نشر بتاريخ: 09/09/2024 ( آخر تحديث: 09/09/2024 الساعة: 12:42 )
بقلم: سارَّة فادي ثابت
أبيضٌ كان لون الماء الذي اضطررنا الوقوف من أجله طابور
وأبيضٌ كان لون الدَّمع الذي سقط منِي بغتَة لأجل هذا المَاء.
وأبيضٌ لون الحائط الذي استندتُ عليه ظهرًا، أبيضٌ ك برزخِ الشُّهداء، ولون كنزة حبيبي.
حائطٌ مهجور، بحفرٍ سوداء كما التي رسمها القدَر في قلبي
برطوبةٍ عالية ورائحة نتنة، كما النُّزوح والغُربة.
ثُلاثيَّةٌ كانت هذه الغُربة
غربَة الرُّوح، الفؤاد والجَسَد!
كان الوَقت يتوسَّط بين الظُّهر والعَصر حينما أسقطتني نار كانت تكبر في قلبي أحيان، وتضمر أحيان.
إنها لعنة الحَرب.
اللَّعنة التي لن تسمح لنا بالهُروب منها أبدًا.
اللَّعنة التي أسقطتني في غرفة قاتمة الألوان، لا صلَةَ لي بها.
أمامي شُرفة من الحَديد الساخن صيفًا، أرى من خلالها، زُرقةٍ ونور.
وعلى جانبي الأيمن ملابسي مُعلَّقة، تنتظر إلغاء سياسة الڤيتو، ووقف إطلاق النَّار، نار الحَرب لا النَّار التي اعتاد عليها قلبي.
أمَّا على يساري، صفّ من الوَسائد التي ننام عليها ليلًا، وعشرون دمعة.
يقطعُ عليَّ صوت الزَّنانة أرق قلبي
أحمرٌ صوت الزَّنانة
وأزرقٌ لون الأرق في قلبي
في قانون اللَّون
انغماس الأحمر في الأزرق ليلَك
ليلك بلون البَهجة ووقف اطلاق النَّار
في قانون الحَرب
تسقط البَهجة
وتُلاحقنا أينَ ما كنَّا
لعنة الألوان!