إفشال حوارات المصالحة ليس عبثياً بل مقصوداً
نشر بتاريخ: 12/10/2024 ( آخر تحديث: 12/10/2024 الساعة: 11:44 )
لم تكن كل حوارات المصالحة بدءاً من القاهرة ٢٠٠٩ ونهاية بالقاهرة ٢٠٢٤ هذه الأيام ، نابعة من إرادة حزبية فلسطينية صادقة عند كل الأطراف ولا من ثقة بإمكانية تحقيق المصالحة،لأن الفصائل تعرف أن إسرائيل صنعت الانقسام الذي أدى لفصل غزة عن الضفة بداية وتدمير إمكانية قيام الدولة على أراضي ٦٧ كما تعترف بها غالبية دول العالم،
بالإضافة للانقسام المجتمعي والثقافي والهوياتي بين مكونات المجتمع، ولن تسمح إسرائيل بانهائه، أيضا تمترس كل من فتح وحماس حول نهجه ورؤيته للمقاومة والتسوية السياسية والضغوط التي تمارسها أطراف خارجية على الطرفين .
كان حضور الفصائل دعوات المصالحة تجاوباً مع طلبات دول تريد أن يكون لها حضور في المشهد الفلسطيني وتزعم إنها قامت بواجبها تجاه الفلسطينيين والخلل يكمن في الفلسطينيين أنفسهم
،وكانت الفصائل تسارع للحضور حتى تبقى في المشهد، وخصوصا حركة حماس التي كانت تعزز حضورها الإقليمي والدولي مع كل جولة حوار .
من خلال تصريحات الناطقين في فتح وحماس بعد كل لقاء فاشل يبدو أن الإرادة والثقة بين الطرفين ما زالت غير متوفرة بالرغم من الخطر الوجودي الذي يهدد القضية الوطنية كما أن الشروط الإقليمية والدولية غير مشجعة بل ومعيقة سواء من إسرائيل أو إيران.
إصرار الفصائل على الفشل سيؤدي لنتيجة أكثر خطورة وهو أن ييأس الشعب من إمكانية المصالحة ويصاب بالاحباط ويستسلم لواقع الإنقسام ولوجود الأحزاب القائمة.