وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اسرائيل تستفيق من أوهام نتانياهو: لماذا تحتفل غزة؟ ولماذا تبكي تل ابيب؟

نشر بتاريخ: 16/01/2025 ( آخر تحديث: 16/01/2025 الساعة: 11:24 )
اسرائيل تستفيق من أوهام نتانياهو: لماذا تحتفل غزة؟ ولماذا تبكي تل ابيب؟





يعجز العقل الغربي والعقلية الإسرائيلية عن فهم لماذا يحتفل الناس ويرقصون فرحا في غزة رغم كل هذا الموت وكل هذا الدمار . وقد شاهد العالم كله ردة فعل اهل القطاع وهم الاقدر دوما على البقاء والصمود.
وفيما يزعج الإسرائيليون أنفسهم بهذا السؤال ، الإجابة سهلة وهي ان اهل غزة يحتفلون بوقف المقتلة !!ويتساءل قادة إسرائيل باستغراب عن اهداف نتانياهو ( التي اعتقدوا انها صارت أهدافهم ) بشأن الحرب ونتائجها .
عبر ساعات من الحوارات والبث والتحليل عبر وسائل الاعلام العبرية ، نصل الى نتيجة انهم يعتبرون هذا الاتفاق سيئا ، ولكنهم يعتبرونه ضروريا لان عدم قبوله يعني انتظار الأسوأ .
تفسير هذا الموقف السلبي عند الإسرائيليين من الاتفاق يعود الى " الوهم " الذي باعهم إياه نتانياهو ومعه حفنة المتطرفين . فقد باعهم شعارات واهداف غير قابلة للتنفيذ والان يدفعون ثمن العنصرية :
- ان حل القضية الفلسطينية يجب ان يكون حلا سياسيا وان الحل العسكري سقيم ولا يمكن ان يوصل الى نتيجة أفضل .
- ان الاحتلال العسكري لقطاع غزة ولجنوب لبنان ولاي أرض عربية هي جريمة سوف يدفع ثمنها الإسرائيليون ليل نهار ولا يمكن ان توفر لهم الامن ولا الأمان .
- ان فكرة تهجير الشعب الفلسطيني او دفعه للهجرة فكرة مريضة وغبية ، وان تساوق نتانياهو مع أفكار الترانفسير وتطويعه إمكانيات إسرائيل لتنفيذها جريمة حرب سوف يدفع هو شخصيا ثمنها ، ويدفع الإسرائيليون اثمانا .
- ان مشاكل الإسرائيليين سببها نتانياهو وأفكار اليمين العنصرية . نتانياهو اعلن في 2008 وقف المفاوضات ، وبعد ان فازت تسفي ليفني بالانتخابات وقام هو بتعطيل تشكيلها الحكومة وسرق الحكم منها ، ومنذ ذلك الحين احبط نتانياهو جميع محاولات الحل السياسي أيام الرئيس الأمريكي أوباما ومبعوثه كيري ومن بعده بايدين ومن بعده ترامب .
- ان نتانياهو يلقن الرؤساء الامريكان درسا كبيرا في النذالة ، فقد خان أوباما وافشله سياسيا ، ومن ثم اخذ كل شي مجانا من ترامب ولكنه كان اول المباركين لبايدين في الرئاسة حتى قبل صدور النتائج ، واخذ كل شيء من بايدين ولكنه وقف مع ترامب . وهكذا سوف يفعل بترامب مرة أخرى وأخرى . وقد نشرت المنصات العبرية تسجيلا خاصا بنتنانياهو وهو يقول لمقربيه انه يعرف كيف يتلاعب برؤساء أمريكا !!.
- المشكلة ليست في غزة ، ولا في مخيم جنين ولا في رام الله وطولكرم . المشكلة في الحكم العسكري للاحتلال الذي يمنع أجيال من الفلسطينيين ان يعيشوا حياة طبيعية .
- تثبت الحرب الأخيرة ان الانتصار والفوز امران لا يتعلقان بكثرة السلاح ومساحة الدم، وانما يكون النصر للأكثر إنسانية وللأقل دموية .
- ان القذائف الامريكية الخارقة لباطن الأرض لم تتمكن من انقاذ اسير أمريكي واحد، وان البوارج البريطانية وحاملات الطائرات الفرنسية والألمانية والإيطالية لم تنجح كلها في فتح باب المندب .

نحن تعلمنا من التجربة أن نكره القتل ونتجنب الحروب ، ونطلب الحياة الكريمة لأطفالنا وان نحترم الثقافات الأخرى ونحترم حقوق الانسان في كل مكان ولكل انسان .
فماذا تعلمت إسرائيل ؟ وماذا ستعلم اطفالها باستثناء ان يكرهوننا؟!.