وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الأصولية ليست دينية فقط

نشر بتاريخ: 12/01/2025 ( آخر تحديث: 12/01/2025 الساعة: 13:22 )
الأصولية ليست دينية فقط



كلما وردت كلمة أصولية يتبادر إلى الذهن مباشرة الأصولية الدينية والإسلامية خصوصاً،يينما توجد أصوليات (وطنية) وأصوليات (ماركسية ويسارية) وكل ايديولوجية تفشل في التعامل مع الواقع تتحول لأصولية. ودون التوسع في الموضوع بشكل عام ،وقد سبق أن كتبنا عنه وعن الاصولية الإسلاموية، فسنتحدث عن الأصولية (الوطنية) والأصولية (اليسارية والماركسية) في الحالة الفلسطينية.
فإذا كان المعنى الأولي والمًبسط للأصولية العودة للأصل أو الأصول الأولى والتمسك بالسلف الصالح والاقتداء به بشكل عام، وهي نوع من النزعة الهروبية من الواقع والعجز عن التكيف معه ورفضه ،وبعض الفرق الاسلاموية تكفره .
فيلجأ الأصوليون للماضي للاحتماء به واكتساب شرعية منه لم يستطيعوا اكتسابها من خلال الواقع وتلبية احتياجات شعوبهم.
الأصولية الوطنية نجدها عند تنظيم حركة فتح،حيث يحاول أن يُخفي ضعفه في مواجهة ليس فقط العدو الصهيوني بل حتى في مواجهة خصومه السياسيين الفلسطينيين وعجزه عن التعامل مع الواقع والتعبير عن الهوية الوطنية الجامعة التي كانت حركة فتح تتفاخر بأنها استنهضتها وحتى أسستها ... فيلجأ للأصولية ويتحدث عن المنطلقات الأولى للحركة وأن فتح مفجرة الثورة والرصاصة الأولى وعن الزعيم أبو عمار والقادة الآخرين الشهداء وعن التمسك بالثوابت الوطنية ...
نفس الأمر نجده في الأصولية اليسارية أو الماركسية،حيث نجد في هذا اليسار الفلسطيني وخصوصاً النموذج الماركسي من ما زالوا يتمسكون بما قاله القادة الماركسيون أو القادة الأولون المؤسسون في تفسيرهم للواقع وحتى التنبؤ بالمستقبل،فيكررون مقولاتهم ويتسلحون بها وبتاريخها النضالي، وعندما حاولوا التجديد دخلوا في أصولية غير مسبوقة تجمع ببن الأصولية اليسارية والاصولية الدينية!.
كل الأحزاب التقليدية تجهل أو تتجاهل أن الأولين والقادة المؤسسين كانوا عظماء في زمانهم وانجازاتهم تتناسب مع عصرهم وأن التاريخ لوحده لا يمنح شرعية لقيادات اليوم.
حالة الأصولية المتفشية اليوم تتطلب شجاعة في تجاوزها ومواجهة الواقع بخطاب جديد وقيادات جديدة توظف التاريخ والماضي المجيد لخدمة الحاضر وأخذ الدروس والعِبر منه وليس العيش فيه.