![]() |
تحول المدن الشرق أوسطية: فُرص الاستثمار العقاري
نشر بتاريخ: 27/11/2024 ( آخر تحديث: 27/11/2024 الساعة: 22:23 )
![]() معا- تشهد مدن الشرق الأوسط الكبرى مثل القاهرة، طهران، وإسطنبول تغيرات جذرية بفعل التوسع السكاني السريع المدفوع بالفرص الاقتصادية والتطورات الكبيرة في البنية التحتية. في القاهرة، أدت الضغوط السكانية إلى إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة في الصحراء لتخفيف العبء عن المدينة، مثل مدينة العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العالمين التي تقع في الساحل الشمالي الغربي، والتي تعد حاليًا واحدة من أهم المدن العالمية الساحلية على البحر الأبيض المتوسط. في حين تستمر إسطنبول في التوسع من خلال مشروعات التحديث الحضري واستقبال الهجرة. رغم التحديات الحضرية مثل الازدحام ونقص الإسكان، تعد هذه المدن محركات للنمو الاقتصادي والابتكار في المنطقة، مما يفتح أبوابًا واسعة للاستثمار العقاري في المستقبل ضرورة التحول إلى الأخضر
تسارع التحضر في الشرق الأوسط خلق تحديات بيئية خطيرة، مثل ندرة الموارد، التلوث، وارتفاع استهلاك الطاقة. مع النمو السريع للمدن، أصبح الضغط على البنية التحتية والموارد كبيرًا، مما أدى إلى تفاقم مشاكل مثل استهلاك المياه، انبعاثات غازات الدفيئة، وتلوث الهواء. على سبيل المثال، المدن تنتج 70% من انبعاثات غازات الدفيئة وتستهلك أكثر من 60% من الطاقة العالمية. للحد من هذه التأثيرات، تسعى العديد من المدن في الشرق الأوسط لتبني حلول مستدامة. مشروع "مدينة مصدر" في أبوظبي يعتبر نموذجًا عالميًا للمدن البيئية، حيث تم تصميمها لتكون خالية من الكربون، وتعتمد على الطاقة المتجددة. هذا إلى جانب المبادرات الأخرى مثل مشاريع النقل المستدامة التي تعتمد على الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الذكية. كما تم دمج تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) لمراقبة استهلاك الطاقة والمياه في المباني، مما يساعد على تحسين الكفاءة وتقليل الفاقد، أيضًا في مدن مثل دبي، تستخدم أنظمة إدارة المياه الذكية المستشعرات وتحليلات البيانات لمراقبة وتحسين استخدام المياه، والكشف عن التسريبات، وتقليل الفاقد. هذه الطريقة تساعد في التصدي لتحدي ندرة المياه من خلال ضمان استخدام أكثر كفاءة للموارد المتاحة. تحديات الإسكان: تحقيق التوازن بين العرض والطلب
في ظل زيادة الطلب على الإسكان الميسور في الشرق الأوسط، تواجه المنطقة تحديات كبيرة لتلبية احتياجات السكان المتزايدين. على سبيل المثال، تستمر المدن الكبرى مثل دبي والرياض في مواجهة نقص في الإسكان الميسور، حيث تضغط معدلات النمو السكاني والطلب على الإسكان على القدرة الاستيعابية للسوق. وتظهر بيانات عام 2024 أن المدن مثل القاهرة وطهران تشهد أيضًا تحديات في توفير مساكن بأسعار تتناسب مع دخول الأسر المتوسطة والمنخفضة. لحل هذه الأزمة، بدأت بعض الدول في تنفيذ حلول مبتكرة مثل الشقق الصغيرة (micro-apartments) والتي توفر مساحة سكنية صغيرة لكن بتكلفة أقل، خاصة للشباب والمهنيين. كما برزت مفاهيم مثل المساكن المشتركة (co-living)، وهي مجتمعات سكنية تشارك المرافق العامة مما يقلل من التكاليف ويعزز التفاعل الاجتماعي. أيضًا يجب يجب أن تتضمن استراتيجيات التخطيط الحضري عناصر الاستدامة البيئية لضمان أن تكون المجتمعات المستقبلية قادرة على التكيف مع التحديات البيئية والتغيرات السكانية. كما يمكن أن تسهم مشاريع التنمية المتكاملة التي تشمل مزيجًا من الوحدات السكنية والتجارية والخدمية في تلبية احتياجات متنوعة للمجتمعات. ما وراء الأبراج: تأثيرها على حياتنا
التحضر السريع في الشرق الأوسط يُحدث تأثيرات كبيرة على الأنماط الاجتماعية والحياة التقليدية في المنطقة. على سبيل المثال، الانتقال من المجتمعات الريفية إلى المدن الكبرى، مثل الرياض ودبي وأبوظبي والقاهرة الجديدة واسطنبول. العالم الآن أصبح سريع التطور، لذلك المدن الريفية لا تواكب الكثير من متطلبات الحياة وهذا زاد الضغط على المدن الكبيرة، مما أدى على زيادة الوافدين من المدن الريفية إلى الحضر. في دبي، على سبيل المثال، يظهر تأثير التحضر بشكل واضح على سوق العقارات، حيث يزداد الطلب على الوحدات السكنية الحديثة والمرافق المبتكرة، في حين يواجه البعض صعوبة في التكيف مع الزيادة في تكلفة المعيشة والضغط على الخدمات. هذه التغيرات تؤثر بشكل كبير على اختيارات الاستثمار والحياة اليومية للمقيمين. ومع زيادة الفرص الاقتصادية، أصبحت المدن مراكز لجذب السكان، مما يؤدي إلى زيادة التفاوت الاجتماعي والازدحام المروري. تظهر الأبحاث أن التحضر السريع قد يؤدي إلى توسيع الفجوة بين الفئات المختلفة، حيث تتمتع الطبقات العليا بإمكانيات أكبر للوصول إلى الخدمات مثل التعليم والصحة، بينما تعاني الطبقات الفقيرة من الفقر والبطالة والازدحام الشديد. هذه الاتجاهات المتغيرة تؤثر بشكل كبير على سوق العقارات بشكل عام سواء عقارات دبي أو أبوظبي أو الرياض أو مصر أو اسطنبول، حيث أصبحت التفضيلات العقارية أكثر ارتباطًا بشكل الحياة وحركة السوق في المنطقة او المدينة. مستقبل التوسع الحضري
على سبيل المثال، ارتفاع درجات الحرارة وقلة المياه يمثلان تحديات هامة تحتاج إلى حلول مبتكرة في تقنيات البناء المستدام وإدارة المياه. رغم هذه التحديات، هناك تفاؤل بمستقبل التوسع الحضري في الشرق الأوسط، إذ تمتلك المنطقة إمكانيات لتصبح رائدة عالميًا في مجال التنمية الحضرية المبتكرة والمستدامة بفضل المشاريع الكبرى مثل نيوم ومدينة مصدر، والتي تمثل نماذج عالمية في التخطيط الحضري المتوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. |