وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لا نذهب للتجنيد الاجباري.. فالحرب تأتي الينا داخل بيوتنا

نشر بتاريخ: 16/09/2024 ( آخر تحديث: 16/09/2024 الساعة: 11:29 )
لا نذهب للتجنيد الاجباري.. فالحرب تأتي الينا داخل بيوتنا




يتدرج سلم النضال الوطني من الاسهل الى الأصعب . من الصمت وعدم التفاعل مع الاحتلال الى الاضراب الى التظاهرات السلمية الى المقاومة الشعبية الى العصيان المدني، وبعد ذلك مواجهات فتخريب شعبي كإغلاق الطرقات للتعبير عن الرفض، ثم المقاومة العنيفة من خلال عملية بسيطة للفت الانتباه ودون التسبب بالموت الى عملية قاتلة ثم الى سلسلة عمليات وبعد ذلك معركة تستمر لساعات او لأيام .
اما الحرب فتخوضها الجيوش والدول وشرط وجودها ان يكون هناك جيشان متحاربان او اكثر ودول تقدر على تحمّل نفقات الحرب الثقيلة وتكلفتها التي تهلك الموازنات .
وقد صمد الشعب الفلسطيني مئة عام بوسائل النضال البسيطة التي تنحصر تكلفتها في الاعتقال والجرحى وعدد من الشهداء . وخصوصا ان الشعب الفلسطيني الصغير بتعداده السكاني لا يملك دولة ولا يسيطر على موارده ولا يملك موارد اقتصادية تؤهله لفتح معارك كبيرة او حروب .وحتى العمليات كانت تتسبب في سلسلة عقوبات جماعية لا يستطيع الناس تحمّلها . وشاهدنا كيف ان الانتفاضة الأولى والثانية وهي بمعظمها سلسلة عمليات لا تصل الى مستوى معركة تركت أحمالا ثقيلة على الموازنة وعلى المواطن وعلى القرية والمدينة والاقتصاد والتعليم والزراعة .

تيارات مركزية في حركة فتح لم تتردد في انتقاد ياسر عرفات بشدة وتحميله مسؤولية تدمير السلطة وإعادة اجتياح الضفة واعتقال الاف الضباط من أبنائها واستشهاد الالاف نتيجة الانتفاضة الثانية . ولغاية الان تدفع حركة فتح ثمن " المعركة " بالسلاح التي اعلنها عرفات ضد شارون في العام 2000 أي قبل ربع قرن .
كما ان إسرائيل لغاية اليوم تدفع ثمن مغامرة بيغن وشارون في احتلال لبنان العام 1985 ، ورغم مرور نحو خمسين عاما على ذلك لا تزال إسرائيل تدفع ثمن هذه الحرب . والعراق دفع ثمن حربه على الكويت وروسيا تدفع ثمن حربها مع اوكرانيا وهكذا . لان الأقوى يدفع ثمن أقوى .
لا يوجد حرب مجانية في هذا العالم. وكما نشاهد روسيا وأوكرانيا . فان إسرائيل سوف تدفع أثمان لا يمكن تخيلها سياسيا واعلاميا واقتصاديا وعسكريا جراء حربها المجنونة على غزة .
يمكن للعالم الحديث ان يستوعب عملية ، او سلسلة عمليات . ويمكن أحيانا ان يبتلع معركة سريعة وقصيرة . ولكن العالم الحديث لا يمكن ان يقبل بالحروب ، ليس لأسباب أخلاقية !! وانما لأنها تدمر الاقتصاد العالمي ويوقف عجلة الاقتصاد والبترول والتصدير ودورة رأس المال .

الشعب الفلسطيني مظلوم لدرجة ان الحرب تأتيه الى داخل بيته وبين اطفاله سواء يريد الحرب او لا يريد . ويسفك دمه من دون رحمة بقرار جغرافي وليس بقرار ذاتي .
لا يلزم استطلاعات رأي لمعرفة موقف واتجاهات المواطن الفلسطيني، فذلك اشبه بتقييد انسان وتغطية رأسه ووضع مسدس في راسه وانت تسأله : ما رايك بالسلام العادل والشامل ؟.