والأبعاد الحزبية. خلال العام الدراسي الجاري لأكثر من ثلاثة أشهر ظلت الجامعتين دون انتظام في الدراسة والأسباب لم تكن سوى اما مراهقة حزبية من الفصائل المتحكمة بمصير الطلبة واما نتيجة أيضا محاولات "فرض عضلات" من مجالس الطلبة في مواجة إدارة الجامعة. هذه المراهقات في الجامعات الفلسطينية ستؤدي إلى انحدار مستوى التعليم في الأراضي الفلسطينية وانحدار تصنيف جامعاتنا الفلسطينية. اما في جامعة اخرى هي الجامعة العربية الامريكية استطاعت إدارة الجامعة أن تنهي ظاهرة اتحادات الطلبة الحزبية وأن تحافظ على تمثيل الطلبة من خلال أندية الكليات والتي لا يتعدى دورها مصلحة الطلبة. هذه الإجراءات التي عمدت إليها إدارة الجامعة جعلت المسيرة التعليمية تسير وفق المطلوب ووفق النظام المتبع عالميا. لن اكون مغالية إذا قلت حان الوقت لإنهاء المراهقة الطلابية في جامعاتنا من خلال وقف تدخل الأحزاب في مجالس الطلبة. |