|
التوازنات الفلسطينية الجديدة بين المصالحة، النفوذ الإقليمي، ودور الولايات المتحدة
نشر بتاريخ: 24/08/2024 ( آخر تحديث: 24/08/2024 الساعة: 11:40 )
في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، تشهد الساحة الفلسطينية تحركات دبلوماسية محورية لإعادة ترتيب البيت الداخلي. من أبرز هذه التحركات إعلان الرئيس محمود عباس نيته التوجه الى غزة وفق ما جاء من اهداف بالمرسوم الرئاسي الصادر بالخصوص ، في خطوة قد تعكس تحولاً استراتيجيا في السياسة الفلسطينية الحالية ، وهو امر مطلوب برأيي وضروري . بالتوازي مع ذلك ، تستمر الولايات المتحدة في لعب دور حاسم في إفشال المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم والانسحاب من غزة وتنفيذ صفقة الأسرى من جهة ، ومحاولات نتنياهو الحثيثة لاستمرار احتلال قطاع غزة والأيحاء بان الخلاف حول محور فيلادلفي هو ما يعيق المفاوضات وليس إنهاء الحرب والانسحاب الكامل وتبادل الأسرى في محاولة للاستفادة من واقع مرحلة الانتخابات الأمريكية من جهة اخرى ، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المنطقة ومن ضمنها اعلان الرئيس عباس في ظل رغبة نتنياهو باستمرار تنفيذ مخططاته واعاقة اي جهود . ** إعلان الرئيس ابو مازن بتوجهه المحتمل لغزة ، التحديات والتداعيات. **دور الولايات المتحدة في إفشال المفاوضات. فشل المفاوضات قد يكون نتيجة مباشرة لهذا الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل . فبعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإسرائيل، ظهر بوضوح أن هناك توافقا أمريكيا إسرائيليا على مواصلة عمليات الأحتلال العسكرية من حرب الاقتلاع والأبادة ، مما يضعف من فرص التوصل إلى هدنة او تبادل للأسرى ، وقد يعكس ذلك رغبة أمريكية في الحفاظ على الضغط على حماس وإضعافها قدر الإمكان من جانب واضعاف السلطة الوطنية من جانب اخر من خلال الضغط واجراءات الأحتلال المختلفة من جانب اخر ، مع السعي لتحقيق أهداف سياسية أبعد من مجرد وقف إطلاق النار في غزة ومحاولات فرض الاستسلام على شعبنا . **التحديات أمام إعادة ترتيب البيت الفلسطيني. من ناحية أخرى، قد تواجه حماس تحديات في الحفاظ على سيطرتها في غزة إذا تم تنفيذ توجه الرئيس عباس الى غزة وتحقيق المصالحات الفتحاوية والمصالحة الوطنية الشاملة . فيمكن أن تؤدي الترتيبات الجديدة ان نجحت إلى تقليص نفوذ حماس المتفرد منذ الانقلاب وتحديدا الجناح المرتبط بحركة الأخوان ، ما قد يدفع الحركة إلى البحث عن دعم إضافي من حلفائها الإقليميين لتعزيز موقفها وموقعها مثل إيران وتركيا في ظل رغبة الطرفين في تعزيز مكانتهما ومصالحهم بالمنطقة وحتى على المستوى الدولي ، او قد يثير خلافات حمساوية داخلية حول ذلك وتغليب الجانب الوطني فيها بعد كل الدمار المؤلم الذي أحدثه الأحتلال في غزة . **مستقبل حماس في ظل المصالحة المحتملة. **الدور الإقليمي لكل من إيران، حزب الله، وروسيا. بينما تتخذ روسيا والصين موقفا حذرا، مع مراقبة التطورات بقلق . فقد تجد موسكو نفسها مضطرة للرد إذا استمر التصعيد والاعتداء على حلفائها من دول المنطقة رغم عدم رغبتها في توسعة الحرب لانشعالها فيما يجري بحق سيادة أراضيها من حرب الوكالة ضدها في أوكرانيا ، بينما قد تحاول الصين التدخل دبلوماسيا لتهدئة الوضع حفاظا على مصالحها الإقتصادية تحديدا وعدم توتير الاجواء في بحر الصين وفق الاستفزاز الامريكي الجاري . ** بين التطورات والمتطلبات الوطنية . واضح انه لا يوجد أمامنا اليوم سوى توحيد الجهد الوطني المخلص في اطار منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد ولكافة الاعتبارات المتعلقة بالمكانة الدولية لها ، وضرورة المراجعات النقدية الداخلية ورفع كفائة ادائها وتوسيع مشاركة كل فئات شعبنا فيها والتوافق على رؤية وبرنامج وأدوات سندا لبنود اعلان بكين تنسجم مع متطلبات المرحلة التي يستهدف الأحتلال فيها الكل الفلسطيني دون تردد او حتى معيقات دولية جادة سوى فقط من صمود وارادة شعبنا وكفاحها الوطني ومقاومته المتعددة الاشكال ، تحول دون ذلك وفق ما هو واضح ايضا من توجهات المرشحة الرئاسية الديمقراطية كاميلا هاريس التي لم تعطي الكلمة الواضحة للتجمعات العربية والاقليات الاثنية الاخرى امام تزايد صوت "تجمع غير الملتزمين " امام مؤتمر حزبهم ، بل أكدت على انحيازها الكامل لاسرائيل وحقها بالدفاع عن نفسها ... الخ ، وبالطبع للمرشح ترامب بمواقفه المعروفة بالخصوص والأكثر انحيازا . |