|
سياسات الرئيس ترامب وخنق امريكا اللاتينية
نشر بتاريخ: 28/01/2025 ( آخر تحديث: 28/01/2025 الساعة: 21:08 )
الكاتب: راسم بشارات خفت حدة التوترات ما بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الكولمبي غوستافو فرانسيسكو بيترو بعد تصريحات من الرئيسين استخدمت فيها لغة التهديد المباشر وغير المباشر، وذلك على خلفية ترحيل كولومبيين من الولايات المتحدة على متن طائرات عسكرية أمريكية رفضت السلطات الكولمبية عبور تلك الطائرات الاجواء الكولمبية، لكنها وافقت على ارسال طائرات مدنية، من ضمنها الطائرة الرئاسية، لاعادة المرحلين الكولومبيين على متنها حفاظا على كرامتهم الانسانية. وكان الرئيس ترامب قد صرح في وقت سابق ان ادارته أوضحت لكل دولة أنها ستستعيد مواطنيها الذين أتوا بطريقة غير شرعية للولايات المتحدة، وسوف يفعلون ذلك بسرعة، وإذا لم يفعلوا ذلك، فسوف يدفعون ثمنًا اقتصاديًا باهظًا للغاية، ونتيجة لرفض كولومبيا السماح بهبوط طائرات المرحلين اعلن الرئيس ترامب عن عقوبات اقتصادية ضد كولومبيا تمثلت بفرض رسوم على الواردات الكولومبية بنسبة ٢٥٪ واحتمال رفعها إلى ٥٠٪، اضافة إلى فرض حظر دخول المسؤولين الكولومبيين إلى الولايات المتحدة. الرئيس الكولومبي بيترو تعامل بالمثل وقرر فرض ضرائب على الواردات الأمريكية بنسبة ٥٠٪ وقام بتخفيضها الى ٢٥٪، وهاجم ترامب واصفا اياه بالعنصري والمتغطرس، وابدى استعداده للموت في سبيل مبادئه غير مبالي ان انقلب عليه الرئيس ترامب كما فعل اسلافه مع الرئيس التشيلي سلفادور الليندي. يشار إلى أن الرئيس سلفادور الليندي كان اول يساري في امريكا اللاتينية يصل إلى الحكم بالانتخاب، حيث فاز في انتخابات تشيلي عام ١٩٧٠ وقتل اثر انقلاب عسكري نفذه الجنرال غوستافو بينوشيه بدعم من وكالة المخابرات الأمريكية السي آي ايه عام ١٩٧٣. في اعتقادي ان جزء من خطة الرئيس ترامب التي رفعها في حملته الانتخابية "اجعل امريكا عظيمة مرة اخرى" تستهدف امريكا اللاتينية التي كانت لأكثر من قرنين تعتبرها الولايات المتحدة حديقتها الخلفية، وبموجبها ستعمل ادارة ترامب على محاربة الأنظمة الاشتراكية واليسارية في القارة، وفي مقدمتها البرازيل والمكسيك وكولومبيا وفنزويلا، لكن لن يمارس الرئيس ترامب الدور الدموي الذي استخدمته الولايات المتحدة في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي ابان دعم الأنظمة الدكتاتورية العسكرية في امريكا اللاتينية، ولكن هذه المرة لن تكون باستخدام القوة العسكرية وانما باستخدام الاقتصاد ودعم المعارضة والقوى اليمينية في الدول التي تحكمها الاحزاب الاشتراكية. سياسات الهجرة الأمريكية وترحيل المهاجرين غير الشرعيين سيخلق أزمات اقتصادية للدول التي سيتم ترحيل رعاياها اليها تزداد فيها الأوضاع الاقتصادية سوءا، والدولة التي ترفض استقبال رعاياها ستواجه بعقوبات اقتصادية، ويبدو أن كولومبيا قد نجت من أزمة اقتصادية كبرى في اللحظة الأخيرة لكن هذا الحادث يعكس التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي ستواجهها الدول الأخرى في أميركا اللاتينية في مواجهة سياسات الرئيس ترامب، خاصة مع تشديد سياسات الهجرة الأميركية، إضافة إلى ادعاء ترامب ان البرازيل ومجموعة دول تتمنى الضرر للولايات المتحدة مهددا بفرض رسوم جمركية على المنتجات البرازيلية. السؤال هل لقرارات الرئيس ترامب تجاه كولومبيا لها علاقة بمواقف الرئيس الكولومبي تجاه القضية الفلسطينية وقطع علاقات بلادة بدولة إسرائيل احتجاجا على حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة!!. |