|
فرقة "تشيكو" تفتتح فعاليات اليوم الأول من مهرجان القدس 2009 للموسيقى
نشر بتاريخ: 20/07/2009 ( آخر تحديث: 20/07/2009 الساعة: 12:25 )
القدس- معا- تنطلق عند الساعة الثامنة من مساء اليوم الاثنين في منطقة قبور السلاطين في شارع نابلس بمدينة القدس فعاليات مهرجان القدس 2009 للموسيقى بمشاركة العديد من الفرق الفنية المحلية والعربية والعالمية.
ويشمل برنامج اليوم الأول من هذا المهرجان والمقرر أن يستمر عشرة أيام عرضا فنيا غنائيا يمتد على عدة ساعات لتشيكو وفرقة الجيبسيز( الغجرية) الفرنسية. وتشيكو باللغة الأسبانية تعني الصغير، لكن هذا –الصغير اسما- هو ذاته صاحب الأثر العالمي الكبير مغني الفلامنجو الشهير أسطورة الغناء الغجري جلول بوشيخي ذي الأصول المغربية والمولود في مدينة أريل الفرنسية والذي يحظى بإعجاب الملايين من الناس في كافة بقاع الأرض. عاش "تشيكو" كمعظم المغاربة الفرنسيين حياة الأقليات المهمشة في طفولته، وتعرف على المجتمع الغجري وتأثر به كثيرا حتى شكل انخراطه فيه انعطافا في حياته ومستقبله الفني لاحقا. وكان الموساد الإسرائيلي قد اغتال شقيقه احمد بوشيخي عن طريق الخطأ في العام 1973 قرب أوسلو في النرويج على اعتبار أنه أحد قادة المقاومة الفلسطينية آنذاك. وفي العام 1987 أسس فرقة جيبسي كنجز التي اشتهرت باسطوانة "بومبوليو" ولاقت رواجا واسعا لتساهم في إخراج الموسيقى والغناء الغجري من عزلتها التي فرضتها عليها المجتمعات الغربية. ترك "تشيكو" فرقة الجيبسي كنجز في عام 1991 وأسس فرقة "تشيكو وفرقة الجيبسيز" في العام التالي. قدمت الأخيرة عروضا في عدد كبير من العواصم العالمية كباريس ونيويورك وبيونس أيرس وطوكيو وموسكو وبيروت. عكس "تشيكو" وفرقته الغجرية الطاقة اللامتناهية في صوتهم وموسيقاهم وروحهم المنطلقة على جمهورهم المحب، فلم يٌعرف عنهم أن قدموا عرضا إلا ورقص العالم فيه لعذوبة الصوت المخملي الذي ينفذ بقوة إلى أعماق الناس . عين "تشيكو" سفير اليونسكو للسلام بعد النجاح الكبير الذي حققه، ولرسالة التسامح والسلام التي أطلقها وألهمته في غنائه وعزفه. وكانت مؤسسة يبوس للإنتاج الفني أعلنت أمس خلال مؤتمر صحافي عقدته بمقر المهرجان في قبور السلاطين بالقدس أمس عن انطلاق مهرجان القدس 2009. وقالت رانيا الياس مديرة مؤسسة يبوس بعد ترحيبها بالحضور أن إقامة المهرجان في الموقع الأثري يكتسب أهمية للتأكيد على الهوية الوطنية لأبناء الشعب الفلسطيني . وقالت انه بالرغم من كل العراقيل والمضايقات نجحنا في تنظيم هذا المهرجان الذي يضم نخبة من الفنانين العالميين والمحليين وذلك منذ العام 1996. وأضافت : انه مهرجان القدس يكتسب أهمية خاصة لأنه يحمل اسم المدينة المقدسة وينظم كل عام في قلبها. ونوهت الياس إلى أن مهرجان هذا العام يشارك فيه 11 فرقة وفدت من عدة بلدان مثل التشيلي وفرنسا وداغستان والجزائر وايطاليا إضافة إلى بعض الفرق من داخل الخط الأخضر والتي تحرص يبوس دائما على التواصل معها ، ويضم أيضا بعض الفرق المحلية التي ستعرض إبداعاتها الجديدة خاصة بهذا المهرجان، شاكرة جميع المؤسسات الراعية للمهرجان خاصة الراعي الذهبي شركة بادكو والقنصلية الفرنسية التي تعمل دائما على توفير المكان لإقامة المهرجان. بدوره قال رئيس مجلس أمناء يبوس د.نظمي الجعبة إن كل عام يحمل معه الشوق الكبير انتظارا لانطلاق المهرجان الذي يستغرق الوقت الطويل في الإعداد والتحضير. وأضاف: إن القدس التي تعاني الكثير بحاجة إلى هذا الجهد والجهود المماثلة لغرض التواصل مع الفرق المتنوعة والمتعددة الهويات حتى تخرج المدينة من عزلتها والتواصل ثقافيا وروحيا مع العالم. وقال إن وسط الجدران التي تشاد حول القدس وسياسات هدم المنازل وتهجير السكان والهجمات الضرائبية يمثل هذا المهرجان صرخة الحرية التي تتوق لها المدينة للتخلص من الحصار والعزلة، منوها انه لولا التعاون مع القنصلية الفرنسية لما كتب لهذا المهرجان النجاح ، مشيدا بموقف القنصلية خلال مهرجان الأدب الأخير. وختم كلمته بالتمني على المقدسيين الاستمتاع بفعاليات المهرجان على مدار الأيام العشرة القادمة كونه يشكل البلسم للجراح. أما الملحق الثقافي في القنصلية الفرنسية جون بول غنيم فنوه إلى مشوار التعاون بين القنصلية ومؤسسة يبوس حيث الشراكة بينهما تحولت إلى صداقة نفتخر بها. وأكد أن الدعم الفرنسي لا يقتصر على توفير المكان وإنما يشمل دعم المؤسسات المقدسية في مجال الثقافة التي تشكل عنصر الهوية الفلسطينية، مشددا على أن فرنسا ستواصل دعمها للمؤسسات المقدسية للإبقاء على شعلة الثقافة في المدينة. وقال الفنان تشيكو الذي سيحيي وفرقته الغجرية حفل الافتتاح اليوم انه يشعر بسعادة غامرة لوجوده في القدس وان هذه التجربة مهمة لفرقته التي تتشكل من جنسيات متنوعة. يشار إلى أن مهرجان القدس سيستضيف نخبة من الفرق والفنانين الأجانب والعرب والمحليين. ومن بين الفرق المشاركة: فرقة الجيبسيز (الغجر) من فرنسا بقيادة الفنان تشيكو بوشيخي ، التي ساهمت في إخراج الغناء الغجري من عزلته التي فرضتها المجتمعات الغربية، وفرقة الرقص ليجينكا من داغستان والمكونة من 40 راقصا يسعون إلى تعريف الجمهور المقدسي بالشعب الداغستاني وثقافته العريقة، فرقة سكاتستا من فلسطين التي أنِشأتها عازفة الفلوت الاسكتلندية هذر برشة مدرسة الموسيقى في معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى، والتي عملت على إعادة اكتشاف جذور الموسيقى السلتية. وتضم الفرقة فنانين من جنسيات مختلفة، فرقة بيت الموسيقى للموسيقى الشرقية من شفا عمرو، التي تنشط في إحياء التراث الموسيقى العربي والشرقي. وستقدم الفرقة أغان تراثية عربية لعمالقة الفن العربي، إضافة إلى أغاني الفولكلور الفلسطيني والعراقي والشامي. كما ستشارك فرقة كيلابيون من تشيلي التي تأسست عام 1965 وتعتبر من أشهر فرق أمريكا اللاتينية وبخاصة في مجال العمل في تحديث الموسيقى الشعبية لقارة أمريكا اللاتينية ، فرقة دام الفلسطينية للراب، التي تتناول أغانيها مواضيع عدة متعلقة بالقضية الفلسطينية وأوضاع فلسطينيي عام 1948، وبخاصة أوضاع مدينتهم اللد المنكوبة بالقهر والتمييز والتهميش، أوركسترا جيوفاني فياتي ريجيني لآلات النفخ من مقاطعة كلا بريا الإيطالية. أما الفنانين المشاركين فهم: حكيم السيكاميا، الفرنسي من أصل جزائري الذي يعارض الإرهاب الفكري ويبغض الدكتاتورية، حيث تحاكي أغانيه تجارب المنفى والحب والحرية. والأخوان التونسيان أمين وحمزة مريحي، حيث سيعرضان بصحبة بعض العازفين الاسبان مشروعهما الجديد "تونيفانك" الذي يتناول منظورا مختلفا للموسيقى العربية المعاصرة، إضافة إلى الفنانة ريم تلحمي التي ستقدم مجموعة مختارة من الأغاني التي تم إنتاجها بالتعاون مع الملحن والموسيقار حبيب شحادة حنا. |