|
متى يتوقف هذا العبث؟
نشر بتاريخ: 31/01/2025 ( آخر تحديث: 31/01/2025 الساعة: 09:51 )
ما نعنيه ليس ما تفعل إسرائيل بنا، فهي الخصم واحتلالها هو التحدي، والصراع معه هو الحتمية التي لا يمكن التخلي عنها.
العبث الذي نعنيه هو الانقسام على كل شيء، حتى على البديهيات والانفعالات.
لعله مفهومٌ بل وشرعي اختلاف الرؤى والبرامج السياسية، واختلاف الوسائل في العمل الوطني، بين من يدعو إلى مقاومة مسلحة ومن يدعو إلى مقاومة سلمية، بين من ذهب إلى طريق التفاوض والعمل السياسي، ومن يعارض هذا الطريق، ويعتبره تفريطاً وابتعاداً عن النضال الوطني.
يتحول الاختلاف إلى عبث، حين لا يوجد الإطار الذي يحتويه، وحين لا يتوصل المختلفون إلى برنامج حدٍ أدنى يُتفق فيه على الأهداف، ذلك مع قواعد لتنظيم اختلاف الوسائل، على نحو يوفر أماناً من الاقتتال حتى لو كان بلا سلاح.
نحن الآن في موسم حصادٍ يختلط فيه الحلو بالمر، والألم بالأمل.
أبناءٌ وآباءٌ وأحفادٌ وأجداد، خرجوا من السجون بعد أن يأسوا من معانقة الحرية بفعل مئات السنين التي حكموا بها.
ومواطنون يفتشون عن أوراقهم الثبوتية تحت أنقاض بيوتهم التي بنوها بشقى عمرهم، ويفتشون عن جدار بقي صامداً ليلوذوا به، بدل الهجرة والضياع في أي مكان خارج الديار.
وزغاريد تنطلق من أفواه الفرحين بعودة الخارجين من المؤبدات، ودموع فرحٍ ودموع بكاء تنهمر من المآقي مع استقبال كل مولود ووداع كل راحل.
العبث المحزن والقاتل أننا نختلف حتى في هذا، فمن يفرح مدان ومن يحزن مدان، وهذا هو العبث الذي يهيمن على حياتنا، وحتى الآن ورغم هذه الحالة التراجيدية المفجعة، ما زال الانقسام في كل شيء وعلى كل شيء هو العبث المستمر في حياتنا فمتى يتوقف إذاً؟؟؟ |