وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من وحي التجربة السورية : الحزب العربي الغائب الحاضر

نشر بتاريخ: 10/12/2024 ( آخر تحديث: 10/12/2024 الساعة: 13:13 )
من وحي التجربة السورية : الحزب العربي الغائب الحاضر





لا يهم ان تكون وطنيا تقاتل ضد الاستعمار ، لا يهم ان تكون قوميا تؤمن بوحدة عربية من المحيط او الخليج ، لا يهم ان تكون اشتراكيا تؤمن بتكافوء الفرص والمساواة ، لا يهم ان تكون متدينا وتصلي الصلوات الخمس وتتعبد في المساجد ، كل تلك وان عشنا ردحا من الزمن نختلف ونتفق حولها يبدوا انها قضايا هامشية وليست على درجة من الاهمية تستحق التوقف .
المهم ان تحترم حق المواطن في الحرية والكرامة ، وقبل ذلك حقه في الحياة . المهم ان تمارس السياسة من اجل المواطن ، ولخدمته ، ولتحقيق احلامه ….
ما قيمة الايدلوجيات إذا لم تحترم الانسان المواطن ، ما قيمة الأفكار إذا لم تكرس قيم إنسانية ، ما قيمة تحرير الوطن ذاته بدون مواطن حر ……
الاشتراكيون اثخنوا في المواطن قتلا في اليمن وغيرها ، سبيت النساء في العراق باسم الإسلام ، والقوميين لم يتركوا جريمة بحق المواطن إلا وارتكبوها في سوريا والعراق ، وهكذا لا سقطت الايدلوجيات كلها امام اختبار حقوق المواطنة . وفقد المواطن ثقته بالأفكار .
ما يحتاجه المواطن العربي ايدولوجيا واحدة وحيدة تحترم حقوق المواطن ، تحترم حياته ، تحترم احلامه ، تحترم الاختلاف ، تحترم الرأي الاخر المختلف ، لا يهم اسم تلك الايدلوجيا ، لا يهم ان كانت شرقية او غربية ، لا يهم اصولها الحضارية او تبريراتها الثقافية ، لا يهم ان كانت يسارية او يمينية او تقدمية او محافظة ، ما يهم هو جوهرها وعمقها وهو القيم الانسانية
لتكن مسلما ولكن بقيم إنسانية
لتكن ملحدا ولكن بقيم إنسانية
لتكن اشتراكيا ولكن بقيم إنسانية
لتكن وطني ولكن بقيم إنسانية
لتكن قوميا ولكن بقيم إنسانية
دعونا نختلف في الطبيعة وما وراء الطبيعة ، في الاستعمار وما بعد الاستعمار ، في الحداثة وما بعد الحداثة ، دعونا نختلف في الوحدة طريق العودة او العودة طريق الوحدة ، دعونا نختلف في الاقتصاد الحر والحوكمة والاستشراق والتأصيل ، دعونا نختلف في كل شيئ او اي شيئ ولكن على قاعدة حقوق المواطن هي المقدس وهي الخط الاحمر وهي التي فوق الخلاف .
ربما الحزب المفقود هو هذا الحزب الذي يمثل الانسان العربي ويحترم حياته وحقوقه ، ربما ان الحزب المطلوب هو الحزب الذي يمثل الانسان العربي ويحترم حياته وحقوقه ، هذا هو ما يمثل الشعوب العربية وهو الغائب الحاضر وهو خلاصة التجربة وثمن الدم العربي المسفوح من الخليج إلى المحيط .