وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرجوب شوكة في حلق المحتل

نشر بتاريخ: 08/01/2025 ( آخر تحديث: 08/01/2025 الساعة: 13:54 )
الرجوب شوكة في حلق المحتل

لؤي شحادة

عجباً من وزير الثقافة والرياضة الاحتلالي الاسرائيلي "ميكي زوهر" في رسالتة إلى جياني إنفانتينو - رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بحق الفريق جبريل الرجوب - رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل رجوب ومطالبته بطرده واقالتة من الاتحاد الدولي لكرة القدم.

يبدو أن حرص الفريق الرجوب على توثيق انتهاكات الاحتلال يؤرق الاحتلال، ولطالما أكد الفريق وجوب تخليص الرياضة من تداعيات السياسة، لتأتي محاولات الاحتلال على النقيض من مساعي الرجوب، فمطالبة الاحتلال الفيفا بتنحية الرجوب، إمعان في جعل الرياضة رهينة للسياسة، وهو ما يتنافى ومبادئ اللجنة الأولمبية، وقد تزامن ذلك مع استهداف رياضيي غزة بشكل ممنهج ومتواصل وغير مسبوق.

إن مواقف وتصريحات الفريق الرجوب على ما يحدث في فلسطين من جرائم احتلالية بحق كل المكونات الفلسطينية ومنها الرياضة الفلسطينية هي "رد طبيعي مشروعاً ضد الاحتلال"من قائد وطني يعيش بنفس الظروف التي يعيشها شعبه ، وتصريحاته التي تخرج منه ما هي الا تعبير حقيقي لهم ومعاناة شعبه الذي يعيش نفس الحالة من القتل والنزوح اليومية دون ان يحرك العالم ساكنا.

فلم تكن يوماً تصريحات الرجوب انتهاكا للقيم الأساسية التي تهدف الرياضة الدولية وتعزيزها بقيم السلام والوحدة والاحترام المتبادل.

الفريق الرجوب، هو أول من أخرج الكرت الأحمر، ولطالما طالب الفيفا باتخاذ موقف فإذا به يجد نفسه في دائرة الاستهداف، وكأن الاحتلال لا يروق له وجود الرجل في التشكيلة الأساسية في فريق الرياضيين المدافع عن حق رياضيي فلسطين في الحياة، فموقف الاحتلال لم يأت من فراغ وليس مستغربا، إذ يبدو أن الرجل يدفع ضريبة إصراره على محاكمة الاحتلال.

هنا اتوقف وأوجه للأرعن وزير الثقافة والرياضة الاحتلالي" زوهر" ما القول في قتلكم لأكثر من 46 الف فلسطيني، منهم اكثر من 700 لاعب رياضي فلسطيني، وتدمير اكتر من 286 منشأة رياضية واعتقال اكتر من 20 لاعبا فلسطيني.

اتريد ان تجعل القيادة الفلسطينية في واد والشعب الفلسطيني في واد اخر ، اخطات كثيرا ، ان مثل هذه المواقف تبين المعدن الحقيقي للقيادة الفلسطينية ومنها الرياضية التي كانت حاضرة في نقل هم وعذابات شعبنا .

سؤال اخر لهذا الواهم، اين انتم والاتحاد الدولي لكرة القدم من منع مشاركة فرق المستعمرات المقامة عنوة على ارضنا في الدوريات الرسمية.

كفاك يا زوهر وامثالك من محاولة قلب المشهد المؤلم في قطاع غزة وكافة الاراضي الفلسطينية، والحقيقة اقولها العالم الان يقف امام الحقيقه ولكن تخاذل المنظومة الدولية والميل بمكيالين قتلت الانسانية لكن لم تتمكن من قتل الحقيقه.

تصريحات الرجوب هي النفس الحي في هذا الشعب وقضيته، اتتوقع يا "زوهر" ان يتنحى الرجوب جانبا ويترك شعبه، لا والف لا ، فان الذي امضى اكثر من 17 عاما في سجون الاحتلال لقادر ان يجابهكم ولأضعف الايمان بالكلمة.

إن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لم يقف مكتوف الأيدي أمام الممارسات والجرائم الإسرائيلية بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، بل حمل شعار محاسبة الاحتلال قانونياً، فلجأ إلى الاتحادات القارية والدولية، مطالباً بإنصاف الرياضة الفلسطينية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.

ومن هنا نؤكد ونجزم جميعا بالقول والفعل على أرض الواقع وليست بشعارات وهمية. ومن يجب أن يطرد ويقال هو انتم واتحادكم الاحتلالي الإسرائيلي لكرة القدم من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وبشكل فوري. لأنه مطلباً فلسطيني سبق رسالتكم "للفيفا" ، لأنه يتعبر مطلباً قانونياً وشرعياً ضد الخروقات والتجاوزات والمخاطر التي تواجهها منظومة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بفعل ممارسات الاحتلال الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وما ترتب على ذلك من تدمير لكافة المنشآت الرياضية واستشهاد واعتقال وإصابة مئات الرياضيين بما فيهم عشرات النجوم في الألعاب الفردية والجماعية.

إن رسالة "زوهر" جاءت كردة فعل وتخوفاً من اعتماد مشروع قرار الفلسطيني المقدم "للفيفا" من اجل إخضاع الاتحاد الإسرائيلي الاحتلالي لكرة القدم للمساءلة والمحاسبة، لانتهاكاته الواضحة لقوانين "الفيفا" وعزلها، وعجزاً في مواجهة المشروع.

إن الدبلوماسية الرياضية الفلسطينية "الرجوبية" وبحكنتها السياسية إستطاعت ان تجعل العالم كله يصطف خلف قضيتنا الفلسطينية في كافة المحافل الدولية دون استثناء، مما أثار غضب اسرائيل وحكومتها واصبحت "تضرب اخماساً بأسداس"، مدركة ان سياسة وحنكة القيادة الفلسطينية برئاسة السيد الرئيس محمود عباس، لا تقف على الجانب السياسي فقط بل امتدت إلى كل الجوانب دون استثناء، واصبحت اسرائيل تصف كل من يقف امام سياستها الفاشية "بالإرهابي" ويجب معاقبته والقضاء على تحركاته الدبلوماسية، وخير دليل على ذلك رسالة "زوهر" للفيفا وكذلك التهديدات التي صدرت عن أكتر من وزير احتلالي إسرائيلي.

في النهاية نذكرك أيها الواهم "زوهر" بالمثل الشعبي الفلسطيني الذي يقول "الكف ما بناطح المخرز"