|
اي شرق اوسط جديد سيولد من هذه الحرب
نشر بتاريخ: 03/10/2024 ( آخر تحديث: 03/10/2024 الساعة: 11:41 )
في ظل كثرة الصواريخ والمسيرات والطائرات في اجواء المنطقة اصبح البعض يقارن بين عددها وعدد النجوم والفرق هنا ان الصوريخ تخفت وتنطفيء بينما النجوم ابدية سرمدية وامام هذا المشهد كثر الحديث في الاونة الاخيرة عن حرب اقليمية اكيدة بين امريكا وحلفائها من جهة وايران واتباعها من جهة اخرى. ذهب البعض بعيدا لدرجة تصور نتائج الحرب المدمرة التي ستوفر لايران فرصة ان تصبح القطب الاول في المنطقة وهذا يعني نهاية إسرائيل كقوة مهيمنة وانحسار دور ممالك الخليج،مما يعني بالضرورة انحسار الدور الامريكي ،بينما رأى اخرون ان ايران ستعود الى العصور الحجرية من اليوم الاول للحرب. لم يكلف احد من هؤلاءنفسه عناء دراسة الواقع وربطه بمصالح الاطراف كافة،خاصة وان مكيال الحقل ليس بالضرورة متطابق مع مكيال البيدر ،وليس في السراب ماء. طبول الحرب لا تعني بالضرورة ان الحرب بالمفهوم الدقيق واقعة لا محالة فضجيج الاواني يعلو كلما فرغت اكثر،وكلما علا الصوت كلما غلا الثمن.ان جني الثمار حسب منطق الهيمنة الامريكية ليس بالضرورة نتاج بذر وحرث وزرع وبالتالي حصاد. ليس من مصلحة احد القضاء على ايران فوجودها يشكل مصلحة مزدوجة لامريكا واسرائيل،امريكا تمارس ضغطا على ايران وبكل السبل حتى لا تنضم الى قافلة الدول النووية لان انضمامها سيخرجها من اطار الهيمنة الامريكية الكاملة واعادة مجد الامبراطورية الفارسية اما بقائها قوية دون سلاح نووي فانه يشكل عصا تشهرها الولايات المتحدة في وجه الممالك كلما فرغت الخزينة الامريكية،في المقابل.يضمن لاسرائيل هذاالتفوق الرادع لاي كان. وهنا يتبادر الى الذهن سؤال وجيه ،هل هناك من عاقل لديه دجاجة تبيض دولارات ويقدم على ذبحها؟أو لديه ديكا يبيض ذهبا ويبيعة (الذي يؤمن بان امريكا و اسرائيل تحميانه رغم عدوانهما وظلمهما بالتكيد ديكة يبيضوليس هذا فقط بل يبيض ذهباً). ان أي حرب اقليمية شاملة في المنطقة ستحدد نتائجها نسبة خسارة امريكا لكونها الاولى عالميا ،فان نجحت رؤيا الفريق الذي يرى ان الحرب واقعة لا محالة وان ايران واتباعها سيَهزمون امريكا وحلفائها ،في هذه الحالة لن تبقى امريكا الوحيدة ولا الاولى في قيادة العالم وهذا يشكل الطامة الكبرى لامريكا واسرائيل. اما إن نجحت رؤيا الفريق الاخر فان قن الدجاج سيفرغ من الديوك والدجاج وبالتالي لن تكون هناك بيوض لا من الذهب ولا من الدولارات. وهنا يحضرني بيت شعر لجرير والذي يقول زعم الفرزدق ان سيقتل مربعاً فابشر بطول سلامة يا مربع. ان الصراع في المنطقة اساسه لا يخفى على احد وهو القضية الفلسطينية فان لم تحل القضية بما يرضي الشعب الفلسطيني و يحقق اماله في اقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 و القدس عاصمة لها فان ذلك يعني ان الصراع سيستمر وان تغيرت ادواته وفي هذه الحالة ستكون احدى نتائج الحرب اطالة امد الصراع. ان الدول العربية التي دخلت المحورالغربي الامريكي وبالاساس منها دول الخليج ستُأكل يوم يؤكل الثور الابيض ان نجحت رؤيا الفريق الاول المشار اليها في الفقرة الثانية ولن يفيدها دفع المليارات للولايات المتحدة وتقديم الولاء عبر تمويل الحروب في المنطقة سواء في اليمن ام سوريا ام ليبيا ،اما ان نجحت رؤيا الفريق الثاني الذي يرى ان ايران ستعود الى العصر الحجري فان من سيدفع الثمن هم حلفاؤها (سوريا ولبنان واليمن). لقد كانت هناك فرصة سانحة لترسخ جذور الاتفاق الايراني السعودي في حقبة المغدور ابراهيم رئيسي ،ربما الفرصه لا زالت موجودة وان بنسبة اقل فبدل انفاق الكثير لشراء السلاح كان من الاجدى استثمار هذا النفاق في التطوير وتوفير الامن والرفاهية لشعوب المنطقة ؟ان الذي استطاع ان يجد صيغ تفاهم وصلت الى حد التطبيع مع مغتصب اراضية لا بد ولديه القدرة على التفاهم مع ايران التي يعتبرها عدوه رغم انها جزء من الامة الاسلامية .غن غياب هكذا عمل استراتيجي بالضرورة ناتج عن غياب الاستقلالية والارادة. فلربما يخرج من بين الركام الذي تنتشر فيه رائحة الموت في المنطقة عاقل يخلط الاوراق كلها ويعيد الامور الى نصابها ويعطي كل ذي حق حقه ويسهم في حماية الانسان من الانسان ويقدم القيم والاخلاق والمباديء على المصالح قبل فوات الاوان خاصة وان العالم يتغير بتسارع غير معهود . حمى الله الانسانية من شرور الحرب |