|
عودة الرئيس ترمب : اصلاح ام كارثة
نشر بتاريخ: 29/01/2025 ( آخر تحديث: 29/01/2025 الساعة: 17:09 )
مايكل وولف كان اول كاتب ينصب كمين للرئيس ترمب ابان فترة ولايته الاولى بسبب انه الرئيس الاكثر اثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة كونه يحتل اهم موقع سياسي في العالم وهو تاجر عقار ولا يفقه شيء عن السياسة حتى ان نجاحه في تجارة العقار مشكوك في ان يكون هو السبب فيها كونه ورثها عن والده حتى ان عشقه للنساء وهو الشيء الوحيد الذي يثير اهتمامه فهوايضا فشل فيه بدليل ما علق به من فضائح اخلاقية له نفسه ولعائلته وصلت للعقوبات المالية وبواسطة المحاكم وهو ما يضعه بمستوى رجل مواخير ومع ذلك اصبح رئيس لاقوى دولة في العالم وبطريقة ديمقراطية وهو الامر الذي يعكس نفسه سلبا على اكثر من سبعين مليون ناخب امريكي اوصلوه للمرة الثانية الى قمة الهرم السياسي مع انه اثبت انه غير صالح لهذه المهمة في فترة حكمه الاولى كونه يعاني من افلاس مدقع في السياسة وهذا ما حذرتهم منه والدته. مايكل وولف تمكن من اقناع ترمب للعيش قريبا منه في البيت الابيض ليتعرف عليه ويكتب عنه لشعبه وللعالم بصفته الرئيس وليس فقط البليونير الذي جمع ثروته من تجارة العقار وفعلا تمكن وولف من العيش معه لمدة مائة يوم في البيت الابيض تعرف فيها على تفاصيل التفاصيل في حياة الرئيس ترمب حتى انه كان يستمع لما يقوله الخدم وفي النهاية خرج وولف بثروة معلوماتية عن شخص الرئيس نشرها في كتابه "النار والغضب" وملخص الكتاب ان ترمب لديه مشاكل واختلال عقلي وليس بامكانه رئاسة البيت الابيض واضاف بان ترمب عبارة عن طفل شرير. في اعتقادي ان وولف بكمينه اراد ان يتاكد من صحة ما قالته والدة ترمب قبل وفاتها سنة 2000 عن ابنها وتم نشره على وسائل التواصل "نعم انه غبي وصفر في الاحساس السليم وليس لديه مهارات اجتماعية ولكنه ابني واتمنى ان لا يدخل ابدا في السياسة لانه لو فعل سيكون كارثة". ميري ترمب ابنة شقيق الرئيس ترمب طبيبة نفسية وكاتبة، نشرت كتابها سنة 2020 عن ترمب والعائلة وقد بيع منه مليون نسخة في اليوم الاول وخلاصته ان عائلتها خلقت الرجل الاكثر خطرا في العالم وتعني بذلك عمها ترمب. هذه المقدمة ليست سرا ولكنها ضرورة للتذكير بهذا الرئيس الذي عاد الى البيت الابيض في العشرين من هذا الشهر يناير بعد غياب اربع سنوات قضاها متنقلا بين المحاكم وكانه مجرم فار من العدالة الا انه وعلى الرغم من ذلك عاد منتخبا ليكون الرئيس السابع والاربعين للولايات المتحدة . ما سبق يؤسس لكيفية التعامل الفلسطيني مع هذا الرئيس الجدلي ما بين النرجسية القيادية كونه يرى انه مركز الكون وبين جهله في كل ما يتعلق بالرواية الصحيحة وهي الفلسطينية كاساس لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولا اقول قصور ترمب الذهني احتراما لاكثر من سبعين مليون ناخب امريكي اعادوه الى البيت الابيض. ترمب مهد لعودته هذه المرة برائحة عطرة ولكنها سرعان ما تبخرت لتحل مكانها نتانة صهيونية من غير الممكن ان تكون رائحة انسان طبيعي وذلك لانه كان صاحب الفضل في وقف حرب ابادة صهيونية ضد الشعب الفلسطيني استمرت لمدة 471 يوم وذلك من خلال تهديد صريح ومسموع من قبله لكل الاطراف ومع ان العقلانية تفترض ان يتبع نجاحه بوقف هذه الابادة بالتلويح بفرض عقوبات على مرتكبها خصوصا وانها تفوقت ببشاعتها على المحرقة النازية الا انه و بدلا من ذلك قام بمعاقبة الضحية ومكافئة المجرم بوقف الحظر عن تصدير اسلحة الابادة لهذا المجرم وباصدار قرار برفع العقوبات عن الكلاب المسعورة التي يطلق عليهم مستوطنون وما لبث بعد ذلك بان القى بصخرة في مياه الصراع التي اعتقدنا انها ركدت وهي اقتراحه بتهجير الفلسطينيين من ديارهم ومن وطنهم بعد ان دفعوا ثمن تمسكهم بهذا الوطن قرابة الربع مليون ما بين شهيد وجريح اضافة الى مساواة 80% من البنيان في غزة بالارض بعد ان تم قصفها من قبل اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال باكثر من ثمانين الف طن من المتفجرات الذكية والغبية امريكية الصنع. الى كل ما سبق بخصوص حالة ترمب العقلية والاجتماعية الا انه وعلى يبدو واضحا ايضا انه يعاني من جهل كبير في التاريخ كما في السياسة علما بانه قد افصح مرة في ولايته الاولى انه استمع لدرس في التاريخ و لمدة خمس دقائق فقط ليتضح بعد ذلك انه استمع لتاريخ مزور بدليل انه ونتيجة لذلك فقد منح القدس عاصمة لاسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وكذلك فعل مع الجولان السوري وكانها اجزاء من املاكه ورثها عن والده كما عقاراته . تهجير الفلسطينيين كقرار او رغبة من قبل ترمب او غيره ينم فعلا عن جهل مدقع في التاريخ فهو لا يعرف بان من يريد تهجيرهم هم اصلا مهجرين ولكن من ديارهم التي عاشوا فيها وعلى ارض اجدادهم التي امتلكوها ومنذ ما قبل التوراة وهذه الارض لا تبعد سوى امتار عن غزة وهي كل الاراضي الفلسطينية المحاذية لغزة والتي احتلتها اسرائيل وطردتهم عنوة منها في حرب النكبة الاولى ليحل مكانهم يهود خزريين مستوطنون جاءوا من كل بقاع الارض ولا علاقة لهم لا بفلسطين ولا بالسامية وهو ما يجب ان يتعلمه ترمب على الاقل قبل ان يستغل موقعه كرئيس لاقوى دولى في العالم ويفرض قراراته ويبتز ويهدد بشتى الوسائل زعماء دول اخرى وتحديدا مصر والاردن من اجل استقبال من يريد ان يهجرهم وايضا وقبل ان يستقبل نتنياهو في الاسبوع القادم. ترحيل الفلسطينيين يعتبر واجب دولي واخلاقي وانساني وسياسي فقط عندما يكون الى ديارهم التي تم تهجيرهم منها وذلك استجابة لقرار دولي ما زال ساري المفعول وهو قرار العودة ويحمل رقم 194 الصادر عن منظمة الامم المتحدة سنة 1949 اضافة الى ان تطبيقه من قبل اسرائيل كان احد شرطي قبولها عضو في الامم المتحدة بمعنى ان تطبيقه استحقاق دولي اخلاقي وسياسي ويحل مشكلة الغزيين اضافة الى انه يشرعن عضوية الكيان الصهيوني ليتحول من كيان مارق الى كيان عضو في منظمة اللامم المتحدة. ترمب وعلى الرغم من كل ما قيل ويقال عنه وعلى الرغم من كل ما جلبه لنفسه ولعائلته من سمعة سيئة الا انه ما زال امامه فرصة لاصلاح ما افسده في ولايته الاولى بحق الفلسطينيين وايضا اصلاح ما تسبب به سلفه بايدن ووزير خارجيته بلينكن من جرائم بشراكتهم في تدميرغزة واهلها وفي تحد صارخ للقوانين الدولية والدستور الامريكي، الاصلاح الممكن والصحيح بالنسبة للرئيس ترمب ان هو فعلا اراد ذلك يكمن في اتخاذه قرار باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وبحسب قرارات الشرعية الدولية وما يشجعني على قول ذلك هو اني على دراية بان هناك جانب انساني قوي في شخصية ترمب كونه اكثر رؤساء امريكا كرها للحروب واكثرهم قدرة على فرض السلام. ترمب يعلم بان الحركة الصهيونية هي حركة عنصرية كارهة لكل من هو غير يهودي بمن فيهم ترمب نفسه حيث انقلبوا عليه بعد انتهاء فترة ولايته الاولى كما وان طبيعة هذه الحركة وكذب روايتها بدأت تتكشف للمجتمع الامريكي وخصوصا الشباب الامريكي الذي شاهد بالصوت والصورة كيف ان اولاد واحفاد الناجين من المحرقة النازية ارتكبوا ما هو ابشع منها بحق الفلسطينيين . |