|
اغتيال الألف باء جيم!
نشر بتاريخ: 18/12/2024 ( آخر تحديث: 18/12/2024 الساعة: 14:28 )
بقلم: د. صبري صيدم
مع استمرار الإبادة الحالية المفروضة على الشعب الفلسطيني، لم يسلم أي من مقومات الحياة من الاستهداف المتواصل، فلا البشر ولا الشجر ولا الحجر باتوا بمأمن من القصف والنيران المتواصلة في غزة. وقد امتدت حمم الحرب لتطال كامل مقومات البنى التحتية، والغذاء، والدواء، والخيام، والقائمة تطول مما تمنعه إسرائيل وتحجبه عن الشعب الفلسطيني.
المحظورات شملت وقفاً تاماً وقسرياً للعملية التعليمية، بصورة يحاول معها الاحتلال وقف عجلة الحياة بكامل أركانها، وتجهيل الفلسطينيين الذين أدمنوا التعليم في مسعى واضح لإيذاء الشعب الفلسطيني وتجهيله وإعطاب عقول أبنائه. وتشير أرقام وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية ووفق ما نشرته خلال إعداد هذه الكلمات إلى التالي:
ـ12799 طالباً استُشهدوا و20942 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة.
ـ عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان، وصل إلى أكثر من 12681 والذين أصيبوا 20311، فيما استُشهد في الضفة 118 طالباً وأصيب 631 آخرون، إضافة إلى اعتقال 538.
ـ 598 معلماً وإدارياً استُشهدوا وأصيب 3801 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 158 في الضفة.
ـ 425 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة للوزارة، و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 171 منها لأضرار بالغة، و77 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 109 مدارس و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب.
ـ 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفاً صحية صعبة.
وعلى الرغم من هذا وذاك، إلا أن مبادرات عدة خرجت إلى النور في قطاع غزة منها، مبادرات حكومية وغير حكومية، إضافة إلى مبادرات أهلية أعادت الروح إلى جزء يسير من أبناء شعبنا البطل، ممهورة بشغف الفلسطيني وقناعته بأن التعليم إنما هو خبزه وهواؤه الذي يزرع في صدره الأمل والثبات.
لكن هذه المبادرات وعلى جماليتها وأصالتها لن تكفي جميع الطلبة، خاصة مع استمرار المقتلة واستدامة ظروف الترحيل والتهجير وتجفيف موارد الحياة وهو ما يجعل من الأمر مشقة واضحة ومتواصلة.
ويطال هذا الحال أولئك الطلبة الذين هجروا من قطاع غزة إلى جمهورية مصر العربية، وغيرها من الدول العربية والأجنبية والذين يحاولون وتحاول معهم الجهات الرسمية والأهلية إضافة لأسرهم وأصدقائهم، أن يوفروا لهم المجال لاستئناف حقهم في التعليم.
مسيرة الشعب الفلسطيني متواصلة مع التعليم لا محالة، أمام الذي اغتال الألف باء جيم، وأراد للحياة أن تتوقف؟ فهل يحاسب العالم من تسبب في إعدام التعليم بعد إصراره على إعدام أبسط مقومات البقاء؟ ننتظر ونرى!
|