|
هل تُمهّد الولايات المتحدة لتسوية تُقايض بها وقف التصعيد بضم أجزاء من الضفة الغربية؟
نشر بتاريخ: 19/11/2024 ( آخر تحديث: 19/11/2024 الساعة: 14:01 )
في ظل تسارع التطورات الأخيرة في المنطقة من خلال تصاعد وتوسع الجرائم الإسرائيلية غير المسبوقة ، تُثار التساؤلات حول الدور الأمريكي في إدارة الأزمات المتصاعدة على جبهتي غزة وجنوب لبنان رغم شراكته بالعدوان الجاري ، خاصة في ظل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد شهرين . فهل تسعى واشنطن لإبرام صفقة تتضمن وقف إطلاق النار بشروط اسرائيلية مخففة تتنازل فيها عن ما أعلنت عنه مقابل دعم أمريكي واسع لها لخطط ضم اجزاء من الضفة الغربية؟ -- الدور الأمريكي بين الإدارتين الحالية والقادمة. فالسيناريو المطروح يشير إلى احتمال تقديم الولايات المتحدة عرضا لإسرائيل ، يتضمن وقف التصعيد العسكري في غزة ولبنان مقابل إطلاق يدها في الضفة الغربية ، بل وربما الاعتراف الرسمي بضم مناطق جديدة حيث ان إدارة ترامب لا تعتبر الاستيطان غير شرعي ، وهو أمر يبدو مُغريا جدا لحكومة نتنياهو ، خاصة وان ترامب سيسعى بتقديري للعودة الى مسألة صفقة القرن التي كان نتنياهو على وشك الإتفاق عليها معه في نهاية رئاسته السابقة ، حيث ما سيساهم بذلك هو عودة إدارة ترامب بجوهر وشكل اكثر صهيونية من السابق . -- الأولويات الإسرائيلية : الضم أم التصعيد على الجبهتين ؟ الا انه وعلى الجانب الآخر ، فهنالك إمكانية ظهور عقبات تواجه خطط الضم ، تتمثل بمعارضة قوية من المجتمع الدولي الذي يعلن لفظيا دعمه لحل الدولتين رغم ان جزء كبير منه يقف عاجزا او متآمر سياسيا لأغراض تاريخ وثقافة الإستعمار وأسبابه . كما يُمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى إشعال انتفاضة شعبية واسعة فلسطينية جديدة قد يصعب احتوائها لأسباب متعددة ، وقد تزيد من كلفة الأحتلال وعدم استقرار المجتمع الاسرائيلي خاصة في ظل ما تتعرض له حتى السلطة الوطنية من محاولات حصارها من جانب الأحتلال لافقادها مزيدا من سلطاتها على الارض ومزيدا من توسيع هوة العلاقة مع فئات واسعة من شعبنا خاصة اذا اصبح التعثر المالي امرا جديا ومستمرا ، وفق ما أعلنه أقطاب حكومة الأحتلال من خطط تؤدي الى ذلك . اما الأحتمال الثاني، والمتمثل في استمرار تصعيد العدوان العسكري في غزة ولبنان ، فهو يُمكّن نتنياهو من التركيز على التهديدات الأمنية لتشتيت الانتباه عن قضاياه الداخلية ، ويُبرز قوته أمام الناخب الإسرائيلي. وبالنظر إلى الاحتمالين وما أشرت له من عوامل ، فمن المرجح أن يُفضل نتنياهو تحقيق مكاسب تدريجية تضمن له البقاء السياسي دون الدخول في مواجهات واسعة مع القوى الدولية او القضاء الإسرائيلي ، بمعنى دون اي التزام واضح باي احتمال ، لكن بما يفضي الى الاستمرار بتنفيذ الأحتمالين معا بشكل لا يشكل عليه ضغوطات عالية . وكما أشرت فان الاتحاد الأوروبي قد يشكل العقبة الأكبر أمام محاولات الضم في حال اتخاذ مواقف جادة ، إذ يُعارض بشدة أي خطوات تُهدد حل الدولتين رغم عدم وجود سياسة خارجية موحدة لدول الاتحاد سوى بأجماع الدول الاعضاء ، وذلك في حال اتخاذ اجراءات عملية وفورية تتعلق باوجه الشراكة الأوروبية الاسرائيلية بحق دولة الأحتلال تتضمن تنفيذ التصريحات الصادرة عنهم بتعليق الحوار والمشاورات السياسية . ومن جانب آخر ، فان روسيا والصين ومعهم العديد من الدول التي تدور في فلك مجموعة البريكس و شنغهاي من الدول اللاتينية والافريقة والآسيوية ، اما الدول العربية ، فانها تُواجه ضغوطا متزايدة من شعوبها ومن ما تبقى فيها من حركات سياسية للتعبير عن موقف واضح ضد الضم ، لكن بعضها قد يتجنب التصعيد العلني، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية الحالية والعلاقة مع الأمريكان . في خضم هذه التحديات، تبرز الحاجة لدور عربي قوي وموحد وجريئ في مواجهة اي أدارة أمريكية ، خاصة بعد القرارات التي صدرت في القمة العربية الإسلامية الأخيرة ، فمن الضروري أن تعمل الدول العربية، وتحديدا المملكة العربية السعودية بالتعاون مع تركيا ومصر وإيران والأردن وبالطبع مع منظمة التحرير صاحبة الولاية السياسية على : بالمقابل فان نتنياهو يدرك أن دعم الولايات المتحدة هو المفتاح لتحقيق طموحاته، لكنه يعلم أيضا أن الضم الكامل أو التصعيد الكبير والمستمر من اشكال العدوان وتوسعة رقعة الحرب وهو الامر البديل في حال عدم الوصول الى اتفاق مع لبنان قد يُعرّض إسرائيل لمخاطر ولعزلة دولية حقيقية خاصة مع وقوفها في قفص القضاء الدولي وتصاعد الاحتجاجات التضامنية مع شعبنا في عواصم الدول والضرر في مستوى حضورها الدولي كما جرى مؤخرا ببعض العواصم الأوروبية . لذلك، من المحتمل أن يُفضّل نتنياهو نهجا مرحليا، بحيث يُحقق مكاسب محدودة على الأرض تُحافظ على دعم واشنطن وتُقلل من التوتر مع المجتمع الدولي يسعى من خلالها الى محاولات تنفيذ رؤيته الصهيونية المسيانية التي بالتاكيد لن تمر ولن تتحقق وفق تجارب التاريخ واصرار شعبنا على مقاومة ذلك ، فمحاولات فرض الوقائع ليست قدرا على الشعوب. |