وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نظرية الثعلب الحر.. قراءة في كتاب "حفارو القبور للفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي"

نشر بتاريخ: 10/12/2024 ( آخر تحديث: 10/12/2024 الساعة: 13:14 )
نظرية الثعلب الحر.. قراءة في كتاب "حفارو القبور للفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي"


جاء هذا الكتاب ردا على اسئلة في محاضرة ألقاها في القاهرة عن سبب تخلف العرب والمسلمين .
وعدهم بعمل دراسة وبعد تفكير عميق خرج إلى النور هذا الكتاب ويوضح بشكل خطير سياسة الغرب الاستعماري في مفاصل هامة :-
أولها: انتهاج السياسة الإعلامية الكبرى والتي توضح الكيفية في إعداد الشعوب للعبودية –من اليمين أو اليسار- واستخدام الإعلام وخاصة الشاشة الصغيرة التي تسلب المواطن حريته وهو يبتسم في سعادة وغفلة.
ثانيها: تمارس الليبرالية المتوحشة الخداع تحت مسمى الديموقراطية المزيفة تحت أخطر نظرية استعباد وهي ؛
"نظرية الثعلب الحر داخل حظيرة الدجاج الحر"، حيث لعبة الحرية الكاذبة والاستعمار يترسخ وجوده من خلال دعاوى الديموقراطية.
ثالثها: خلق طبقة موالية وتقوم هذه الأقلية بالاستئثار بالثروة والسلطة عن طريق الاحتكار والاستغلال والتحكم بها لتنفيذ أجندة الغرب الاستعماري بواسطة الفساد .
وتنفذ هذه المخططات من خلال التعبئة الفكرية وتلويث الوعي.وعليه تنتج جيل ينطبق عليه كما يقول المفكر والفيلسوف غارودي: العرب يقرأون القرآن بعيون الموتى.مما يتيح لهذه الليبرالية المتوحشة بإثارة الحروب والفتن الداخلية واستخدام ما يطلق عليه " الجيل الرابع من الحرب " وهو عدم ارسال جيوش للتدخل وإرسال أسلحة كما حصل في العراق وافغانستان بل بإثارة الحروب الطائفية والمذهبية وببع الأسلحة للمتحاربين تحت قاعدة " يخربون بيوتهم بأيديهم ها ما تم استخدامه في سوريا وليبيا
"في كتابه حفارة القبور رصد عميق لأسباب التخلف العربي يستحضره ويحذر منه الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي .
قرأءة الكتاب تقود القارئ المتعمن لدلالات ونتائج واستخلاصات من الممكن تلخيصه في جمله واحدة " ان العرب يقرأون القرآن بعيون الموتى".
حسب الفيلسوف العظيم روجيه غارودي بوعيه وتجربته الطويلة كشيوعي فرنسي سابق، اسلم ودرس ومن خلال فهمه العميق وضع العرب والمسلمين ويبدأ من اولا القراءة.
هذا الأمر القرآني الذي ابتدأ بكلمة : إقرأ" تتصف هذه القراءة بأنها بعيون الموتى، وماذا ستجلب سوى الخراب.
حاربت الحركة الصهيونية غارودي على كتابه " الأساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية " وقدم للمحاكمة .
وفي كتابه هذا يوضح كيف يتصرف الغرب المخادع تحت مسمى الليبرالية بمنطق الثعلب الحر في قن الدجاج الحر.
ويوضح الاستغلال لعبوديتهم التي يخضعون لها غير مدركين نتاج ماكنة الإعلام .
ووقوعهم في مصيدة الطائفية والمذهبية والجهوية ليخربوا بيوتهم بأيديهم وهم وقود الجيل الرابع من الحروب.
أن هذا الكتاب عبارة عن منشور يدق الوعي وتحريض كي يقرأ العرب بعيون الأحياء على درب استعادة دورهم في بناء العلم والحضارة .
إنه نداء للأحياء في ظل الحال المتردي للعرب والمسلمين
خلاصة واضحة أن لا مستقبل أمامهم ما لم يغيروا منهجهم في القراءة، بل تحليل الفيلسوف غارودي للقراءة المتخلفة تجلب الدمار والموت.
هذه النبوءة تتحقق بعد بضع سنوات، ليسود الخراب المنتشر في العالم العربي واستخدام الجيل الرابع من الحرب كما يذكر جاورودي.
يستخدمون ابناء الشعوب العربية ليقتلوا بعضهم بايديهم ويخربون بيوتهم بايديهم، دون تدخل جيوش الغرب الاستعماري.
والعبث بالعقل العربي نتاج القراءة الميتة واستراتيجية الثعلب الحر.
نشر كتابه ونبوءته عام ١٩٩٩