|
منصور: الشعب الفلسطيني يعيش أحد أخطر الفصول في تاريخه منذ النكبة
نشر بتاريخ: 30/08/2024 ( آخر تحديث: 30/08/2024 الساعة: 10:20 )
القدس- معا- شاركت دولة فلسطين في اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في دورته ٥٠ في المنعقد على مدار يومين في الكاميرون. وكان الوزير رياض منصور، ممثل دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة على رأس الوفد الفلسطيني المشارك في أعمال المؤتمر. وقال د. منصور في بيانه أمام وزراء خارجية الدول أن الشعب الفلسطيني يعيش أحد أخطر الفصول في تاريخه منذ نكبة عام 1948، عندما تعرض للمجازر والذبح والتهجير القسري من أرضه وتجريده من ممتلكاته وتركه في مواجهة ظلم تاريخي لا يمكن محوه أو التغاضي عنه، خاصة وأن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش عواقب هذا الظلم التاريخي في غياب جهد دولي جماعي لتمكينه من ممارسة حقوقه، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والاستقلال وحقه في العودة إلى أرضه.
وأوضح انه في قطاع غزة، ومنذ قرابة عام، يشهد الشعب الفلسطيني أبغض عدوان . فمنذ 11 شهراً، تواصل إسرائيل قصف الأحياء السكنية المكتظة بالسكان، والمنازل، والمساجد، والكنائس، والمدارس، والمستشفيات، والملاجئ والخيام المليئة بالنازحين. واضاف منصور ان إسرائيل لا تتوقف عن استهداف المدنيين الفلسطينيين، وعمدت إلى تفاقم معاناتهم من خلال إعاقة دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود، وقتل وتشويه المدنيين، بما في ذلك الأطفال، ونشر المجاعة واستخدام التجويع كسلاح في الحرب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي انتهاك لأبسط قواعد الإنسانية والأخلاق.
وقال في بيانه أيضا ان منذ 11 شهراً، لم تتوقف أوامر الإخلاء الإسرائيلية. فلقد أمرت إسرائيل مليوني فلسطيني من سكان قطاع غزة بالإخلاء إلى ما يسمى "منطقة إنسانية" وهي منطقة غير موجودة. و أن اوامر الإخلاء هذه هي جزء من الحرب الجسدية والنفسية ضد المدنيين في غزة، ونسائنا وأطفالنا، والمرضى والجرحى، وكبار السن والمعاقين. وهي خنق الشعب الفلسطيني على أرضه وإجباره على الفرار منها.
كما عبر د. منصور عن صدمته أن بعد 11 شهرًا من هذا العدوان والإبادة الجماعية، لم تتم الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي حتى الآن. لا وقف لإطلاق النار، ولا وصول آمن للمساعدات الإنسانية، ولا إنقاذ وحماية المدنيين. بل إن معاناة الشعب الفلسطيني تزداد سوءاً، كما أن سياسة إسرائيل في القتل والتهجير القسري والتدمير والحرمان قد تزايدت مما أدى إلى معاناة إنسانية غير مسبوقة. وقال ان نتيجة لهذا، عاد شلل الأطفال إلى الظهور في قطاع غزة بسبب التدمير المنهجي الذي تقوم به إسرائيل للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى القيود التي تفرضها على الإصلاحات والوصول إلى الإمدادات، وتعطل النظام الصحي بشكل كامل.
كما صرح د. منصور بأنه مضى نحو أكثر من شهرين منذ اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2735، ولم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. لا أحد في غزة لديه الوقت للمراوغات الإسرائيلية، وانه ويجب إنقاذ أرواح الفلسطينيين بشكل عاجل وفوري. ودعا المجتمع الدولي في خطابه على ضرورة فرض وقف فوري لإطلاق النار الفوري، وطلب من المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل أكثر حزما لفرض وقف إطلاق النار في غزة الآن، وعدم السماح لإسرائيل بمواصلة الإبادة الجماعية بوسائل أخرى.
كما تناول منصور في بيانه الوضع الخطير في الضفة الغربية وما تشهده محافظاتها من عدوان اسرائيلي يهدف بتوسيع مجازره وسياسة التهجير القسري التي ينتهجها. ففي الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، تغزو قوات الاحتلال الإسرائيلي المدن الفلسطينية بشكل يومي، وتعتقل الآلاف من الفلسطينيين وتعرضهم لأقسى أشكال التعذيب، مما يؤدي إلى استشهاد الأسرى في زنازينهم. كما تستمر إسرائيل في مصادرة الأراضي الفلسطينية، وزيادة خطط الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية، كما فرضت العقوبات على الحكومة الفلسطينية، وسرقت عائدات الضرائب الفلسطينية، وسمحت للمستوطنين بنشر إرهابهم وتنفيذ هجماتهم ضد الفلسطينيين بشكل يومي.
وقال ان السياسيين والمسؤولين الإسرائيليين يقتحمون الحرم الشريف في القدس، منتهكين الوضع الراهن التاريخي للأماكن المقدسة في المدينة.
وطلب منصور من دول منظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدولي ككل اتخاذ إجراءات جدية وحاسمة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة فورا وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع ورفع الحصار والسماح بدخول المساعدات ومنع خطة التهجير القسري وتوفير الدعم للسكان المدنيين للتعافي وإعادة الحياة وتمكين الحكومة الفلسطينية من تحمل المسؤولية الكاملة في قطاع غزة، ودعم مبادرة الرئيس محمود عباس بالذهاب إلى قطاع غزةو حث دول منظمة التعاون الإسلامي على السعي لإنجاز هذه المبادرة وحشد المجتمع الدولي لدعمها، واكد ايضا كما على ضرورة تقديم الدعم المالي والسياسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومواجهة حملة التشهير والهجمات الإسرائيلية، وضمان قدرة الوكالة على الاستجابة للمعاناة الإنسانية في قطاع غزة و في المنطقة بشكل عام، باعتبار الوكالة عاملاً مهماً من عوامل الاستقرار في المنطقة.
كما ناشدهم ايضا بضرورة حشد الدعم الدولي لعضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، والدفع نحو المزيد من الاعترافات بدولة فلسطين، كخطوة سياسية تصحح الظلم التاريخي الذي وقع عل الشعب الفلسطيني وذلك تأكيدا لحقه في تقرير المصير.
وفي ختام بيانه قال منصور ان الشعب الفلسطيني بحاجة لإنهاء معاناته وليس التخفيف منها، وان هذا لا يتحقق إلا من خلال أمر واحد، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض الفلسطينية، والتي يشكل قطاع غزة المحتل جزءاً لا يتجزأ منها. وقال ان الفلسطينيين بحاجة إلى حشد الدعم الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق استقلال وسيادة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967، وفقاً للشرعية الدولية، وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق السلام العادل والشامل، بما في ذلك عقد مؤتمر دولي للسلام على أساس الشرعية الدولية. وفي هذا الصدد، اكد على ضرورة الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن عدم شرعية الاحتلال وضرورة إنهائه بشكل كامل وبأسرع وقت ممكن، وضرورة ترجمته إلى إجراءات وخطوات عملية، في ضوء المسؤوليات التي حددتها المحكمة لإسرائيل والدول الثالثة والمنظمات الدولية.
وصرح د. منصور بان دولة فلسطين ستشرع في الجمعية العامة في الأسابيع المقبلة قرار يضمن اتخاذ المجتمع الدولي الإجراءات اللازمة لدعم القرارات التي اتخذتها المحكمة في قرارها التاريخي. |