ماذا بعد اتضاح مخاطر اليوم التالي
نشر بتاريخ: 14/09/2024 ( آخر تحديث: 14/09/2024 الساعة: 21:59 )
بدهاء شديد ترك نتياهو جميع القوي الدولية والاقليمية والاسرائيلية تتحدث عن اليوم التالي .
وقد طالبتة الإدارة الأمريكية بوجود خطة واضحة بهذا المجال .
وتنافس كل من غالانت وغانس ولابيد علي تقديم مقترحات بهذا الخصوص .
وتفاعلت بعض الاوساط الفلسطينية وان كان بصورة غير رسمية مع فكرة اليوم التالي رغم التأكيد بانة سيكون يوما فلسطينيا بامتياز دون تدخل من دولة الاحتلال.
وتفاعلت بعض اوساط دول الإقليم أيضا بهذا الموضوع من خلال الحديث عن استعدادها بأن تكون جزء من قوة اقليمية دولية للاشراف علي المعبر والقطاع .
واشارت السلطة بانة من غير الممكن أن تتولي شان ادارة معبر رفح الا في إطار التفاهم الوطني وبالاخص مع حركة حماس .
كانت مهمة نتياهو الاولي تكمن بصد المقترحات الرامية لوجود ادارة فلسطينية مهما كان نوعها بعد انتهاء الحرب حيث أكد انة يرفض كل من حماسستان وفتحستان كما كانت مهمتة الثانية تكمن بفرض الوقائع العسكرية والامنية وصولا للاستيطانية علي ارض القطاع.
عرض نتياهو خطوطا عامة في بداية العام للإجابة علي سؤال اليوم التالي ومنها تشكيل ادارة مدنية موالية للاحتلال لإدارة شؤون السكان .
الا انة كان يخطط لتنفيذ أبعاد اخري مفادها يكمن بعودة الاحتلال العسكري المباشر مصحوبا بعودة الاستيطان وتشكيل ادارة مدنية مطياعة.
ان نظرة سريعة لطبيعة الخارطة الاسرائيلية الجديدة لقطاع غزة تبرز بوضوح طبيعة المخطط الاستعماري الذي عملت علي تنفيذة حكومة اليمين الفاشية عبر القوة العسكرية الغاشمة .
تظهر الخارطة وضوح المخطط الصهيوني الاستعماري علي القطاع من خلال اقتطاع (المنطقة الأمنية العازلة )علي الحدود الشرقية والشمالية من القطاع وإعادة تشكيل مستوطنة نيتساريم والتي تقتطع القطاع من المنتصف والتي تضخمت واصبحت مساحتها حوالي 7كم مربع الي جانب استمرارية السيطرة علي محور فيلادلفي-صلاح الدين ومعبر رفح.
هناك مؤشرات جدية لعودة الاستيطان لشمال القطاع من خلال تطبيق خطة الجنرالات والتي صممها الجنرال والخبير السابق بالمؤسسة العسكرية الاسرائيلية غئولا ايلند .
ترمي هذة الخطة لافراغ المنطقة من السكان واعادة بناء المستوطنات عليها .
يهدف نتياهو وأركان حكومتة من خلال ذلك الي تنفيذ احد اهداف العدوان بجعل قطاع غزة مكان غير مهدد لامن الغلاف ودولة الاحتلال.
ولكن يكمن الهدف الإستراتيجي بمحاولة تصفية المقاومة وضرب الهوية الوطنية بوصف القطاع احد الروافع الهامة لها وفصل القطاع عن الضفة لمنع قيام دولة فلسطينية الي جانب الأهداف الاقتصادية خاصة العمل علي السيطرة علي بحر القطاع الغني بالغاز .
لقد قام عتاة اليمين المتطرف بمشاركة كل من بن غفير وسموتريتش بتنظيم مؤتمر بالربع الأول من بداية العام بمدينة القدس يدعو لإعادة الاستيطان الي قطاع غزة وها هي حكومة الاحتلال الفاشية تحاول العمل علي تنفيذة .
وعلية فقد عمل نتياهو أمام مخططة الواضح علي سد الطريق أمام الاجتهادات والمقترحات بخصوص اليوم التالي الأمر الذي يتطلب إزاحة التفكير الفلسطيني والاجتهادات من اي جهة للتفاعل مع اية مقترحات بخصوص اليوم التالي .
ان التصدي ليوم نتياهو الاستعماري علي قطاع غزة بخصوص اليوم التالي يكمن بتشكيل حكومة توافق وطني فورية تنفيذا لإعلان بكين وتعزيز العمل الشعبي والاجتماعي المشترك بين جميع القوي وفاعليات المجتمع المدني بهدف تقديم الخدمات وتحقيق وحدة النسيج الاجتماعي وتعزيز حالة الصمود الوطني.
بالتأكيد فإن رهانات نتياهو ستتحطم علي وحدة شعبنا الميدانية وسترفض كل المكونات السياسية والمجتمعية والعائلية للتفاعل مع مقترح الإدارة المدنية وسيغوص نتياهو وجيشة في رمال قطاع غزة الأمر الذي سيرتد علية وسيؤدي ذلك الي تسعير التناقضات بين الجيش الذي يرغب بالانسحاب من غزة وبين نتنياهو والمستوى السياسي الذي يسعي لاطالة امد العدوان حفاظا علي مصالحة الشخصية وتنفيذا لاجندتة الايديولوجية والسياسية المبنية علي الاستعمار والاستيطان والتوسع.