وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فعالية لحزب الشعب في عزون عتمة ضد الجدار‏

نشر بتاريخ: 18/07/2009 ( آخر تحديث: 18/07/2009 الساعة: 18:28 )
قلقيلية - معا - توجه ما يزيد عن 100 ناشط من حزب الشعب الى بوابة الإذلال التي يقيمها جيش الاحتلال على السور المحيط بقرية عزون عتمة يوم امس ، وهناك عند البوابة انتظم المتظاهرون ومعهم بعض الأصدقاء الأجانب في صفوف، يحملون الأعلام الفلسطينية ورايات حزب الشعب الحمراء، إضافة الى اللافتات المكتوبة باللغتين العربية والانجليزية والتي تندد بالجدار والاستيطان والاحتلال، وتؤكد على تصميم الشعب الفلسطيني على مواصلة كفاحه ومقاومته للمحتل حتى التحرر والاستقلال والعودة.

وقد سار في مقدمة الصفوف عدد من قادة حزب الشعب من بينهم خالد منصور-- عضو المكتب السياسي-- ونائل سلمي ورزق أبو ناصر وصبري عرار-- أعضاء اللجنة المركزية للحزب-- وكذلك كمال جبريل سكرتير الكتلة العمالية التقدمية..

وتقدم المتظاهرون بثبات نحو البوابة حيث كانت قوات مدججة من جيش الاحتلال بانتظارهم، وصدحت أصوات المتظاهرون تردد الشعارات التي رفعها خالد منصور ( حاجز سدة وبوابة.. هذا هو الإرهابي-- حاصر جوع هد بيوت.. ما راح نرحل لو بنموت-- اشتعلي اشتعلي يا نيران.. حتى كنس الاستيطان-- انسحاب انسحاب.. جيش الموت والإرهاب-- ما في حل ما في حل.. الا خروجك يا محتل )..

وقد أقام جيش الاحتلال سدا بشريا من الجنود ليمنع تقدم المتظاهرين نحو البوابة، وجرى احتكاك وتدافع بين الطرفين.. ومرة اخرى قام الجيش بإغلاق البوابة امام مواطني عزون عتمة بحجة وجود المتظاهرين.. وبعد نصف ساعة من الاحتكاك بين الطرفين تراجع المتظاهرون الى الوراء، لينفذوا الجزء الثاني والاهم في فعاليتهم، حيث صنعوا قفصين من حديد رمزا للجيتوات التي أصبح معظم شعبنا يعيش فيها-- جراء بناء جدار الفصل العنصري-- وربطوا القفصين بالسلاسل-- رمزا للبطش الصهيوني والقمع الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ووضعوا على كل قفص لافتة مكتوب عليها باللغات الثلاث العربية والعبرية والانجليزية ( كلمة غيتو ) الاول لعزون عتمة، والثاني لمدينة قلقيلية.

وقد وضع المتظاهرون طفلا في القفص الاول وطفلة في القفص الثاني، وربطوا أيادي الطفلين بالقيود والسلاسل-- إشارة للظلم والاضطهاد الذي يطال الاطفال والنساء والشيوخ، ولمعاناة المرضى والطلاب والموظفين والعمال المجبرين على الدخول والخروج من بلداتهم عبر بوابات الإذلال والموت البطيء..

ثم وجه خالد منصور خطابا الى جنود الاحتلال ( تمت ترجمته مباشرة باللغة الانجليزية كي يفهم الجنود كل كلمة منه ) حيث قال لهم : انتم أدوات قتل وإرهاب في أيدي حكومتكم المجرمة.. انتم هنا على ارض عربية تحرسون الجدار والمستوطنات اللاشرعية، وتتسببون بالموت البطئ والقهر لشعب فلسطين.. انتم تدمرون السلام وتزرعون الحقد بجرائمكم في قلوب أبناء شعبنا.. ارحلوا عن أرضنا.. اخرجوا من بلادنا.. انتم غرباء.. انتم قتلة أيديكم ملطخة بالدماء .. انتم أقمتم المعازل والغيتوات لتقتلونا أو تجبرونا على الرحيل، لكننا ورغم كل ذلك ما زلنا هنا وما زلنا نتحداكم.. انتم تمارسون ضدنا ما كان يمارسه هتلر عليكم.. انتم ضحايا النازية أصبحتم الجلادين لشعبنا.. نحن نقول لكم نحن نكرهكم وسنظل نقاومكم.. ولن نتعايش مع الاستيطان والجدار.. ولن نرضى بدوام الاحتلال.. نحن أقوى منكم لأننا أصحاب هذه الارض وليس لنا غيرها.. عودوا انتم من حيث جئتم.. وحتما سيدور الزمن وسينتهي احتلالكم ويزول ).

هذا وقد صرح نائل سلمي-- عضو اللجنة المركزية وسكرتير حزب الشعب في محافظة قلقيلية-- ان هذه الفعالية ( التي هي الرابعة من نوعها خلال شهرين ) تأتي في اطار جهد حزب الشعب لبناء وتعزيز بؤرة جديدة كفاحية مشتعلة في وجه الاستيطان.. وان الحزب سيقوم خلال الأيام القادمة بإجراء كل الاتصالات مع كافة القوى الوطنية والمؤسسات الأهلية والمجالس البلدية والقروية في المحافظة، لتوسيع دائرة المشاركين في إنجاح بناء هذه البؤرة على طريق تعزيز نهج المقاومة الشعبية.


قلقيلية - يواصل الفلسطينيون إبداعاتهم النضالية ضد الاحتلال، وفي كل يوم يفاجئ الناشطون في المقاومة الشعبية المحتل الاسرائيلي بشكل جديد من العمل الكفاحي.. فبعد التظاهرات التي لبس فيها الفلسطينيون ملابس الهنود الحمر وملابس المحكوم عليهم من اليهود بالموت في أفران الغاز في ألمانيا وبولونيا وبعد ربط أنفسهم بالسلاسل رمزا للقيود والاستعباد التي يمارسها المحتل وبعد حمل التوابيت رمزا لضحايا الاضطهاد.. وبعد كل ذلك وغيره من الاشكال.. ها هم الفلسطينيون يبتدعون شكلا جديدا لفضح الجدار والحصار وتقسيم الوطن الى جيتوات ( معازل ) وكانتونات تخنق المواطن الفلسطيني، وتسبب له الموت البطيء، وتنتهك كل حقوقه التي تقر بها كل القوانين والمواثيق الدولية..