نشر بتاريخ: 16/09/2024 ( آخر تحديث: 16/09/2024 الساعة: 11:34 )
مثل كل شعوب العالم ، اعترف العالم كله بنا وبحقنا في دولة الا اولئك الذين يعتقدون انهم يستطيعون ايقاف حركه التاريخ ونواميس الناس ،مثل كل شعوب العالم، اصبح لنا مقعد في الجمعية العمومية للامم المتحدة لنا حق منقوص حتى الان، ولكن المسألة مسألة وقت الا ، صار لنا دولة بين الدول، وبذلك نجونا من الشطب والالحاق والضم والتغييب والتهميش، نجونا من المذبحة، نجونا من الخروج من التاريخ ، واصبحنا كيانا قانونيا وسياسيا معترفا به ، قد تكون الحدود غائبة وقد يكون السكان موزعين ومشتتين وقد تكون السيادة مصادرة ، ولكن كل ذلك سياتي مع الوقت، فالجهد و الدمع والدم والصبر والعناد والايمان والانتماء كفيلة بان تحول الصخر الى حرير والمستحيل الى ممكن .
اعتراف العالم بنا وان كان منقوصا لكنه دليل على ان شعبنا عصي على الانكسار او الكسر او التجاوز او الاقتلاع او الابتلاع او الهضم، ودليل على ان الضمير العالمي لا يمكن تزويره او اختطافه او تنويمه او الغائه ، لا يمكن شطب شعب مثل شعبنا يتكئ على قاعدة عريضة من ثقافة غنية وقوية قائدة ورائدة وصاعدة ،ولا يمكن لاستعمار مهما كان ذكيا ومزودا بكل تكنولوجيا العالم ونظرياته في حكم الشعوب ان تصادر الشوق الى الحرية والرغبة في الحياة الكريمة .
ان اعتراف العالم بنا هو رسالة ايضا الى اسرائيل واتجاهاتها الجديدة وقادتها المغامرين المقامرين اللاهثين وراء حلول واوهام لا يمكن تحقيقها مهما كانت اسرائيل قوية او مدعومة او مسكوت عنها وهي رسالة تقول ان ان الحل لا يمكن ان يكون من خلال مذبحة او تهجير او فرض تسوية عسكرية امنية ، ان اعتراف العالم بدولة فلسطينية ينقذ الشعب الفلسطيني من شبهة التعريف والتجسيد والكيانية والحقوق والمستقبل ايضا .
ان اعتراف العالم بدولة فلسطينية يضع حدا للمبادرات والاقتراحات والاجراءات التي ترى في الشعب الفلسطيني قبائل او مجرد مشكلة امنية او ديموغرافية ،دولة فلسطينية تعني الجغرافيا والديموغرافيا والسيادة والعلاقات الدولية وبناء السلم والاستقرار، دولة فلسطينية يعني التسوية الافضل والانسب والاكثر نجاعة لاحلال السلام في المنطقة.
ان هذا الاعتراف المنقوص رسالة ايضا لاولئك الذين يتشدقون بحل الدولتين دون التقدم خطوه اخرى الى الامام ، فالكلام عن حل الدولتين بطريقة عشوائية ودون تفصيل ودون اعتراف بدولة فلسطين يصبح مجرد استهلاك للوقت والجهد، او انه مجرد ادارة علاقات عامة او امتصاص غضب او الهاء اطراف وجهات تحب ان تسمع هذا الكلام .
الكلام عن حل الدولتين بدون اعتراف بالدولة الفلسطينية وعن حدودها ومضامينها وعلاقاتها وتمثيلها السياسي مجرد (طق حنك) ليس الا.
الاعتراف بدوله فلسطين كدولة بين الدول انما هو المدماك الاول في بناء المستقبل للشعب الفلسطيني الذي تم التعامل معه طيلة الوقت باعتباره اما قضية انسانية او مشكلة امنية او تهديد ديموغرافي ،وكل هذا سقط من خلال التجربة الفعلية التي استهلكت الكثير من الدماء .
ان الدوله الفلسطينية هي البواة الحقيقية لصنع سلام دائم وحقيقي .