وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جائزة الشارقة في المالية العامة: أهدافها وقِيمها، وتجربة فلسطين بالفوز بالمركز الأول

نشر بتاريخ: 28/01/2025 ( آخر تحديث: 28/01/2025 الساعة: 12:47 )
جائزة الشارقة في المالية العامة: أهدافها وقِيمها، وتجربة فلسطين بالفوز بالمركز الأول

حاصل على المركز الأول في جائزة الشارقة في المالية العامة/ مُدير المشتريات العربي المُتميِّز – الدورة الثانية.

تُعدُّ جائزة الشارقة في الماليةِ العامةِ والتي تأسَّست بالتعاونِ مع المُنظَّمةِ العَربيَّةِ للتنميةِ الإداريَّةِ عام 2016 واحدة من أبرزِ الجوائز في العالمِ العَربي التي تُركِّز على تعزيزِ الابتكارِ والشَّفافيَّة في إدارة المال العام والاستغلال الأمثل للمَوارد الماليّة الحُكوميَّة، وتشجيعِ الباحثين في الوطن العربي على التطويرِ المُستدام بغرضِ الوُصولِ إلى تطبيقِ أفضل المُمارسات الماليّة. فالجائزةُ لا تقتصرُ فقط على تكريمِ الفائزين، بل تمتدُ أهدافها لتشمل التَّحفيز على تقديمِ حُلولٍ ماليَّةٍ مُبتَكَرَةٍ ومُستدامةٍ تتلاءم مع التَّحدِّيات الاقتصاديّة المُعاصِرة.

في هذا المَقال سأستعرض أهم أهداف الجائزة، وقِيَمها، وما تمنحه للفائزين، وسأتحدّث عن تجربتي الشَّخصيّة في الفوزِ بالمركزِ الأوّل في هذه الجائزة.

تتمثّل أهداف الجائزة الرئيسة في:

تشجيع الاستغلال الأمثل للمَوارد المالية باستخدامِ أفضل الأنظمة الماليّة والإداريّة والمُوازنات الحُكوميّة لتحقيقِ التَّنمية المُستَدامَة.

تحقيق مبادئ الشفافيّة والمُساءلة والحَوكَمة في كافة الأجهزة الحُكوميّة، وفاعليتها في استخدام الاعتمادات المُخَصَّصة لها، وتحقيق أفضل مَردودٍ وعائدٍ اجتماعِيٍّ، وثَقافيٍّ.

استنهاض الجهود للخروج بحلولٍ مُبتكرةٍ وإبداعيَّةٍ لتطويرِ آلياتِ عملِ الجهات الحُكوميَّة بشأن الماليّة العامة.

إبرازُ وتقديرُ جُهود المؤسَّسات الماليّة العربيّة المُتميِّزة، وتكريمُ الأفراد المُتميِّزين في مجال إدارة المال العام والحفاظ عليه.

تعزيزُ وتَمكينُ الجهات الحُكوميّة من التنفيذِ الفَعّالِ لوَظائفِ الإدارةِ الماليّة والمُحاسبيّة.

مُواكبةُ أفضل المُمارسات العالميّة في إجازةِ الماليّة الحُكوميّة والمُوازنة العامة والشَّفافيّة، والمُساءلة، والرَّقابة الماليّة.

تعميقُ تطبيقِ مَفهومِ مُوازنات الأداء باختلافِ أنواعها بشأن الماليّة العامة.

توفيرُ مُؤشِّراتٍ على درجةٍ عاليةٍ من الشُّموليّة والدِّقة، وذلك لدعمِ صانعي السِّياسات، ومُتَّخِذي القَرارات، وواضعي الخطط الاستراتيجيّة في الماليّة العامة.

تتمثَّل قِيم الجائزة في:

التميّز.

الشَّفافيّة.

التَّعلّم والتحسين المُستمر.

الابتكارُ والإبداع.

العَدلُ والإنصاف.

ما تمنحه الجائزة للفائزين؟

الفوزُ بجائزة الشّارقة في المالية العامة لا يُمثّل مُجرّد تكريم على جُهدٍ أو فِكرة، بل هو أيضاً فُرصةٌ عظيمةٌ للمُشاركةِ في رَسمِ مَعالم المُستقبل المالي. ما يمنحه الفوز بهذه الجائزة يُمكن تلخيصه في جوانب عدة:

الاعترافُ المِهني والمِصداقيّة: الجائزةُ تمنحُ الفائزين اعترافاً على أعلى مُستوى مِن قِبل المؤسّسات الماليّة والأكاديميّة في المنطقة، هذا الاعتراف لا يُعزِّز فقط مِن سُمعةِ الفائز، بل يفتح أمامه أبواباً للتَّعاونِ المُستقبَلي مع مُؤسَّساتٍ مَرموقةٍ في مجالِ الإدارةِ الماليّة.

تعزيزُ شبكة العلاقات: تفتحُ الجائزةُ للفائزين آفاق التَّعاون في المشروعات المُستقبليّة، وتُسهم في تَوسيعِ شبكة علاقاتهم المِهنيَّة.

تمنحُ الجائزةُ الفائزين دفعةً قويةً للقيامِ بمشروعات مُستقبليّة في مجال الماليّة العامة.

تمنحُ الجائزة الفرصةَ للفائزين لتعيينهم كسفراء للجائزةِ لتعزيزِ الوَعي بالجائزةِ، وتوسيع نِطاق تأثيرها في المُجتمع الأكاديمي والمِهني، وزيادة قاعدة المُشارِكين.

تجربتي في الفَوزِ بالمَركزِ الأول في جائزةِ الشَّارِقة:

لا شَكَّ أنَّ الفوزَ بجائزةِ الشّارقة في الماليّة العامة كان حَدثاً فارِقاً في مَسيرتي المِهنيّة، عندما قَرَّرت التَّرشّح لجائزةِ الشّارقة في الماليّة العامة، وكنت أعرفُ أنَّ الطريقَ لن تكون سهلة، ولكنْ في الوقتِ نفسه كان لَديَّ إيمانٌ قويٌ بالمُنافسةِ على الجائزةِ وتحقيقِ الفَوز.

بدأتُ بالإعدادِ للمُشاركة من خلال زيارة موقع الجائزة الإلكتروني (https://spfa.ae) وقراءة دليل الجائزة والذي يُعتبر مَرجعاً للمُشاركين في الجائزة، وتلا ذلك تجهيز كافة المُعَزِّزات المَطلوبة لتحقيقِ 13 مِعياراً ترتكزُ على ثلاثةِ مَحاور رئيسة هي: مِحوَرُ إدارة الأداء والنُّمو، ومِحورُ تحقيقِ الإنجازات المُتفَرِّدَة، ومِحورُ التَّطوير والبحث، وُصولاً إلى تجهيزِ الطَّلب بِصورته النَّهائيّة.

عندما تلقَّيت خبرَ فوزي بالمركز الأول، كان شُعوري ممزوجاً بالفَخرِ والمَسؤوليّة، الفخرُ بتحقيقِ هذا الإنجاز الكبير، والمسؤولية بأنَّني أصبحت جُزءاً من مجموعةٍ مِن المُبدعين الذين يعملون من أجلِ تحسين إدارة المال العام، إذ لم أتوقع أنْ يصلَ مِلفّي إلى هذا المُستوى مِن التَّمَيُّزِ. كان الفوزُ بمَثابةِ تتويجٍ للجُهودِ التي بَذَلتُها خلال الفترة السابقة، ولم يكنْ الفوزُ مُجرَّد تقديرٍ شَخصِي، بل كان بدايةً لمَرحلةٍ جديدةٍ مَليئةٍ بالفُرصِ التي ستُمَكِّنني مِن توسيعِ نطاقِ أَفكاري ومَشاريعي المُستَقبَليَّة، حيث تمَّ تكريم الفائزين مِن قِبل وَليِّ عَهدِ إمارة الشّارِقة سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي في حفلٍ مُميَّزٍ في قَصر الثَّقافة بالإمارة.

بالنسبةِ لي، كان الفوزُ في هذه الجائزة بِداية لمَرحَلةٍ جَديدةٍ مِن التَّحدِّيات والفُرص، إنَّه ليس مُجَرَّد تتويج للجهودِ التي بَذَلتُها، بل هو دعوة لي ولغيري مِن المُبدعين للإسهامِ في تحسينِ الواقعِ المالي العام، وتحقيقِ التَّنمية المُستَدامة التي تُلبي احتياجات الشّعوب في المنطقة.

نصائح للمُشتركين الجُدد:
أود أنْ أُقدّم بعض النصائح لكلِّ المُشاركين الجُدد في هذه الدورة مِن الجائزة:
أولاً: ضرورة قراءة دليل الجائزة، حيثُ يُسهم الدَّليلُ في معرفةِ كافة المُتطلَّبات الخاصة بالجائزةِ واختيار الفِئة المُطابِقَة للمُسمّى الوَظيفي أو الفئة المَطلوبة.

ثانياً: ضرورةُ تجهيز كافة المُعزِّزات المَطلوبَة بأسرعِ وقتٍ، وتعبئة الحُقول المَطلوبَة أوّل بأوّل.

ثالثاً: عدم الاستعجال في رفعِ الطَّلبِ حال جُهوزيَّته، وأخذ الوقت في المُراجَعةِ لإجراءِ أيِّ تَعديلٍ أو إضافة، حيثُ إنَّ المَجالَ مَفتوحٌ في الدَّورةِ الجديدة.

رابعاً: عدم إهمال أيِّ مُعزِّزٍ مُتاحٍ يرفعُ من قيمةِ طلبك، حيث يصلُ الاهتمام بصُورِ مُشاركاتك في الفَعاليّات.
وأخيراً: التَّحَلّي بالصَّبرِ والمُثابرة، وأنَّ النجاحَ هو ثمرةُ العمل المُستمر والالتزام بالجودة، فالمُنافسة قد تكون شديدة، ولكنَّ الاستعدادَ والتَّفاني سيقودانك إلى الفوزِ إن شاء الله.

الدور كسفير للجائزة:

كسفيرٍ لجائزةِ الشَّارقة في الماليّة العامة، يَترَكَّزُ دَوري في تعزيزِ الوَعي بالجائزةِ، وتوسيعِ نطاق المُشاركين على المُستويين الأكاديمي والمِهني، وتحفيزهم على المُشاركة، كما أعملُ على زيارةِ كافةِ المُؤسّسات الحُكوميّة والأهليّة للمُساهمةِ في تسليطِ الضَّوءِ على أهدافها وأهمية المُشاركة فيها، وتمثيل الوطن، وذلك من خلالِ شَرح معايير الجائزة وطُرق التَّقديم، وتقديم الدَّعم والإرشاد للمُرَشَّحين حول كيفية تجهيزِ مُعَزِّزاتهم لتحقيقِ التَّميز في تقديمِ الطَّلب.

ختاماً، إنَّ الفوزَ بجائزة الشارقة في المالية العامة هو إنجاز يُمكن أنْ يكون نقطة تَحوّل في مَسيرةِ أيِّ مُحترف في هذا المجال، إنها ليست مُجرَّد جائزة تمنحك اعترافاً بمَجهودك، بل هي أيضاً فُرصة لتحقيقِ تأثيرٍ مَلموسٍ في تحسينِ الإدارةِ في مَجالك المالي.

وإن كنت تسعى لتحقيق أهدافك في أيٍّ من مجالات المالية العامة، تَذكّر أنَّ النجاح ليس مُجرّد لَحظة، بل هو نتيجة عمل مُستمر ومُثابرة.

أدعو جميع الزملاء العاملين في كافة حقول المالية العامة للمُشاركةِ في هذه الجائزة المُميَّزة، وخوضِ هذه التجربة لتقديمِ أفضل ما لديكم فأنتم أهل للتَّميُّزِ والعَطاء، وأنْ تكونوا على استعدادٍ لتحدّي أنفسكم لتحقيقِ المزيدِ مِن الإنجازات، حيث إنَّ مجال المُشاركة مفتوحٌ من خلال زيارة موقع الجائزة والتَّعرُّف على كافةِ فئات الجائزة الفرديَّة والمؤسَّسيّة.