|
فلسطين ستُفشِل مردخاي كيدار ودوله الثمانية
نشر بتاريخ: 31/08/2024 ( آخر تحديث: 31/08/2024 الساعة: 21:54 )
لم يكن مردخاي كيدار مبتكرا لمشاريع تقويض القضية الفلسطينية فمن اليوم الأول لإنشاء الكيان طُرحت مشاريع عدة تمثل الفكر الاستعماري الذي تقوده الحركة الصهيونية عبر دولتها العميقة، وبدعم غير مسبوق من قوى الاستعمار تعثرت هذه المشاريع نتاج الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني وابعد من ذلك فقد طرح الفلسطينيون من خلال ممثلهم الشرعي والوحيد (منظمة التحرير الفلسطينية) مشاريع بديلة رسخت الهوية الوطنية الفلسطينية بديلة تنسجم والشرعية الدولية ومن ضمنها حق تقرير المصير. اما القائمين على مشاريع الطمس فلن يستسلموا فهم لم يتوقفوا يوما عن المحاولات والتي اخذت بالتسارع في السنوات الأخيرة خاصة بعد السابع من أكتوبر. حيث التطهير العرقي والابادة الجماعية وتدمير البنية التحتية في كل فلسطين خاصة في القطاع الحبيب تُشيرالى إصرار اليمين الإسرائيلي على تخطي عقدة العقد الثامن عبر القتل التهجير سواء القسري ام الطوعي على امل تعديل الخلل الديمغرافي بين النهر والبحر والذي أصبح يميل لصالح الفلسطينيين والذي سيقوض قانون القومية في حال مورست الديمقراطية بشكل يشمل كل المواطنين. من أكثر هذه المشاريع انسجاما مع الرؤيا الأولية لطمس القضية الوطنية الفلسطينية والقضاء ما أمكن على طموح الفلسطينيين في ممارسة حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة مشروع خطة الحسم التي تُعتبر ترجمة لأفكار البرفسور مردخاي كيدار (الامارات الفلسطينية المتحدة او الدول الثمانية) والتي تشكل انتهاكا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية ورغم ذلك تحظى بدعم بعض دول الغرب خاصة أمريكا وبصمت بعض دول الجوار والاقليم، فهل ما جرى في غزة وما يجري في عموم الضفة الغربية وبالأخص في الشمال؟ ان تدمير البنية التحتية في مخيمات شمال الضفة تهدف بين أشياء أخرى الى موائمة الواقع مع فكرة كيدار التي تقوم على انشاء امارات عشائرية في المدن اما القرى والارياف تضم لإسرائيل وليس هناك ذكر للمخيمات وعلية فهناك ضرورة لإلغاء المخيمات. ينتمي البروفيسور موردخاي كيدار إلى النخبة المفكرة في إسرائيل وإلى الطبقة المثقفة الإسرائيليَّة المؤثِّرة؛ يعمل محاضرا في جامعة بار ايلان كما عمل مديراً لمركز الدِّراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان، ومركز الدراسات هذا في جامعة بار إيلان يُعتبر أحد المؤسسات الأكاديميَّة المهمَّة التي تُشارك في صياغة الرُّؤى المتصلة بمستقبل إسرائيل وعلاقاتها مع محيطها الإقليمي والدَّولي. منذ عام 2012، يقوم البرفسور كيدار بالترويج لخطة سلام فلسطينية إسرائيلية بديلة لحل الدولتين ويشار إليها باسم الإمارات الفلسطينية أو حل الدول الثماني التي يفترض ان تقوم على أساس عشائري في المدن، لأنَّ العشائريَّةَ والنَّفَسَ العشائريّ على حد قوله يجريانِ في عروقِهِم مجرى الدَّم، وهذا أمر معروف. وإبقاء المناطق الرِّيفيَّة الفلسطينيَّة تحت سيطرة إسرائيل إلى أبد الآبدين، مع إمكانيَّة عرض المواطنة الإسرائيليَّة على سكَّان تلك القرى إن رغبوا في ذلك. ويرى كيدار أنَّ هذه المقترحات والأفكار تمثِّل البديل العملي والواقعي لكل الحلول الأخرى المطروحة. اما السلطة الفلسطينيَّة فمن الواجب ألَّا تبقى لأنَّ ليس لها وجود ذو قيمة أو فعلي، وينبغي ألَّا تقوم دولة فلسطينيَّة؛ لأنَّها ستكون كنسخة مكرَّرة للعديدِ من الدُّول العربيَّة الفاشلة؛ لذا ففكرة إنشاء إمارات فلسطينيَّة على أساسٍ عشائريٍّ في المدن الرَّئيسيَّة هو الحل الواقعي والممكن والوحيد. في عام 2014 وفي برنامج حواري على قناة فرانس 24 يديره غولان برهوم من معهد كيدم للأبحاث شارك في الحوار ناشطة يساريَّة إسرائيليَّة وناشطة سياسيَّة فلسطينيَّة حيث اعاد طرح هذه الأفكار تفصيلاً واثناء اللقاء تبين ان كيدار لديه المام عميق بأسماء ومكانة العشائر الفلسطينية. لم يكن كيدار الأول في طرح تعدد الولاءات خاصة العشائرية فقد سبقه بن يامين بن إليعيزر – الملقَّب بفؤاد الذي نجح الى حد ما في اختراق المجتمع الفلسطيني من خلال شبكة العلاقات التي نسجها مع وجهاءِ العشائر " وهو أوَّل حاكم عسكري للضِفَّة الغربيَّة تحتَ إمرة وزير الدِّفاع موشيه ديَّان وقد انسجمت رؤيا بن اليعيزر مع سياسات " شلومو غازيت " أوَّل منسِّق لأعمال الحكومة في المناطق ومحاولة إيجاد بؤرة ومراكز ولاء جديد للحكم العسكري الإسرائيلي العتيد من خلال تعزيز النَّفس الفئوي والعشائري يشار الى ان إسحق مردخاي المتهم بقتل فدائيي الباص خط 300 اقترحِ خارطة خطّة جلد النَّمر المُرَقَّط " الَّتي تُمثِّلُ الأماكن الَّتي يقترحها مردخاي كيدار كمناطق سيطرة للإمارات العشائريَّة الفلسطينيَّة غير المتَّحدة. مطلوب من قيادة الشعب الفلسطيني مراجعة جادة للتجربة تفضي الى تصحيح المسار ووضع البرامج والخطط الكفيلة بإفشال المخططات الصهيونية مرة واحدة والى الابد مستفيدين من التضامن الدولي غير المسبوق مع القضية الفلسطينية وعلى امتداد المعمورة.
|