وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لو صمد وقف اطلاق النار في غزة تهدأ الضفة واذا عاد القتال تشتعل وتطيح بكل شيء

نشر بتاريخ: 02/02/2025 ( آخر تحديث: 02/02/2025 الساعة: 11:35 )
لو صمد وقف اطلاق النار في غزة تهدأ الضفة واذا عاد القتال تشتعل وتطيح بكل شيء

لا يوجد اية أسباب عسكرية او أمنية تستدعي هذه الحرب التي تشن على الضفة التي احتلتها إسرائيل من الأردن عام 1967 ، وانما لأسباب سياسية وإعلامية صرفة تتعلق بتكوين حكومة نتانياهو ومحاولة استرضاء سموتريتش لإبقائه في الحكومة قام وزير الجيش إسرائيل كاتس بهذه الحرب ودفع بكتائب واولوية عسكرية لشن غارات الطيران على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ، وإعطاء مهمة جديدة ( لأقوى جيش في الشرق الأوسط ) تتمثل في ملاحقة الافراح والاغاني والدي جي وضحكات أمهات الاسرى الذين اطلقت سراحهم إسرائيل !!
إسرائيل المؤسسات تنجرّ مذعنة الى حرب على الضفة الغربية بدأها المستوطنون الذين يعلّقون يافطات على بوابات المدن تدعو السكان للترانسفير لطردهم عن بيوتهم وعن أراضيهم . ونتانياهو الذي لا يملك اية خطة سياسية منذ 2008 وجد نفسه جنديا صاغرا في جيش بن غفير وينفذ ما يطلب منه دون تردد ودون وعي ، فيما يبدو الجمهور الإسرائيلي في غيبوبة كاملة امام تطرف نماذج جاهلة من الاعلام والصحفيين الذين يقودون هذه الحرب دون وعي سياسي و دون كرامة للإنسانية .وحين أشاهد أو استمع الى كثير من المحللين الإسرائيليين على شاشات التلفزة استغرب كيف ان هؤلاء كانوا يعرفون الضفة الغربية بكل مدنها وكيف انهم يقومون بتضليل جمهورهم عمدا من خلال الحث على العقوبات الجماعية وهم يعرفون النتائج القادمة سلفا .

وفي موضوع الضفة الغربية هناك عوامل فرعية لا بد من الإشارة اليها على هامش الحملات العسكرية التي تشنها إسرائيل:
- تحاول إسرائيل استباق خروج مروان البرغوثي من السجن بتحطيم كل عوامل قيام السلطة وهيبة مؤسساتها المالية والإدارية والتنظيمية والسياسية ، وهي تفعل أكثر واكثر ليجد مروان البرغوثي امامه ضفة محترقة ومدمرة على طريقة غزة وشعب مكلوم ونازف .
-
- تبدو إسرائيل مقتنعة بالكامل ان خروج الاسرى من السجون سيوفر نموذجا قويا امام جيل فدائي جديد لا يعرف الخوف ولا يتردد في استلهام التجربة ، وقد اختلط الامر على الإسرائيليين بشكل كامل ، فمن جهة طالب جزء منهم ابعاد الاسرى الى الخارج وندموا ، وطالب الجزء الثاني اطلاق سراحهم الى الضفة الغربية وندموا . والحقيقة ان المشكلة ليست في الاسرى وانما في عدم وجود خطة سياسية عند الاحتلال . فالجنرال اسحق رابين اطلق سراح الاف من الاسرى وبينهم المؤبدات عند اتفاقه مع الزعيم ياسر عرفات وخرجوا والتحقوا في صفوف السلطة ولم تكن إسرائيل تخشى خروجهم مثل اليوم ، لان البرنامج السياسي كان حاضرا .
-
- ان الوصفة الأساسية للثورات والتي لم تتغير منذ مئات السنين رغم التطور التكنولوجي هي ذاتها التي تقول بان العقوبات الجماعية هي الوقود الذي يشعل الانتفاضات والثورات والتمرد والعصيان المدني . فحين تفقد الحكومات رشدها وتخاف تقوم بقمع الشعوب قمعا عنيفا وشديدا ، وفي كل مرة ترتكب نفس الخطأ الجسيم . وبدلا من اخافة الشعب تظهر أفواج
- من الناس تتحدى الحكومات حتى تسقطها . وهذا حدث في كومونة باريس وفي هدم سور برلين وفي مصر وسوريا وفي كل الأمم ولن تكون إسرائيل استثناء شاذا ، فكلما قمع الاحتلال الناس واوقع الأذى على الجمهور كلما صب الوقود على النار أكثر ، والعقوبات الجماعية واغلاق المدن ببوابات حديدية والتنكيل بالمسافرين وتفتيش هواتفهم وضرب العائلات في داخل منازلها لا يخدم الا الثورة ولا يشجّع الا على العنف المضاد .
- بالنسبة للرئيس ترامب فهو يطرح عناوين فاقعة تبدو مناسبة للجمهور الأمريكي ولعملاء البورصة في نيويورك ، ولكنها لا تعني شيئا مهما لسكان الشرق الأوسط بمن فيهم الجمهور الإسرائيلي . واذا أراد ان يفشل مرة أخرى مثل ولايته الأولى فانه سيعتمد على نفس الأفكار ونفس المستشارين الذين يتحدثون عن البزنس وديانة افراهام اليهودية الرأسمالية ، يتحدث عن ذلك امام جيش من الأطفال الايتام الذين فقدوا عائلاتهم ومنازلهم !!!
- - الضفة الغربية ليست مجرد ساحة او ساحة اسناد لحماس او للسلطة او لغيرها . الضفة الغربية معادلة كاملة تمثل في التداخل الجغرافي والديموغرافي العربي واليهودي ، وقد كتبت عنها من قبل انها " السهل الممتنع" ، كل طرف يعتقد انه امتلكها ووضعها في جيبه وفي الحقيقة انها في كل مرة تضع جميع الأطراف وجميع القوى في اصغر جيب لديها.