وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ورقة بحثية تناقش الرؤية الغربية حول"محاولات الجماعات المتطرفة اختراق المقاومة الفلسطينية "

نشر بتاريخ: 10/09/2024 ( آخر تحديث: 10/09/2024 الساعة: 13:17 )
ورقة بحثية تناقش الرؤية الغربية حول"محاولات الجماعات المتطرفة اختراق المقاومة الفلسطينية "

لندن- معا- بعد السابع من أكتوبر وعقب عملية طوفان الأقصى كان واضحا تداول الكثير من الدوائر الإعلامية الغربية صورا نسبتها للمقاومة الفلسطينية مدعية أنها أعلام متطرفة بعضها منسوب لتنظيم الدولة الإسلامية داعش ، وهي الصور التي زعمت الدوائر الإسرائيلية أنه قد تم العثور عليها في العديد من المواقع التي استهدفتها المقاومة في غلاف غزة.

وتعيد هذه الفكرة للأذهان ما حصل في بعض من الدول العربية ، ،منها مصر ، حيث استغلت الكثير من العناصر والجماعات الجهادية تردي الأوضاع الاقتصادية في مصر في عهد السادات لتجذب الشباب اليها ، وهي الجماعات التي وفرت لهؤلاء الشباب المصريين : المال اللازم ، الاستيعاب للنقاش ، والاهم التستر وراء الوطنية لتنفيذ العمليات في قلب مصر ضد الحكم.

هنا بالضبط يتجسد ، والحديث للورقة، الخطر الذي يهدد بعض من الدوائر الفلسطينية ، والتي تستغل سياسات الاحتلال وعملياته العسكرية لمحاولة جذب العناصر الشبابية الواعدة اليها.

وتشير ورقة بحثية وضعها مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن إلى دقة هذه النقطة خاصة وإنها تأتي تزامنا مع بعض من الشواهد ومنها : انضمام ومناصرة عدد من الفلسطينيين من أبناء القطاع للتنظيمات المسلحة الإسلامية في سيناء ، فضلا عن تمجيد تلك التنظيمات المتطرفة ومنها داعش لأي عملية تقوم بها المقاومة الفلسطينية في العمق الإسرائيلي.

وعلقت الورقة البحثية على بعض الصور والفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي واستغلتها اسرائيل لمسلحين فلسطينيين في مخيم جنين ترتدي "عصبات" على الراس تعود لجماعات متطرفة ط ، فضلا عن حديث بعض من قيادات المقاومة عن التعاطف أو ما يمكن القول بأنه تقدير لسياسات التطرف الايدولوجي الاسلامي وما يقوم به في العالم ، في ظل الجنون الامبريالي الذي يجتاح العالم والحرب المتواصلة والدائمة على الشعب الفلسطيني تحديدا في الكثير من بقاع العالم .

غير أن النقطة الدقيقة هنا أن الكثير من المصادر الفلسطينية نفت هذا الأمر ، ونبهت إلى أن المقاتلين في الضفة الغربية هو شباب صغار السن من عناصر الجهاد الإسلامي ، ولا يوجد أساس لهذه الرواية التي نقلتها الدوائر الغربية مع علاقتها الوثيقة بالدوائر الإسرائيلية.

ورصدت الورقة بعض من الأصوات الفلسطينية التي حذرت صراحة من إمكانية نقل الفكر المتطرف للضفة الغربية ، في ظل تواصل العمليات في مخيم جنين وطولكرم ونور شمس ، أو غيرها من المخيمات التي تنتشر في الضفة الغربية.

في نفس الوقت وتزامنا مع كل هذا خرج العديد من سكان هذه المخيمات في الضفة الغربية يخشون انتشار التطرف في منطقتهم كما حدث في الماضي في حلب السورية أو الموصل العراقية ، ونبهت هذه الأصوات إلى بعض من الحقائق ومنها إن ايديولوجية الكثير من الجماعات الإسلامية عموما لا تشمل الدولة الفلسطينية المستقبلية، ولكنها فقط تشمل الخلافة الاسلامية

وأوضحت هذه الأوساط ، وفقا لتحليل الورقة البحثية، إلى ان داعش ليست فلسطينية ولا تمثلها، وبالتالي لا يجوز الاعتماد عليها.

غير ان هناك بعض من الحقائق الاستراتيجية في هذا الصدد ومنها : أن السلطة الفلسطينية تعلم تماما استغلال بعض من التنظيمات الخارجية العالمية للمآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية برمتها. وتؤمن السلطة أيضا أن القضية الفلسطينية كانت على مدار عقود مركزا لمحاولة استغلال الكثير من الأنظمة لها ، خاصة بعض من الدول في الشرق الأوسط ، الأمر الذي يفرض على السلطة أو المؤسسات الرسمية عموما ضرورة القيام بعدد من الخطوات الاستراتيجية لحماية اندفاع الشباب الفلسطيني نحو هذه الجماعات ، خاصة وأن :

1- الكثير من الشباب الفلسطيني من الثوار الآن ولدوا بعد اتفاقية أوسلو

2- كثير من الدراسات الدولية حذرت من نقمة أو غضب الشباب الفلسطيني من هذه الاتفاقية في ظل ثورته وغيرته الوطنية

3- استغلال الكثير من الجماعات الفلسطينية المعارضة للسلطة عموما لتحاول كسب الكثير من النقاط على الأرض . غير ان اللافت وفي ذروة الحديث عن غضب البعض من الفصائل الفلسطينية من هذه الاتفاقية ان بعضها حاول استغلال الثمار السياسية المحدودة لها لكسب أي أرضية سياسية على أرض الواقع ، ولعل مشاركة حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية عام ٢٠٠٦ هي أكبر دليل على هذا الاستغلال ، خاصة وأن هذه الانتخابات أقيمت وتم تنظيمها وفقا للمنصوص عليه في اتفاقية أوسلو ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية عموما

في النهاية بات واضحا أن الغزو الأيدولوجيا لداعش او المتطرف عموما يستغل طموح الشعب ليس في فلسطين وانما في المنطقة العربية لحصد أي مكاسب سياسية بأي قدر ، وهو ما يزيد من دقة المعطيات السياسية في المرحلة الحالية والمقبلة. لا سيما وأن الصوت والوصف والتعليق الاسرائيلي الكاذب مسموع ومقروء في العالم ....مقابل الصوت الفلسطيني وهو على الحق ولكن لا يتمتع بنفس القوة.