نشر بتاريخ: 29/01/2025 ( آخر تحديث: 29/01/2025 الساعة: 14:31 )
من يعرف محمد الطوس يعرف تمامًا حجم التضحيات العظيمة التي قدمها دفاعًا عن شعبه وقضيته ، حيث دفع من عمره وحريته مدة أربعين عاماً قضاها في سجون الاحتلال لذلك ما قاله وماصرح به فور الإفراج عنه انه يفضل البقاء في السجن على أن يتم إطلاق سراحه بعد حجم التضحيات البشرية التي قدمها شعبنا في العدوان الأخير، ولو خير ان يبقى داخل السجون ويسلم شعبنا لبقي في السجن .
هذا هو العطاء وهذه هي التضحية التي يقدمها هذا المناضل العنيد الذي أمضى كل شبابه داخل باستيلات الاحتلال الصهيوني ذاق فيها كل صنوف العذاب والتنكيل من قبل إدارات السجون التي تعاقبت وتغيرت وبقي محمد الطوس كما هو جبل ثابت صامد رغم تغير معالمه وملامحه، إلا ان المبادئ التي تربى عليها وربى عليها أجيال تعاقبت عليه داخل السجون المعتقدات بقيت ثابتة وبقي يحمل الفكر الفتحاوي التحرري والذي يعمل وفق ما تقتضيه المصلحه الوطنية ومصلحة ابناء شعبه
هوجم من قبل المارقين على العمل الوطني والنضالي لأنه لا يقبل أن يبعد شعبه مقابل حريته.
نعم صمد شعبنا ودفع الغالي والنفيس مقابل تمسكه بحقه وهويته ووجوده على أرضه ، ونعم قد نختلف مع من كان قد خاض هذه المعركة على الأسلوب لكننا دائماً ما نحمل الاحتلال سبب مصائبنا ولا يمكن أن يتم وضع أي مكون من مكونات الخارطة السياسية الفلسطينية في خانة واحده مع الاحتلال السبب الرئيس في كل ما حصل ويحصل مع الشعب الفلسطيني منذ اليوم الاول من عمر هذا الاحتلال الزائل يوماً ما
لكن في نفس الوقت من المعيب على من ولد بعد عقود من دخول المناضل محمد الطوس للسجون الصهيونبة أن يخرج علينا بتصريحات تهاجم هذا الصادق الأمين على مصالح شعبه لا تليق بحجم تضحياته التي قدمها سواء في ميدان المعركة في خارج السجون او المعارك المستمره التي كان يقودها مع ادارة السجون من اجل الحفاظ على كرامة وعنفوان الأسرى الفلسطينيين داخل هذه المقابر التي أسسها الاحتلال ليقبر بها أبطال هذا الشعب احياءً فحولها الطوس ورفاق دربه من قيادات الحركة الأسيرة إلى معاهد وطنية خرجت الاف القادة والذين قادوا النضال الفلسطيني المستمر في مواجهة الاحتلال وقادوا مؤسسات دولة فلسطين بكل اقتدار .
سيبقى هذا الأسير البطل ايقونة في النضال بصبره وبثباته وبعظمة تضحياته وسيبقى المدرسة الوطنية التي خرجت وما زالت تخرج الأجيال التي تحمل الفكر الوطني والنضالي في مواجهة الاحتلال،
أما من يحاول المساس به وبتضحياته لن يتمكن منه لأن الشعب الفلسطيني واع ولا تنطلي عليه " الخزعبلات " التي يطلقها البعض لحرف الأنظار ولكسب شهرة مزيفة من هنا او هناك.