|
الحل الوطني في جنين ممكن وضروري
نشر بتاريخ: 28/12/2024 ( آخر تحديث: 28/12/2024 الساعة: 17:21 )
جنين كانت ولا تزال وستبقى جزء من الحل بل هي الحل ، وهي خزان وطني يفيض عطاء وتضحية . والسلطة ليست هي المشكلة ، وليست امر زائد عن الحاجة هي ضرورة وطنية وانجاز وطني ، هي في الخانة الوطنية بارادتها ، ولن تستطيع ولا ترغب ولا يمكن إلا ان تكون في هذه الخانة . اجتهادين متناقضين ولكن في نفس المسار ، هذا حمل بندقيته وبوصلته فلسطينية الشكل والمضمون ، وذاك يريد انضباط يعزز الصمود الوطني ، وكلاهما ضحية غياب استراتيجية وطنية شاملة وواضحة . ان نختلف هذا امر طبيعي ، ان نجتهد ايضا امر طبيعي ، لكن ان نجعل السلاح طريقة للانتصار لرأينا فتلك غريبة عن قيم شعبنا وأخلاقه ومستنكرة من كل قطاعات شعبنا ، وهذا خط احمر يفصل بين الوطنية والخيانة ، بين الحرص والتدمير ، بين الخطأ والخطيئة . لا حياد في هذه الكارثة ، نحن بكل ما تعني" نحن " ، نحن ارواح الشهداء ، الالام الجرحى ، عذابات المعتقلين ، نحن في الوطن والشتات ، نحن في غزة ويافا ورام الله وكل قرية ومدينة ومخيم في الوطن ، نحن أطفالا وشيوخا ونساءا ، نحن اكاديميين ومثقفين ومهنيين ومزارعين ، نحن الشعب الفلسطيني بماضيه ومستقبله وحاضره ضد استباحة الدم الفلسطيني ، دم كل شهيد في جنين دمنا ، دم كل شهيد في جنين من السلطة ومن الشباب المقاتل يجري في عروقنا ، نحن لا نستنكر فحسب بل نتحمل مسئولية وطنية واخلاقية ودينية في وقف ما يجري وايجاد حل لما يجري والوصول إلى رؤيا مشتركة واضحة ومحددة . نحن ننتقد السلطة ولكنها سلطتنا التي نريد ، نحن لدينا ملاحظات على الاداء المقاوم لكنها مقاومتنا التي هي ضرورة لمشروعنا الوطني ، نحن نختلف هنا ونتفق هناك ، نختلف مع جزء من ذاتنا الوطنية ، لا يتوهم احد ان اختلافنا مع السلطة يعني اننا اعداء معها ، نحن نريدها ونسعى لتطوير اداءها وتحسينه ونعتز بها ، لا يقرأنا احد خطأ ، المقاومة حقنا وواجبنا ، لكنها مقاومة واعية حريصة وبناءه ، وهي البداية والنهاية في مشروعنا الكفاحي الوطني . الصمت لم يعد موقف ، الانتظار لم يعد موقف ، الانحياز المدمر لم يعد موقف . لن نطلب اذنا من احد لنمنع هذا الانحراف عن بوصلتنا ، لن نبقى صامتين امام الدم الفلسطيني المقدس ، سنقول وسنفعل ما يجب لوقف الكارثة ، سنكون عونا للسلطة على تطبيق القانون والنظام وعونا للمقاومة على الوقوف بوجه مشروع الضم الاستيطاني التوسعي . نعم وهناك هامش واسع يتسع لهذا الموقف ، وهو بالمناسبة موقف الاغلبية الفلسطينية الساحقة . اليوم نتمنى ان يعود الكل لرشده ، وغدا ، غدا القريب جدا سنخرج عن اطار التمني لنكون في مكان ما يمنع استمرار هذه الكارثة . يوجد فرصة للحل ، يوجد امكانية للحل ، ممنوع ان نفشل في ايجاد الحل ، ممنوع وبكل ارادة فلسطينية . ليعلم من لم يعلم بعد ، ليعلم ان هذا وطن لكل فلسطيني ، ليس " عزبة " لاحد ، ليس إقطاعية لاحد ، ليس منطقة نفوذ لاحد ، هذا وطن ماديا ومعنويا وتاريخيا وحضاريا لكل من ولد فلسطينيا ولكل من مات فلسطينيا ولكل من سيولد فلسطينيا ، هذا مسرى نبي ومكان ولادة نبي وطريق الالام لنبي وصعود روح نبي ، هذا وطن حلم ، من هذا الذي يريد ان يحوله إلى كابوس ؟!!! من هذا الذي يريد ان يجعل منه مكان مظلم وظالم ؟!!! |