|
تقدير موقف: جنين بين صعوبة الواقع ومسؤولية الحل
نشر بتاريخ: 22/01/2025 ( آخر تحديث: 22/01/2025 الساعة: 12:14 )
لندن – معا- تعيش جنين ومخيمها حالة من التوتر المستمر الناتج عن عمليات قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي لها ، وهي التعقيدات التي تتزامن أيضا مع تعقيدات سياسية وأمنية واجتماعية تعيشها هذه المدينة تجعل من الوضع أكثر صعوبة. مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن أوضح في ورقة تقدير موقف صدرت أخيرا إن جنين، التي تعتبر رمزًا للمقاومة الفلسطينية، تواجه اليوم تحديات داخلية وخارجية تمثل اختبارًا كبيرًا للقيادة الفلسطينية وللنسيج الاجتماعي في المدينة. أولًا: صعوبة الموقف في جنين لم تعد الأوضاع في جنين مقتصرة على المواجهات التقليدية مع الاحتلال الإسرائيلي. فقد تحول المخيم والمدينة إلى نقطة اشتباك يومية مع قوات الاحتلال، التي تشن عمليات عسكرية موسعة تستهدف البنية التحتية للمخيم والمدينة ، بما في ذلك تدمير المنازل واعتقال الشباب. وتعكس هذه الحملات ، وفقا للورقة البحثية، تعنت الاحتلال في سعيه للقضاء على ما يعتبره "تهديدًا أمنيًا"، لكنه في الواقع يغذي دائرة العنف ويدفع نحو مزيد من التدهور الأمني. على الصعيد المحلي، تواجه جنين صعوبات اقتصادية واجتماعية خانقة، حيث تعاني الأسر من فقدان مصادر الدخل وتصاعد معدلات البطالة، مما يزيد من حالة الاحتقان. وبالمقابل، يصبح الشباب عرضة للتجنيد في المجموعات المسلحة التي تتلقى دعما ماليا من ايران مما يعمق الأزمة ويفتح المجال أمام مزيد من الفوضى. ثانيًا: استغلال منصات إقليمية للوضع في جنين تقول الورقة أيضا أنه لا يمكن فصل ما يحدث في جنين عن الأبعاد الإقليمية والدولية. فبعض المنصات الإعلامية والسياسية الإقليمية تستخدم الوضع في المدينة كوسيلة لإثارة المشاعر وتأجيج الصراعات. هذه المنصات، بدلًا من تقديم دعم حقيقي للقضية الفلسطينية، تسعى لتحويل جنين إلى ساحة لتصفية حسابات بين أطراف إقليمية. على سبيل المثال، يتم تضخيم الأحداث وتصويرها بشكل يعمق الانقسام الداخلي الفلسطيني، ويضعف موقف القيادة الفلسطينية أمام المجتمع الدولي. إضافة إلى ذلك، هناك محاولات لتصوير الصراع في جنين كمعركة مذهبية أو كجزء من صراعات إقليمية أوسع، مما يفقد القضية الفلسطينية طابعها الوطني والإنساني. ثالثًا: الفلتان المسلح يجب أن ينتهي إحدى أبرز التحديات في جنين هي حالة الفلتان الأمني وانتشار السلاح بين الأفراد والجماعات بطرق غير منظمة. في ظل غياب الضبط الأمني الكامل، تحولت بعض المناطق إلى ساحات صراع بين العائلات أو الجماعات المسلحة، مما يعرض حياة المدنيين للخطر ويضعف النسيج الاجتماعي. إن استمرار هذه الحالة يضر بالمصلحة الوطنية الفلسطينية ويفتح المجال أمام الاحتلال لتبرير عملياته العسكرية تحت ذريعة "إعادة الأمن". كما أن انتشار الفوضى يشوه صورة المقاومة الفلسطينية ويضعفها، حيث تتحول الأنظار من مقاومة الاحتلال إلى صراعات داخلية لا تخدم سوى أعداء القضية. رؤية للحل وطرحت الورقة رؤية لحل هذه الأأمة قائلة إن الخروج من المأزق الحالي يتطلب اتخاذ خطوات واضحة ومتكاملة: 1. تعزيز دور المؤسسات الأمنية الوطنية: يجب أن تعمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية على فرض سيادة القانون بشكل متساوٍ دون انحياز أو تهاون. يجب ضبط السلاح المنتشر بطرق عشوائية والتمييز بين المقاومة المشروعة والفوضى الأمنية. 2. تعزيز الوحدة الوطنية: إن إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني هو الخطوة الأولى نحو مواجهة التحديات في جنين وغيرها. الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى لمواجهة الاحتلال وأطماعه. 3. التواصل مع المجتمع الدولي: يجب على القيادة الفلسطينية استثمار الأوضاع في جنين لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال والمطالبة بحماية دولية للمدنيين. 4. إطلاق برامج تنموية: إن تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في جنين سيخفف من الاحتقان ويمنح الشباب بدائل عن الانخراط في العمل المسلح غير المنظم. وفي الخاتمة تقول الورقة إن ما يحدث في جنين اليوم هو جزء من معركة أوسع يخوضها الشعب الفلسطيني من أجل حقه في الحرية والاستقلال. ومع ذلك، فإن استمرار الأوضاع على حالها دون معالجة جذرية سيؤدي إلى مزيد من التدهور. على القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي العمل معًا لوضع حد لهذه الأزمة بما يضمن حماية المدنيين واستعادة الأمن والاستقرار. |