|
المفاوضات بدأت في واشنطن ..الطريق للمرحلة الثانية من اتفاق التهدئة يكون عبر "صفقة القرن" مع السعودية
نشر بتاريخ: 03/02/2025 ( آخر تحديث: 03/02/2025 الساعة: 13:28 )
بيت لحم معا- قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة التبادل في الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه لم ترسل إسرائيل وفداً إلى المحادثات في قطر .
ووصل اليوم السادس عشر من صفقة الأسرى، وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن مرحلتها الثانية اليوم الاثنين. ولكن نتنياهو موجود في واشنطن، وحتى الآن لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي رسمي بإرسال وفد إلى هذه المحادثات - وليس من الواضح من سيكون أعضاؤه أو من سيرأسه بعدما تقرر ادخال رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية بدلا من رئيس الموساد.
بالنسبة لنتنياهو، ستبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية اليوم باجتماعه في واشنطن مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، سيتحدث ويتكوف مع رئيس وزراء قطر وممثلين كبار من مصر، وبحسب صحيفة يديعوت احرنوت فقد تحدث نتنياهو مع رئيس الموساد برنيع ورئيس الشاباك بار حول نواياه بشأن التغييرات في فريق المفاوضات.
وتقول مصادر سياسية في تل ابيب إن هذا إضعاف متعمد للمستوى المهني في المفاوضات لصالح المستوى السياسي المقرب من نتنياهو (ديرمر). وقدروا أن ذلك يعود إلى سببين رئيسيين:
إمكانية ربط أي صفقة أخرى في قطاع غزة بالتسوية مع السعودية، ورغبة نتنياهو في تأجيل المرحلة الثانية من الصفقة.
وتقال هذه الأمور على وجه الخصوص عن رئيس جهاز الشاباك بار، واللواء نيتسان ألون، اللذين ينظر إليهما في أوساط نتنياهو على أنهما "غير مخلصين" لمصالح رئيس الوزراء.
ومن المتوقع أن تلبي إسرائيل ثلاثة مطالب للمرحلة الثانية: نفي قيادة حماس، ونزع السلاح من غزة، والإفراج عن جميع الاسرى الإسرائيليين. والتقدير هو أن فرص موافقة حماس على هذا الأمر ضئيلة، وبالتالي لا يوجد أي تفاؤل بشأن استمرار الاتفاق.
لكن هناك احتمال أن يوافق محمد السنوار على صفقة مؤقتة يتم بموجبها إطلاق سراح المزيد من الأسرى أحياء.
ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في الأول من مارس/آذار، وهو اليوم الثاني والأربعين من الاتفاق. بحسب بنود الاتفاق، من المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية اليوم على أبعد تقدير. وفي اليوم الخمسين للاتفاق، من المفترض أن تنسحب إسرائيل من محور فيلادلفيا، لكن لا يبدو أن هناك أي نية للقيام بذلك دون اتفاقات على استمرار الاتفاق.
وأقر رئيس الوزراء القطري آل ثاني أمس بأنه لا توجد حتى الآن "تفاصيل واضحة" حول متى وكيف ستبدأ المحادثات.
وأكد أنه يأمل في رؤية "بعض التحرك" في الأيام المقبلة. ولكن بالنسبة لنتنياهو فإن المفاوضات، كما ذكر، تبدأ في واشنطن، وليس في قطر، وهو يتوقع أن يناقش في لقاءاته مواقف إسرائيل بشأن استمرار تنفيذ الاتفاق.
واتهمت وسائل إعلام عربية إسرائيل بانتهاك شروط الاتفاق بعدم إرسال الوفد لعقد محادثات المرحلة الثانية في الدوحة اليوم. رغم أن مسؤولين مصريين قالوا لصحيفة الأخبار إن "التأخير ليوم أو يومين لا يتوقع أن يسبب خللاً كبيرا".
ولكن من الواضح للجميع أن المرحلة الثانية لا يمكن أن تنطلق من دون الاتفاق أيضاً على المرحلة الثالثة، التي هدفها تبادل الجثث بين الجانبين، وإنهاء الحرب نهائياً، وإعادة إعمار القطاع
ومن الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتحدث مع الرئيس الأميركي ليس فقط عن الاتفاق نفسه، بل أيضاً عن كل ما يحيط به ــ بما في ذلك التعامل مع التهديد الإيراني، وأيضاً الاتفاق مع المملكة العربية السعودية .
وتعلم الولايات المتحدة وإسرائيل أن السعوديين لن يأتوا إلى طاولة المفاوضات ما لم يكن هناك وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة و"أفق سياسي" للفلسطينيين، وهو ما لا يزال غير واضح بشأن ما سيطلبونه بالضبط من إسرائيل بشكل عام والسعودية بشكل خاص
ليس من المستبعد أن يحاول نتنياهو إقناع ترامب في لقائهما بالتطرق أولاً إلى كل ما يتعلق بالتهديد الإيراني، ومن ثم التوصل إلى اتفاق تاريخي في الشرق الأوسط.
في مثل هذه الحالة، وقد يزعم رئيس الوزراء أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تخدم مصالح السعوديين أيضاً وتمنحهم الوقت لاتخاذ القرارات بشأن قطاع غزة ـ دون جدول زمني ملزم وضيق.
وإذا فضّل ترامب البدء بالمملكة العربية السعودية، فقد يضع ذلك حكومة نتنياهو على المحك.
وفي مثل هذا السيناريو، قد يقول ترامب لرئيس الوزراء: قبل إيران، عليك أولا إنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن. إذا لم تفعل هذا فلن تحصل على أي شيء - لا السعودية ولا إيران.
ولذلك، إذا فشل نتنياهو في إقناع ترامب، وأصر الرئيس الأميركي على مواصلة الصفقة، فقد يحدد فعليا موعدا لإجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل.
|