60 عاماً على انـطلاق الثورة الفلسطينية المُعاصرة
نشر بتاريخ: 28/12/2024 ( آخر تحديث: 28/12/2024 الساعة: 09:38 )
ستون عام على انطلاق الثورة الفلسطينية المُعاصرة التي رغم كل ما حيك ضدها من مؤمرات من القريب والبعيد ومن أعداء الوطن والقضية وممن هم من ابناء جلدتنا إن حركة فتح الفكرة التي جاءت من فلسطين ولأجلها وكُتب نظامها الداخلي بالدم الطاهر الذي سال في طريق الحرية والاستقلال .
حركة فتح التي ولدت من رحم المُعاناة وبعد انكسار العرب وسقوط فلسطين وتحويل جزء كبير من شعبها من صاحب أرض وهوية إلى شعب مُشرد يبحث عن خيمـة في بلاد اللجوء والى إغاثـة تُمكنه من العيش ومواجهة خطر الموت جوعاً وأدّت هذه الحركة بعد أن آمن بعض من أبناء هذا الشعب بضرورة إنقاذ هذا الشعب العظيم وتحويل قضيته من قضية لجوء "خيمة وتموين إلى شعب صاحب حق وقضية وصاحب أرض وهوية" – فأسسوا هذه الحركة التي أعادت للفلسطيني هيبته وجبرت كسر العرب الذين انهزموا أمام عصابات الغزو الصهيونية وخاضت المعارك الكبيرة ونفذت عمليات في العُمق الصهيوني كبدته خسائر كبيرة .
قدمت هذه الحركة الاف من الشهداء وعشرات الالاف من المُعتقلين وقادة منظمة التحرير الفلسطيني كـبيت جامع لكل الفلسطينيين ورسخت الهوية الوطنية وانتزعت اعترافاً من مُعظم دول العالم بأحقية تمثيلها للشعب الفلسطيني، وجابت العالم بحثاً عن ترسيخ القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية كقضية عالمية وانتزعت العديد من القرارات من مجلس الأمن والجمعية العامه تؤكد على حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره وإقامة دولته على حدود الرابع من حزيران والقدس عاصمةً لهذه الدولة.
تعرضت حركة فتح إلى العديد من المؤامرات من قبل العديد من الأنظمة العربية والتي حاولت احتواء هذه الحركة والسيطرة عليها ودعمت انشقاقات داخلها لإضعافها والسيطرة عليها
كإنشقاق "صبري البنا ابو نضال" الذي كان صاحب بندقية مأجورة لكن حكمة قيادة هذه الحركة مكنتهم من الحفاظ على وحدة صفوفها وقوتها مكنت الحركة من الصمود في وجه كل العواصف التي مرت عليها ابتداء من معركة تل الزعتر ومروراً بالليطاني حتى بيروت خاضت الحركة معارك ضارية مواجهة الاحتلال الصهيوني والنظام السوري وحزب الكتائب في لبنان كلهم اجتمعوا على مُحاربة الثورة الفلسطينية لكن ايمان رجال فتح بقضيتهم وحقهم في النضال والدفاع عن مشروعهم الوطني وصلابة القيادة خرجت الصورة مرفوعة الرأس وحتى بعد انشقاق العقيد ابو موسى وارتمائه في أحضان النظام السوري لم تتمكن كل هذه المعادلات من النيل من هده الثورة العملاقة.
اليوم وبعد مرور ستين عاماً على انطلاقتها ما زالت حركة فتح تدفع الغالي والنفيس من أجل قيادة شعبنا إلى بر الأمان .
قادت السلطة الفلسطينية كأول كيان فلسطيني يقام على الأرض الفلسطينية، وخاضت المعارك الدبلوماسية مع المُحتل وكذلك المواجهات المُباشرة مع الاحتلال وقت انتفاضة الأقصى التي قدمت فيها كتائب شهداء الأقصى التضحيات وخاضت المعارك بكل اقتدار والتحم أبناء الأجهزة الأمنية من التشكيلات التنظيمية ومن لا يعرف عملية عيون الحرامية التي نفذها الثائر ابن الفتح ثائر حماد وأوقع العديد من القتلى بين صفوف جيش الاحتلال وغيرها العديد من العمليات النوعية مثل حاجز دير بريع ومن لم يسمع عن رائد الكرمي صاحب الرد السريع والذي فرض منع التجوال على الطرق الالتفافية والتي كان يسلكها المستوطنين.
فتح التي أخذت على عاتقها مُنذ اللحظة الاولى لانطلاقتها قيادة المشروع الوطني وصولاً للدولة المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
أسست حركة فتح بقيادة الشهيد الرمز ياسر عرفات أول سلطة فلسطينية على الأرض الفلسطينية وقادت مؤسساتها والتي بدأت ببنائها كي تكون مؤسسات الدولة القادمة لا محالة.
لقد دفعت حركة فتح الثمن الكبير حيث قدمت خيرة أبنائها بين شهيد وجريح وأسير بل تعدى إلى أن وصل تقديم قيادتها شهداء وأسرى في معركة التحرير وأيضا فقدت جزء من شعبيتها نتيجة ضعف آداء مؤسسات السلطة نتيجة الحصار الخانق الذي فرض عليها نتيجة تمسكها بالثوابت الوطنية ورفضها كل الحلول التي لا تُلبي طموحات شعبنا رغم كل الإغراءات المالية التي يمُكنها الحصول عليها مُقابل تنازلات عن حقوق الشعب الفلسطيني .
إن ثمن قيادة المشروع دفعته حركة فتح لأنها انطلقت من أجل تقديم التضحيات الكبيرة لتحقيق النصر وتخليص شعبنا الفلسطيني العظيم .
إن حركة فتح وبعد 60 عاما على انطلاقتها مازالت أجنداتها فلسطينية وطنية نابعة من مصالح الشعب ودفعت الثمن الغالي للحفاظ على القرار الفلسطيني المُستقل ورفض كل التدخلات الخارجية كما هو حاصل مع البعض الذي يدعي المقاومة والجهاد وقراره مرهون بجهات خارجية ينفذ سياساتهم والتي لن تؤدي إلا إلى ضياع حقوق هذا الشعب الذي وعبر أكثر من مائة عام من النضال ضد الاستعمار من أجل العيش بحرية وكرامة .
حركة فتح التي خط نظامها الداخلي بالدم الفلسطيني الذي سال خلال المواجهة المُستمرة مُنذ بدء الاحتلال ولغاية اليوم ستبقى محافظه على ارث الشهداء وستُحافظ على استقلالية القرار الفلسطيني حتى الوصول إلى القدس مُحررة عاصمة دولة فلسطين بعد تحريرها من دنس المحتل .