|
"الجدار الحديدي": كيف يستمر إرث جابوتنسكي في تشكيل سياسة إسرائيل من جابوتنسكي إلى نتنياهو
نشر بتاريخ: 14/10/2024 ( آخر تحديث: 14/10/2024 الساعة: 17:24 )
قبل ما يقرب من قرن من الزمن، كتب الزعيم الصهيوني فلاديمير جابوتنسكي مقالته الشهيرة "الجدار الحديدي (نحن والعرب)"، حيث وضع رؤية للدولة اليهودية الناشئة والتي تقضي بأنه لا يمكن تحقيق السلام مع العرب إلا بعد بناء "جدار حديدي" من القوة التي تجعل أي مقاومة عربية بلا جدوى. كان يؤمن بأن العرب لن يقبلوا بوجود دولة يهودية إلا بعد أن يدركوا أنهم غير قادرين على هزيمتها. وحتى بومنا هذا، لا تزال هذه الفكرة مؤثرة بشدة في سياسات إسرائيل الأمنية، وخاصةً في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. على الرغم من أن العديد من قادة إسرائيل تبنوا هذا النهج على مر السنين، إلا أن سياسات نتنياهو تمثل تطبيقًا معاصرًا لهذه الفكرة، مع تطورات جديدة في التعامل مع الصراعات الإقليمية والمواقف المحلية. مفهوم "الجدار الحديدي" في عام 1923، كتب جابوتنسكي مقالته الشهيرة التي شرح فيها فلسفته بأن العرب لن يوافقوا على السلام أو التعاون إلا بعد أن يدركوا أن الدولة اليهودية غير قابلة للهزيمة. بالنسبة له، يجب أن يبنى "جدار حديدي" من القوة العسكرية والسياسية التي تمنع أي هجوم أو مقاومة من النجاح. "لا يمكننا تقديم أي تعويض كافٍ للعرب الفلسطينيين عن فقدان بلادهم. لذلك، ليس هناك احتمال للتوصل إلى اتفاق طوعي... فقط عندما لا يتبقى أي أمل لهم، سيتخلون عن موقفهم العدائي." هذا النهج الذي يعتمد على الردع بالقوة أصبح ركيزة أساسية في السياسة الدفاعية الهجومية الإسرائيلية منذ تأسيس الدولة، سواء في حروب 1948، 1956 ،1967، أو 1973، التي كانت تهدف جميعها إلى تأمين الدولة اليهودية في منطقة معادية. نتنياهو و"الجدار الحديدي" في التطبيق خلال فترة نتنياهو في السلطة، تبنى سياسات تتماشى مع مفهوم "الجدار الحديدي"، حيث أولى اهتمامًا كبيرًا لتعزيز قوة إسرائيل العسكرية والسياسية قبل التفكير في أي اتفاقات سلام مع الفلسطينيين أو العرب. من خلال سياساته الأمنية، تعاملاته الدبلوماسية، وتوسيع المستوطنات، يمكن القول إن نتنياهو يعمل وفق نفس الإطار الذي وضعه جابوتنسكي. السلوك النفسي لنتنياهو في تطبيق "الجدار الحديدي" يعكس سلوك نتنياهو النفسي في تعامله مع الصراعات الإقليمية والسياسات الأمنية نوعًا من الصلابة والعزيمة المتجذرة في عقيدة "الجدار الحديدي". يتسم نتنياهو بتوجه براغماتي حاد يعززه شعور دائم بالتهديد الوجودي، وهو شعور يمكن تتبعه إلى تجاربه الشخصية وتاريخ عائلته. والده، المؤرخ بن تسيون نتنياهو، كان معروفًا بأفكاره القومية المتشددة، ما أثر بشكل كبير على رؤية نتنياهو للعالم وتعامله مع الأزمات. فالسلوك النفسي لنتنياهو يميل إلى التركيز على مفهوم الأمن المطلق، حيث يرى أن القوة هي السبيل الوحيد لضمان بقاء إسرائيل، وأن أي تسوية مع الأعداء يجب أن تأتي من موقع قوة لا من ضعف. هذا النهج يعكس نوعًا من "عقلية الحصار"، التي تجعله دائمًا حذرًا من المخاطر المحتملة، ويدفعه إلى المبالغة في الردع العسكري والدبلوماسي لضمان بقاء إسرائيل. وهذه العقلية التي يمكن أن تفسر أيضًا تردده في اتخاذ خطوات جريئة نحو السلام أو تقديم تنازلات في الصراع الفلسطيني. فهو يرى أي تهاون أو إظهار ضعف على أنه تهديد مباشر لوجود إسرائيل، مما يجعله يتمسك بسياسات التشدد والقوة في التعامل مع خصومه، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. وكان ذلك واضحا في إعلانه الأخير عندما أطلق على هذه الحرب اسم "النهضة"، لم يكن اختيار نتنياهو لهذا المصطلح عشوائيًا. بل كان يحمل في طياته دلالات نفسية وسياسية عميقة. باستخدام مصطلح "النهضة"، أراد نتنياهو أن يؤكد على رؤيته لنفسه كقائد يساهم في إحياء الدولة اليهودية ويزيل تهديدًا وجوديًا جديدًا، مشابهًا لتلك التي واجهتها الدولة في أيامها الأولى. هذه التسمية تعكس رغبته في أن يُخلد اسمه كواحد من "العظماء" الذين أسسوا الدولة وضمان بقائها. من خلال هذا المنظور، يمكن ربط طموح نتنياهو بإرث جابوتنسكي ونظرية "الجدار الحديدي". جابوتنسكي رأى أن العرب لن يقبلوا بوجود دولة يهودية إلا بعد أن يدركوا أنهم غير قادرين على هزيمتها. ونتنياهو، من خلال حروبه المتكررة على غزة، بما في ذلك العملية الأخيرة، يسعى إلى تجسيد هذا المبدأ، معززًا فكرة أن إسرائيل لن تقبل أي تهديد وجودي، وسترد بقوة مفرطة لضمان بقائها. وبإطلاق نتنياهو على هذه الحرب اسم "النهضة" يشير أيضًا إلى رؤيته لنفسه كشخص يحمي الدولة من "الخطر الوجودي الثاني"، بعد أن أسسها القادة الأوائل مثل ديفيد بن غوريون وموشيه ديان. في هذا السياق، نتنياهو يسعى إلى أن يُرى ليس فقط كقائد سياسي عادي، بل كمنقذ، الذي تمكن من إزالة تهديد آخر للأمة اليهودية. أظهر بنيامين نتنياهو منذ توليه السلطة، التزامًا عميقًا بنهج "الجدار الحديدي" الذي أسسه فلاديمير جابوتنسكي، معتمدًا على قوة الردع والهيمنة العسكرية كركيزة أساسية لحماية إسرائيل وضمان بقائها في منطقة مضطربة. تجلت هذه الفلسفة في سياساته الحربية والدبلوماسية، سواء من خلال العمليات العسكرية المتكررة في غزة أو من خلال المناورات الدبلوماسية مثل اتفاقيات أبراهام التي عمقت العلاقات مع الدول العربية. كما سعى نتنياهو لإدارة الصراع الفلسطيني بطريقة تضمن لإسرائيل موقفًا متفوقًا في أي مفاوضات مستقبلية، وذلك عبر تعزيز المستوطنات وتوسيع سيطرة إسرائيل على الأرض. بالتوازي، ظل التوتر مع لبنان يمثل تحديًا آخر، حيث يواصل نتنياهو تطبيق نفس السياسة الردعية على الجبهة الشمالية في مواجهة تهديدات حزب الله، مما يؤكد التزامه الدائم بمفهوم "الجدار الحديدي". القوة العسكرية والردع خلال الحروب التي قادها نتنياهو في غزة، مثل عملية "الجرف الصامد" عام 2014 وعملية "حارس الأسوار" في 2021، يمكن رؤية تطبيق "الجدار الحديدي" بوضوح. هذه العمليات لم تكن فقط للقضاء على تهديدات محددة، بل أيضًا لتعزيز الردع الإسرائيلي وضمان استمرارية أمن الدولة. الهجوم الأخير على غزة بعداحداث أكتوبر 2023، بعد هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر، يعتبر امتدادًا لهذه السياسات. إسرائيل، بقيادة نتنياهو، ردت بقوة ساحقة على هذا الهجوم، مما أدى إلى تدمير واسع في القطاع وسقوط الاف القتلى والجرحى. هذه العمليات، في نظر نتنياهو، جزء من "الجدار الحديدي" الذي يجب بناؤه لضمان بقاء إسرائيل في بيئة مليئة بالتحديات الأمنية. المناورات الدبلوماسية: اتفاقيات أبراهام إحدى الإنجازات التي تفاخر بها نتنياهو كانت اتفاقيات أبراهام، التي أقامت علاقات تطبيع بين إسرائيل وعدة دول عربية، مثل الإمارات والبحرين. وفقًا لجابوتنسكي، يمكن تحقيق السلام مع العرب فقط بعد الاعتراف بقوة إسرائيل. وتأتي هذه الاتفاقيات كدليل على أن الدول العربية باتت تدرك أن السلام مع إسرائيل يعتمد على مصلحتها في التعاون بدلاً من المواجهة. إدارة الصراع الفلسطيني فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني، يمكن القول إن سياسات نتنياهو تعكس استمرارية "الجدار الحديدي". من خلال توسيع المستوطنات في الضفة الغربية وتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي، يسعى نتنياهو إلى فرض واقع سياسي وجغرافي يجعل أي مفاوضات مستقبلية تجري من موقع قوة إسرائيلية. في نظره، يجب تأمين دولة إسرائيل أولاً قبل التفكير في تسويات سلمية مع الفلسطينيين. الأزمة الحالية في لبنان في الوقت الذي تستمر فيه المواجهة مع غزة، تلوح في الأفق جبهة أخرى على الحدود الشمالية مع لبنان. تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله يضع المنطقة على حافة انفجار جديد. التحركات العسكرية على الحدود، والهجمات المتبادلة، واندلاع مواجهة واسعة. فعقلية نتنياهو، في هذا السياق، يظل ملتزمًا بعقيدة الردع والتغول المستمر باستخدام القوة، مما يعزز فلسفة "الجدار الحديدي" على جبهات متعددة. انتقادات مفهوم "الجدار الحديدي" اليوم تعد فلسفة "الجدار الحديدي" التي وضعها جابوتنسكي وأعاد تبنيها نتنياهو محور جدل كبير في الأوساط السياسية والأكاديمية، خاصة مع استمرارية الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني وتفاقم التوترات الإقليمية. يرى منتقدو هذا النهج أنه بينما نجحت القوة العسكرية في تأمين إسرائيل من التهديدات الوجودية في بعض الأوقات، فإن الاعتماد المستمر على الردع العسكري كأداة رئيسية للتعامل مع الفلسطينيين والعرب قد أتى بنتائج عكسية على المدى الطويل. أحد الانتقادات الرئيسية هو أن هذا النهج يُبقي الصراع مشتعلًا دون تقديم حلول سياسية مستدامة. يُعتبر "الجدار الحديدي" رمزًا لفلسفة عدم التفاوض من موقع ضعف، لكنه في الوقت نفسه يقوض أي محاولات لبناء جسور الثقة بين الجانبين. النقاد يرون أن استخدام القوة العسكرية المتكرر يرسخ مشاعر العداء لدى الفلسطينيين ويغذي العنف بدلاً من وضع نهاية له. في هذا السياق، تُعتبر الحروب المتكررة مع غزة، مثل "الجرف الصامد" و"حارس الأسوار"، دليلاً على فشل "الجدار الحديدي" في تحقيق سلام طويل الأمد. هذه السياسات، حسب رأي المنتقدين، تعزز الشعور بالعجز لدى الفلسطينيين وتجعلهم يتشبثون بمواقفهم المقاومة، مما يجعل أي محاولة للتوصل إلى حل الدولتين أو تحقيق سلام دائم غير ممكنة في ظل الظروف الحالية. بالإضافة إلى ذلك، يرى بعض المحللين أن "الجدار الحديدي" يؤدي إلى عزلة إسرائيل دوليًا. مع تزايد الانتقادات العالمية تجاه سياسات إسرائيل، خصوصًا فيما يتعلق بالمستوطنات وتوسيعها في الضفة الغربية، فإن هذا النهج يساهم في تعميق الفجوة بين إسرائيل والمجتمع الدولي، خاصة مع الدول التي تدعم حل الدولتين وتعتبر المستوطنات عائقًا أمام السلام. من ناحية أخرى، يدافع أنصار نتنياهو عن نهج "الجدار الحديدي" باعتباره ضرورة حتمية لضمان أمن إسرائيل في منطقة مليئة بالمخاطر والعداء. في ظل التهديدات المتواصلة من إيران، وحزب الله، وحماس، يرى المؤيدون أن القوة العسكرية هي الوسيلة الوحيدة الفعالة لضمان بقاء إسرائيل. من منظورهم، يُعد الردع العسكري السلاح الأمثل الذي يحافظ على توازن القوى في منطقة تتسم بالفوضى والتقلبات. كما يجادل أنصار نتنياهو بأن "الجدار الحديدي" أثبت فعاليته في تحقيق تحولات دبلوماسية مهمة. ففي حين يواصل الصراع مع الفلسطينيين، تمكنت إسرائيل من إقامة علاقات تطبيع مع عدد من الدول العربية من خلال اتفاقيات أبراهام، وهو إنجاز يعتبره المؤيدون دليلًا على أن الردع والقوة العسكرية يفتحان أبواب السلام والمصالح المشتركة عندما يعجز الحوار التقليدي عن ذلك. في النهاية، يظل مفهوم "الجدار الحديدي" مثيرًا للجدل، إذ يراه البعض عقبة أمام السلام، بينما يعتبره آخرون ضمانة لبقاء إسرائيل. هذا الانقسام يعكس التعقيدات العميقة في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والصراعات الإقليمية، والتي لا تزال تبحث عن حل وسط بين الحاجة إلى الأمن والمطالبات بتحقيق العدالة والسلام الدائم. خاتمة بعد مرور قرن تقريبًا على صياغة جابوتنسكي لمفهوم "الجدار الحديدي"، يظل هذا النهج حجر الزاوية في سياسات إسرائيل الأمنية، خاصة تحت قيادة نتنياهو. فكرة الجدار الحديدي تقوم على مفهوم بسيط لكنه محوري: ضمان أمن إسرائيل وقوتها العسكرية بحيث تصبح أي محاولة للتفاوض من قبل أعدائها غير مجدية إلا من موقع الاعتراف بقوة إسرائيل. هذا النهج، الذي تبنته حكومات إسرائيلية متعاقبة، لا يقتصر فقط على الردع العسكري المباشر، بل يمتد إلى توسيع النفوذ الإقليمي من خلال التحالفات الدبلوماسية، مثل اتفاقيات أبراهام مع دول الخليج. نتنياهو، كأحد أبرز المدافعين عن هذا النهج، يرى أن تحقيق رؤية جابوتنسكي يتطلب الاستمرار في بناء دولة يهودية قوية، تستطيع مواجهة أي تهديدات وجودية. عملياته العسكرية المتكررة في غزة، مثل "الجرف الصامد" و"حارس الأسوار"، وهذه الحرب الاخيرة ايا كان اسمها في العقلية العسكرية لنتنياهو، ما هي الا تجسيدًا مباشرًا لهذه الفلسفة، حيث تستند إلى فكرة الردع بالقوة واستخدام العنف المفرط لمنع أي تهديد مستقبلي. علاوة على ذلك، يسعى نتنياهو إلى توسيع مفهوم "الجدار الحديدي" ليشمل التحالفات الإقليمية، بهدف تطويق الخصوم وزيادة نفوذ إسرائيل في المنطقة. ومع ذلك، يطرح هذا النهج تحديات كبيرة ويثير أسئلة حاسمة. فبينما أثبت "الجدار الحديدي" فعاليته في حماية إسرائيل من التهديدات الفورية، إلا أن هناك انتقادات متزايدة بأن هذا النهج قد تحول إلى عقبة أمام تحقيق سلام دائم. من خلال التركيز الشديد على الردع العسكري، تُهمَّش الحلول الدبلوماسية والسياسية، خاصة فيما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين. كما أن التوسع المستمر في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية يعزز من الانطباع بأن إسرائيل لا تسعى بجدية إلى حل الدولتين، مما يزيد من عزلة إسرائيل دوليًا ويعمق مشاعر الإحباط والغضب لدى الفلسطينيين. في سياق غزة، يظهر أن كل عملية عسكرية جديدة تعيد نفس الدورة: هجوم، ردع، تدمير، هدنة مؤقتة، ثم عودة الصراع. هذا النمط يعكس حدود فعالية "الجدار الحديدي" كأداة لتحقيق استقرار طويل الأمد. كما أن التوترات المتزايدة على الحدود الشمالية مع لبنان، وتصاعد المواجهات مع حزب الله، يضع هذا النهج في اختبار دائم. وفي هذه الحرب الواسعة على عدة جبهات، وجدت إسرائيل نفسها أمام تحديات أكبر بكثير من تلك التي واجهتها في الحروب السابقة. والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يبقى "الجدار الحديدي" وسيلة فعالة في هذا السياق المتغير؟ هل يمكن لهذا النهج أن يستمر في حماية إسرائيل وتحقيق مصالحها، أم أنه قد تحول إلى عقبة تمنع الوصول إلى تسوية شاملة؟ يعتقد البعض أن الردع بالقوة قد يكون فعالًا في المدى القصير، لكنه غير قادر على معالجة الجذور العميقة للصراع، ويمكن ان يتحول هو نفسه الى تهديد وجودي. في النهاية، يظل مستقبل "الجدار الحديدي" وتأثيره على السلام والأمن في المنطقة قضية مفتوحة للنقاش. من الواضح أن هذا النهج قدم لإسرائيل حماية استراتيجية قوية، لكنه في الوقت ذاته أدى إلى تأجيج الصراع مع الفلسطينيين وتقليص فرص التوصل إلى سلام دائم. يبقى السؤال المطروح على طاولة السياسة الإسرائيلية هو ما إذا كان هناك استعداد لتبني نهج جديد يعترف بأن الأمن الدائم لا يتحقق فقط من خلال الجدران الحديدية، بل من خلال التفاوض الجاد والشراكة السياسية. |