وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لائحة اتهام ضد صحفي من الداخل بزعم تهديد وضرب مستوطن

نشر بتاريخ: 18/07/2009 ( آخر تحديث: 18/07/2009 الساعة: 19:26 )
القدس - معا - وجهت النيابة العامة الاسرائيلية لائحة اتهام ضد الصحفي والكاتب الفلسطيني برهوم جرايسي، من مدينة الناصرة، بزعم أنه "هدد" و"ضرب" المستوطن زئيف هيرطمان، عضو المجلس مستوطنة نتسيرت عيليت المقامة على أراضي مدينة الناصرة والقرى العربية المجاورة، رغم ان هيرطمان هذا معروف بمواقفه العنصرية الحاقدة على العرب.

وتعود القضية إلى العاشر من شهر كانون الثاني من العام الجاري، حين عقدت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، مهرجانا سياسيا ضد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، في قاعات داهود في نتسيرت عيليت، وحينها تجمهر العشرات من أحزاب اليمين العنصري حول القاعة يهتفون "الموت للعرب".

وتدعي لائحة الاتهام أنه حين وصل الصحفي برهوم جرايسي إلى القاعة بسيارته، توجه إلى "المشتكي" هيرطمان، وقال له :" أنا أعرفك أنت عنصري وشتمه"، وقال له أيضا "سوف أدهسك سوف أقتلك بالسيارة، أنت سوف تموت، وهذا بهدف الإخافة و/ أو الاهانة"، حسب مزاعم نص لائحة الاتهام، التي ادعت أيضا أن جرايسي وجه للمشتكي لكمة على كتفه، ودفعه إلى الخلف".

وحسب بلاغ المحكمة الذي تسلمه جرايسي، فإن الجلسة الأولى ستعقد في محكمة الصلح في الناصرة، يوم 24 من كانون الثاني العام المقبل، وستجري حول تهمتي التهديد والضرب.

وفي تعقيبه على لائحة الاتهام قال جرايسي :" إن عنصرية الشرطة والنيابة معها تتجلى في لائحة اتهام عنصرية كهذه، فالملابسات لا تمت للواقع إطلاقا، خاصة وأن المشاحنة الكلامية جرت تحت سمع وبصر الشرطة التي تواجدت في المكان بكثافة".

واضاف جرايسي :" إنني حينما وصلت إلى المكان وجدت أن هيرطمان قد أغلق موقف السيارات بحواجز معدنية، دون أي تكليف أو صلاحية، بهدف استفزاز الآلاف التي بدأت تتدفق إلى المكان، وكل هذا أمام الشرطة، وما أن وصلت رأيت أحد نشيطي الجبهة الديمقراطية المكلف بالتنظيم، يناقش هيرطمان معتقدا أنه مسؤول في المكان، فأبلغته أن الشخص عنصري وجاء ليستفز، وطلبت من هيرطمان أن يبتعد، فرد عليّ قائلا، إنه "صاحب المكان، وأن لن يسمح لأحد بالدخول".

وتابع جرايسي قائلا :" حينها توجهت إلى شرطي كان يجلس بالسيارة ويراقب الأمر على بعد خمسة أمتار على الأكثر، وحذرته مما يجري وقلت له مسؤوليتك أن تبعده من المكان، إلا أن الشرطي لم يتزحزح".

وقال جرايسي :" بعد اسبوعين تلقيت استدعاء للتحقيق في الشرطة، وجلست في جلسة تحقيق لم تستمر أكثر من 20 دقيقة، أمام محقق غلب عليه النعاس، بعد وجبة الغذاء التي تناولها قبل التحقيق وكان عليّ انتظاره، وكل الحديث الذي دار بيني وبين الشرطي لم يتعد بضعة دقائق، إذ أن غالب الوقت استهلك لطباعة بطيئة على الحاسوب، وبعد نحو شهر تلقيت اتصالين هاتفيين من ضابط محقق سألني سؤالين، ففي المرّة الأولى عن نوع السيارة التي بحوزتي، وفي المرّة الثانية إن كان معي مرافقين، وكما يبدو فإن التحقيق كان صوري من أجل إخراج لائحة الاتهام العنصرية".

وتابع جرايسي قائلا :" إن العنصرية تنعكس في أن النيابة العامة كما الشرطة، تبنت عمليا ادعاءات العنصري، وسط تجاهل ما جرى أمام أعين الكثيرين، والكثير من الشرطة، وهذا بدوافع واضحة".

هذا وأصدر رئيس الكتلة المشتركة في بلدية نتسيرت عيليت الدكتور شكري عواودة بيانا استنكر فيه توجيه لائحة اتهام ضد الصحفي جرايسي، وقال فيه :" إن هيرطمان معروف بعنصريته الحاقدة، ونحن العرب في نتسيرت عيليت نعرفه أكثر من غيرنا، ولكن الشرطة والنيابة تعرفه أكثر".

وقال د.عواودة، إن الكتلة المشتركة تقف إلى جانب الصحفي جرايسي في هذا الاستفزاز السياسي الحاقد، وسترافقه في هذه المحكمة الاستفزازية أيضا.