|
مفارقات لن تغيب عن المشهد مع اليوم الأول من تنفيذ "صفقة الدوحة"
نشر بتاريخ: 20/01/2025 ( آخر تحديث: 20/01/2025 الساعة: 08:55 )
في ساعات صباح يوم 19 يناير 2025، انتظر أهل قطاع غزة، وكل الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم ومعهم تعاطفا إنسانيا "الأشقاء" في كل الوطن العربي من خليجه الى محيطه، وترقبوا جميعهم، لحظة وقف الرصاصة القاتلة، ومعها لحظة سماح جيش الاحتلال الذي قتل وجرح ربع مليون غزي، بأن يسمح لأهل غزة بالعودة لبيوتهم المهدمة وسحب جثث احبائهم من تحت ركامها لدفنها بكرامة كما يدفن البشر احبائهم. في هذا اليوم بدأت رحلة وقف الموت الجماعي في قطاع غزة، والتدمير العام، دون أن تنهي معاناة 471 يوم على المجزرة الإنسانية الأكبر في التاريخ البشري، قياسا بالمكان والزمان، فوق بقعة جغرافية صغيرة جدا مساحتها 365 كم مربع ويتواجد عليها إثنين ونصف مليون مشرد، في طريق تنفيذ صفقة الدوحة. في هذا اليوم المشهود ظهر لدينا مشهدين لا يمكن القفز عنهما ابدا، فكان المشهد الأول انتشار قوات حماس واستعراض عضلاتها، والبحث عن حضور على حساب الدم والحجر، فهذا المشهد لظهور المسلحين الملثمين في غزة، بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ بدقائق، هو مشهد يسعد نتنياهو وشركائه الفاشيين ولا يزعجهم، ومشهد يؤكد ان حماس هي حماس لن تتغير. وهو مشهد مستفز لكل الأطراف ااعربية والإقليمية والدولية ويعبر عن اللا مسؤلية ومقدمات لعودة شبح الحرب بعد انتهاء المرحلة الثالثة. هذا المشهد سيكون مصدر ضرر كبير للغزيين لانه لطالما بقيت حماس في المشهد السياسي حتى ولو بالمشاركة مع الجميع، فلا إعمار لغزة، ولا مساعدات لغزة، بل اكثر من ذلك هو مشهد لاستئناف حرب الإبادة الجماعية لمن تبقى من أهل غزة. المطلوب من حماس ان تتراجع خطوة للوراء، تحديدا في موضوع حكم غزة، ويتوجب عليها تقديم مصلحة الشعب عن مصالحها في الحكم، وتسليم السلطة الفلسطينية الحكم إذا كانت فعلا تهمها مصلحة غزة وأهلها. اعتقد ان حماس ستستمر بالهروب للأمام نحو الانتحار وتدمير ما تبقى من القطاع ..وهذا ما يتمناه نتنياهو. لذلك على حماس ان تفكر جديا في تسليم قطاع غزة للسلطةالشرعية، لان مجرد استمرارها في الحكم والمشهد، يعطي نتنياهو الذريعة والمبرر لاخذ الضوء الاخضر والدعم من ترامب للاستمرار في الحرب على غزة. أما المشهد الثاني، فهو مشهد خطاب نتنياهو بعد مصادقة حكومته علي تنفيذ صفقة الدوحة والذي اكد فيه إنه لا وقف للحرب إلا بتحقيق كل أهدافها ومنها هدفة بإزالة حكم حماس، ومن تصريحات وزير خارجيتة كاتس وتصريحات قيادات في اسرائيل أن الحرب لم تنتهي، وأن ما حدث من اتفاق هو مؤقت، لأن هناك إجماع في اسرائيل على القضاء على حماس وتدمير القوة العسكرية للمقاومة. نحن الآن في المرحلة الأولى من تنفيذ الصفقة والتي تم تحديدها كمرحلة مؤقتة لمدة 42 يوما. وواضح انها ستكون مرحلة هشة للغاية ويمكن أن تنهار بسبب انتهاكات مختلفة للاتفاقات، فإن السؤال الأكثر أهمية هو عملية التفاوض بشأن المرحلة الثانية، التي يجب أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، هل ستنجح؟؟!! . أشك أنها ستنجح. نحن فقط في الخطوة الأولى من طريق المئة ميل، ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى إنهاء الحرب أو استئنافها. إذا انتهت الحرب، فهذا يعني أن حماس ستبقى قوة حكومية وعسكرية في غزة ولهذا تبعاته المستقبلية على غزة. أما إذا استؤنفت الحرب، فستكون هناك خيارات أخرى محتملة، كانهاء حكم حماس وتوافق دولي على النظام السياسي في غزة او عودة غزة تحت الحكم الإسرائيلي المباشر وهو احتمال بعيد نسبيا ولكنه ممكن. |