د. نجيب القدومي.. نضالٌ من أجل فلسطين على جبهاتٍ مُتعددة
نشر بتاريخ: 10/09/2024 ( آخر تحديث: 10/09/2024 الساعة: 20:36 )
لم يُسعف قلب الدكتور نجيب ناجي القدومي "أبو فادي"، تحمل الجرائم المُتمادية، التي يتعرض لها أبناء شعبه، جراء العدوان الإسرائيلي المُتواصل، مُنذ أكثر من 76 عاماً، فتوقف عن الخفقان في العاصمة الأردنية، عمان، يوم الاثنين في 9 أيلول/سبتمبر 2024.
يُغمض "أبو فادي" عينيه، في رحلة الوداع الأخيرة على مرمى حجر من مهد الرسالات السماوية، التي ناضل لعقود من الزمن، من أجل تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، والعودة إليها.
يرحل بعد مسيرة حافلة بالعطاء، في المجالات كافة، التي سار فيها فدائياً، ومُربياً، وسياسياً، وناشطاً في المجلس الوطني الفلسطيني، والمجلس الاستشاري لحركة "فتح" وأميناً لسر الحركة في الأردن، لسنوات عدة.
تعود المعرفة إلى الأخ نجيب القدومي لسنوات عدة، توطدت في العقود الأخيرة.
في المجلس الوطني الفلسطيني، كان من المُقربين جداً إلى رئيسه سليم الزعنون "أبو الأديب"، حيث تشاركنا بمُتابعة التحضيرات لعقد الجلسة الطارئة التي عقدها المجلس، يومي الأربعاء والخميس 26-27 آب/أغسطس 2009، في رام الله بالضفة الغربية، وفق المادة 14 "الفقرة ج"، لملء 6 شواغر في اللجنة التنفيذية، ما أدى إلى إنقاذها من فقدان النصاب.
ثم انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، التي جرت بين يومي الاثنين والخميس 30 نيسان/إبريل و3 أيار/مايو 2018.
وبعدها تشاركنا في عضوية لجنة اللاجئين في المجلس الوطني الفلسطيني.
في حركة "فتح"، حيث كان يتولى الدكتور نجيب القدومي مهام أمين سر إقليمها في الأردن.
وقد شارك مُتحدثاً خلال حفل توقيع كتابي الثاني "الأوائل على درب فلسطين"، الذي أقيم في المكتبة الوطنية بعمان، يوم الأربعاء في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، بحضور حاشد.
كانت تمر القضية الفلسطينية حينها بإحدى المحطات الهامة، حيث واكبتُ الساعات الأخيرة، أثناء تواجد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، يوم الثلاثاء في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، في العاصمة الأردنية، عمان، حين تقديم النسخة الأولى من كتابي "الأوائل على درب فلسطين"، الذي وضع المُقدمة له سيادة الرئيس "أبو مازن"، وحجم الضغوطات التي تعرض لها من أجل إقناعه، أو ثنيه، عن التوجه إلى الأُمم المُتحدة، لتقديم طلب عضوية دولة فلسطين، حيث حققت، يوم الخميس في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، إنجازاً تاريخياً حينها، بتأييد 138 دولة، وإن بصفة مُراقب.
في المحطات كافة، التي كانت تجمعنا مع الأخ "أبو فادي"، لقاءً أو اتصالاً، كنا نتحدث إلى رجل مسؤول، أكسبته سنوات التجارب المُتعددة، خبرةً، عمل على ترجمتها بشكل عملاني في حياته، ونشاطه، ولقاءاته واجتماعاته، والمقالات التي كان يكتبها، وتوجيهه للشباب المُندفع، فربى جيلاً، ترسخ لديه النضال من أجل فلسطين بالوسائل كافة.
يغيب الدكتور نجيب رفيق القدومي، بعد أقل من 15 يوماً على رحيل القائد المُؤسس في حركة "فتح" ورائد الدبلوماسية الفلسطينية فاروق القدومي "أبو اللطف" (22 آب/أغسطس 2024)، الذي وري الثرى أيضاً في العاصمة الأردنية، عمان.
كل من عرف أو سمع عن "أبو فادي"، لمس بقناعة، مدى تمتعه بدماثة الخلق، ومُساعدة الآخرين، والسمعة الطيبة، وحسن اللقاء، وطيب المحيا، فضلاً عن سعة ثقافته، ونضاله المُتفاني من أجل فلسطين.
رحم الله الأخ "أبو فادي" القدومي، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم أُسرته وعائلته وأهله ومُحبيه الصبر والسلوان.