|
المنطقة تقف على أعتاب حرب أقليمية قد تكون الأكبر في تاريخها .
نشر بتاريخ: 04/10/2024 ( آخر تحديث: 04/10/2024 الساعة: 11:29 )
هذا الهجوم الإيراني الذي حمل رسائل متعددة استهدف مواقع عسكرية اسرائيلية وصلت محور نتساريم في غزة العزة كما أعلن والتي ما زال الأحتلال يرفض الافصاح عنها وقد فشل نسبيا في اعتراضها خلال مسيرتها نحو اسرائيل الامر الذي فضح قدرات الردع الاسرائيلية التي كانت تشكل رعبا خلال الحروب السابقة ، وهو ما يشير إلى تغيّر في محركات الصراع الذي كان يُدار سابقا عبر حلفاء إيران في المنطقة ، ليأخذ الآن طابعا أكثر مباشرة بين الجانبين . ومع التهديدات الإسرائيلية بالرد القوي التي اتت على لسان نتنياهو امس ، يتزايد الحديث عن اقتراب حرب إقليمية شاملة قد تشمل أطرافا متعددة في المنطقة لا تبدو فيها دولة الأحتلال صاحبة اليد الطولى الاقوى . -- دلالات الهجوم الصاروخي الإيراني. وقد يعكس هذا تغيرا في الاستراتيجية الإيرانية، ربما نتيجة ضغوط داخلية أو خارجية . حيث يمكن النظر إلى الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل كجزء من الرد على التطورات السياسية الأخيرة ، المتمثلة بإعلان نتنياهو عن البدء في تنفيذ المخطط الصهيو أمريكي "خارطة الشرق الاوسط الجديد" ونواته بالمنطقة المتمثل بمشروع "اسرائيل الكبرى" . هذه الخطة التي تمثل محاولات لإعادة تشكيل الأوضاع الجيوسياسية من خلال التطبيع مع بعض الدول العربية وتعزيز وتمدد الاحتلال الإسرائيلي في مناطق جديدة واستمرار الهيمنة الأمريكية وتفوق اسرائيل وإستدامة الأحتلال والأستيطان وسياسة الاقتلاع العرقي بحق شعبنا الفلسطيني اساسا . فإذا كان نتنياهو يخطط لإعادة صياغة التوازنات السياسية في الشرق الأوسط وجر الولايات المتحدة الى حرب أوسع ، فمن الطبيعي أن ترى إيران في ذلك تهديدا مباشرا لمصالحها الإقليمية . إيران تعتبر نفسها اللاعب الأساسي في محور المقاومة ضد إسرائيل وصاحبة دور متنامي بالتحالفات الدولية الجديدة الناشئة بالعالم تحديدا مع روسيا والصين . وأي خطوة تهدف إلى تعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة ، خاصة بالتعاون مع الولايات المتحدة أو بعض الدول العربية التي تدور بالفلك الامريكي منذ عقود تعتبر ضربة لأستراتيجيات إيران ولمصالح تلك التحالفات . إطلاق الصواريخ الباليستية على مواقع عسكرية إسرائيلية يمثل رسالة واضحة من إيران أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التحركات الإسرائيلية لتغيير قواعد اللعبة السياسية في المنطقة واستمرار تصرفها كدولة مارقة فوق القانون . هذا التصعيد يشير إلى أن إيران تسعى لوقف هذا المنهج من جانب والى الحفاظ على مصالحها ونفوذها من جانب اخر ، بل وربما تتطلع إلى ترسيم حدود جديدة او محاولة فرض دور في ترسيم للصراع عبر استعراض قدراتها العسكرية . إضافة إلى ان ذلك قد يشكل مساهمة في لجم المشروع التوسعي الصهيوني كحركة سياسية عالمية ، يمكن أن يشكل الهجوم بمثابة تحذير لإسرائيل من مغبة المضي قدما في أي مخططات لتغيير موازين القوى الإقليمية على حساب الدول الداعمة لإيران مثل سوريا ولبنان والعراق ، والتي ترى طهران أنها جزء لا يتجزأ من منظومتها الأمنية القومية والسياسية في المنطقة. -- الرد الإسرائيلي المتوقع. من جهة أخرى ، قد تختار إسرائيل توجيه ضرباتها نحو حلفاء إيران في المنطقة ، مثل حزب الله في لبنان أو الميليشيات المدعومة من إيران في العراق واليمن وسوريا كذلك ضد منشآت حيوية في دول المنطقة واثارة وتصعيد النزاعات والفتن الداخلية في تلك الدول . هذا السيناريو يهدف إلى محاولة إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة دون الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران، لكنه قد يؤدي إلى إشعال فتيل الحرب الإقليمية بشكل أوسع. -- احتمالات التصعيد الإقليمي. رغم ان العالم لم يبقى كما كان ، الا ان الولايات المتحدة بدورها لن تقف مكتوفة الأيدي ، فإسرائيل تُعتبر حليفا رئيسيا استراتيجيا لها ولمشاريعها ، وأي هجوم إيراني كبير قد يدفع واشنطن للتدخل عسكريا خاصة مع اعادة أرسال حاملة الطائرات الى المنطقة قبل يومين ، أو عبر فرض عقوبات جديدة على إيران رغم حساسية الاوضاع التي ترافق الانتخابات فيها . ومع ذلك، قد تسعى الولايات المتحدة إلى تفادي مواجهة شاملة وتحاول التوسط لمنع اندلاع حرب قد تهدد استقرار المنطقة والعالم اومحاولة مفاوضة إيران حول قضايا المنطقة . -- تأثيرات الحرب على المنطقة والعالم. في ضوء هذه التطورات، يبدو أن المنطقة تقف على أعتاب حرب إقليمية قد تكون الأكبر في تاريخها الحديث. الهجوم الإيراني وما تلاه من تهديدات إسرائيلية وقحة يشير إلى أن الصراع لم يعد مجرد مواجهة بالوكالة ، بل بات يقترب من مواجهة شاملة. -- مطلوب موقف روسي وصيني حازم . |