|
معاملة الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين: الفجوة الأخلاقية بين الاحتلال والمقاومة
نشر بتاريخ: 25/01/2025 ( آخر تحديث: 25/01/2025 الساعة: 11:34 )
تستمر قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في جذب الانتباه على الساحة الدولية، حيث تتباين بشكل صارخ معاملة الأسرى الفلسطينيين مقارنة بالأسرى الإسرائيليين الذين وقعوا في قبضة المقاومة الفلسطينية. يبرز هذا التباين في جوانب عدة، تشمل ظروف الاعتقال، المعاملة الإنسانية، وحتى التغذية والرعاية الطبية. المعاملة الحسنة للأسيرات الإسرائيليّات في حالات عدة، ظهرت الأسيرات الإسرائيليّات اللواتي وقعن في قبضة المقاومة الفلسطينية في ظروف معاملة جيدة، حيث يبادرن بعناق لآسيرهن من المقاومات و المقاومين الفلسطينيين بحرارة، وهو أمر نادر في معظم الحروب والصراعات. و تعكس هذه المبادرة الإنسانية من الأسيرات كشكر على المعاملة الجيدة التي قدمتها المقاومة لهن ، حيث ثبت انهم يحرصون على احترام كرامتهن رغم كونهن من جنود الاحتلال و ايديهن ملطخة بدماء أطفال فلسطين اللواتي أعدمهن ، حيث يتم تقديم الطعام بشكل لائق ويُسمح لهن بالراحة النفسية، ويُبذل جهد في الحفاظ على نظافة مظهرهن، مثل تمشيط الشعر وتجديله وتقديم الهدايا لهن ، و قد وقفت الأسيرات على منصة التسليم بألبستهم العسكرية النظيفة و بابتسامة و تلويح و شكر للمقاومة و تحية لهم على حسن معاملتهم . هذه المظاهر من المعاملة الحسنة لا تقتصر على الأسيرات فقط، بل تعكس التزام المقاومة بالقيم الإنسانية وأخلاق الثورة مع جميع الأسرى الاسرائيليين. تعامل إسرائيل مع الأسرى الفلسطينيين: التعذيب والإعدام خارج القانون على النقيض تماماً ، يعاني الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي من أسوأ أنواع المعاملة، حيث يتعرضون لأساليب تعذيب وحشية تضمن بقاءهم في حالة من الألم والمعاناة المستمرة. تختلف أساليب التعذيب لتشمل ضرباً مبرحاً ، استخدام أساليب نفسية قاسية، بالإضافة إلى تكسير العظام وإطلاق النار على الأجسام. وفي بعض الحالات، يتم الإعلان عن وفاة الأسرى تحت التعذيب ، ولم تكن لدى المقاومة ردات فعل بالقيام بقتل او تكسير عظام او حرمان من الطعام او ربط ايدي و ارجل الأسرى الاسرائيليين كما تفعل اسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الأسرى الفلسطينيون ظروفاً معيشية صعبة، حيث يُحتجزون في زنزانات ضيقة مليئة بالقذارة، ويحرمون من أبسط الحقوق الإنسانية مثل عدم الحصول على طعام كافٍ أو عدم الحصول على علاج طبي مناسب. ففي حين أن الأسرى الإسرائيليين يحظون برعاية طبية متقدمة، فإن الأسرى الفلسطينيين غالبًا ما يُحرمون من العلاج في المشافي الإسرائيلية، مما يفاقم معاناتهم و يقدم لهم الاكامول في احسن الحالات. الإهمال الدولي: ضعف دور الصليب الأحمر والمنظمات الحقوقية من المؤسف أن دور المنظمات الدولية مثل الصليب الأحمر والأمم المتحدة في مراقبة ظروف الأسرى الفلسطينيين ما يزال ضعيفًا للغاية. ورغم التقديرات التي تشير إلى وجود حوالي عشرة آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، فإن هذه المنظمات تجد نفسها في موقف ضعيف أمام سياسات الاحتلال، ويقتصر دورها على التقارير التي لا تؤثر في تغيير الواقع المرير للأسرى. من جهة أخرى، يحظى الأسرى الإسرائيليون بتغطية إعلامية كاذبة حول سوء معاملتهم، رغم أن الظروف التي يعيشون فيها وصفت بأنها مشابهة لمعاملة فنادق خمسة نجوم. هذه التغطية الإعلامية الغربية والإسرائيلية تهدف إلى ترويج صورة غير صحيحة عن معاملة الأسرى الإسرائيليين، بينما يتم تجاهل معاناة الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون من تعذيب ممنهج وظروف اعتقال غير إنسانية، في ظل صمت دولي وحقوقي مخجل. ظروف الحياة: الفجوة بين حقوق الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين في الوقت الذي يتمتع فيه الأسرى الإسرائيليون بحقوقهم الكاملة من حيث الرعاية الطبية والطعام المتنوع والراحة النفسية، يواجه الأسرى الفلسطينيون أوضاعًا قاسية، حيث يُقدم لهم طعام يحتوي على أقل من 1700 سعر حراري في اليوم – وهو الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة. كما يتم إجبارهم على السير على أيديهم وأقدامهم، ويُجبر بعضهم على الذهاب إلى الحمام مربوطاً مع أسير آخر دون ملابس. في بعض الحالات، يتم وضع الأسرى الفلسطينيين عراة في البرد القارص، دون فراش أو غطاء، مما يعكس سياسة الاحتلال القاسية في التعامل مع الأسرى. والأسوأ من ذلك، يتعرض بعض الأسرى للحرمان من التواصل مع رفاقهم في الأسر، بل وتُفرض عليهم العزلة التامة لشهور طويلة مربوطي الأرجل و الأيدي و معصوبي الأعين. المقاومة: الحفاظ على حياة الأسرى في ظل ظروف الحرب من جهة أخرى، تكشف المقاومة الفلسطينية عن التزامها بأخلاق الثورة والإسلام في معاملة الأسرى، حيث تُوليهم رعاية فائقة على الرغم من ظروف الحرب والمجازر الإسرائيلية في غزة. وقد تم توفير الطعام والعلاج، حتى في ظل الحصار الخانق والقصف المستمر الذي يستهدف المشافي والمرافق الحيوية في القطاع. على الرغم من الحرب المستعرة، تمكنت المقاومة الفلسطينية من توفير الدعم اللازم للأسرى الاسرائيليين ، ضامنة لهم بعض حقوقهم الأساسية، رغم تدمير معظم البنية التحتية في غزة. الخلاصة: الفجوة الأخلاقية التي لا تغطيها الدعاية الإعلامية الفرق الشاسع في معاملة الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين يكشف عن فجوة أخلاقية عميقة بين المقاومة الفلسطينية وبين الاحتلال الإسرائيلي. بينما يلتزم المقاومون بالقيم الإنسانية والأخلاقية في التعامل مع الأسرى، تقوم إسرائيل بتوظيف أساليب قمعية تصل إلى حد الإعدام والتعذيب الممنهج للأسرى الفلسطينيين. وفي ظل الصمت الدولي المستمر و عجز المنظمات الدولية و الإنسانية و انحصار دورها على كتابة تقارير ضعيفة غير مجدية ، يبقى من المهم أن نواصل تسليط الضوء على هذه الانتهاكات من أجل ضمان أن يعيش الأسرى الفلسطينيون في ظروف إنسانية أفضل وفق الاتفاقات الدولية و الانسانية المقرة ، كما يجب الضغط على المجتمع الدولي للتدخل بشكل فعال لضمان احترام حقوق الأسرى الفلسطينيين وحمايتهم. |