|
تصريحات ترامب....نهج استعماري بواجهة اقتصادية
نشر بتاريخ: 05/02/2025 ( آخر تحديث: 05/02/2025 الساعة: 12:39 )
اسماعيل جمعه الريماوي بلا شك فان تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة تشكل تعبيرًا عن النهج الاستعماري الأمريكي الذي يتماهى مع السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. وبينما يحاول ترامب تصوير التهجير كحل "إنساني" لإنقاذ غزة، فإنه يعتبر استمراراً لمشاريع التطهير العرقي التي تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم. هذه الأفكار تعكس العقلية العنصرية ونهج العدواني، فمن جديد، يظهر ترامب بوجهه الأكثر تطرفًا، متجاوزًا كل الحدود السياسية والأخلاقية، معلنًا نيته تهجير سكان غزة والاستيلاء عليها ، هذه التصريحات ليست مجرد زلة لسان أو استعراض انتخابي، بل جزء من رؤية استعمارية تتماهى مع سياسات التطهير العرقي التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين. أن غزة التي صمدت أمام أعتى الآلات العسكرية لن تختفي بقرار من ترامب أو غيره، فان محاولات اقتلاع الشعوب من جذورها محكوم عليها بالفشل. أن هذه التصريحات ليس الا امتدادا لسياسة إسرائيلية أمريكية تستهدف إنهاء القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري وتصفية قضية اللاجئين، فتصرح ترامب يقصد تهجير الفلسطينيين من غزة للأبد ليست هلوسات عجوز خرف، بل هي سياسة ممنهجة لليمين الإسرائيلي والتي تترجم من خلال ترامب وإدارته ، وهي تشمل توطين اللاجئين وتدمير المخيمات وإنهاء الأونروا وتهجير الفلسطينيين. في ظل ان السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية، لا تملك الجرأة لمواجهة هذه المشاريع، بل قد تسهم في تنفيذها بطريقة غير مباشرة. هذه التصريحات ليست جديدة على الامريكيين أو الاسرائيليين ، لكنها تتطلب ردًا فلسطينيًا موحدًا وقويًا، فقد تحدث ترامب كثيرًا في ولايته الأولى عن صفقة القرن، وكان أكثر وقاحة من الآن، لكن تماسك الشعب الفلسطيني أفشل الصفقة ، نحن من نملك أن نقول نعم، ونحن من نملك أن نقول لا. المشكلة الآن تكمن في صناع القرار الذين عليهم أن يجدوا الطريق نحو الوحدة، والتي هي فقط السبيل الوحيد لإفشال هذه المخططات و تجاوز المصالح الحزبية في ظل هذه الظروف الصعبة لصالح المصلحة الوطنية الفلسطينية. تصريحات ترامب التي تتسم بالبجاحة والعنجهية الاستعمارية ، وقد يكون بعض الحكام ينصاعون له، لكن الشعوب العربية ستظل عصية على الكسر، يمكن لبعض الحكام أن ينصاعوا لترامب، وأن يسارعوا بتلبية طلب استدعائهم إلى واشنطن لتلقي التعليمات بقبول تهجير أهل غزة، لكن الشعوب لا يرهبها كلام وتهديدات ترامب ونتنياهو، وستظل عصية على الكسر. فأن قوة الشعوب قادرة على التصدي لمثل هذه المشاريع الاستعمارية، كما فعلت مع القوى العظمى في الماضي. مشروع استيطاني جديد بواجهة اقتصادية بلا شك أن ترامب يحاول تسويق مشروع تهجير الفلسطينيين عبر "واجهة اقتصادية"، يريد ترامب تحويل غزة إلى & 39; عبر مشروع عقاري ترفيهي بأبراج شاهقة على البحر، وتهجير أهلها إلى الدول المجاورة ، أو إلى أي اماكن أخرى .أن هذه التصريحات لم تُثر فقط غضب الفلسطينيين، بل حتى الأمريكيين الذين تساءلوا عن سبب اهتمام ترامب ببناء مشاريع في غزة بينما تواجه الولايات المتحدة نفسها أزمات اقتصادية خانقة. لكن هذه التصريحات التي تعكس تطابق السياسات الأمريكية والإسرائيلية، بكل صفاقة ووقاحة، حيث يعلن ترامب عن نية بلاده السيطرة على قطاع غزة ، هنا حيث تتلاشى الفروقات بين أمريكا والكيان الإسرائيلي، فبعد أن عجز الاحتلال عن إخضاع الفلسطينيين وإجبارهم على التخلي عن المقاومة، رأت واشنطن أن تتولى المهمة بنفسها. لكن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتنفيذ هذا المخطط ، فقد أثبت التاريخ فشل محاولات أمريكا للسيطرة على الشعوب، كما حدث في العراق وأفغانستان . ردود الفعل على التصريحات أثبتت أن محاولات ترامب لإعادة طرح مشروع التهجير قوبلت برفض واسع، سواء من الفلسطينيين أو من العرب وحتى بعض الأمريكيين. وبينما يحاول اليمين الإسرائيلي الترويج للفكرة على أنها "حل للأزمة"، فإن الفلسطينيين، بدعم من الشعوب العربية، يصرون على التصدي لها كما أفشلوا كل المشاريع السابقة. لكن الوقت الان هو وقت العمل لا فقط التعامل بردود الفعل أو التصريحات بل علينا أن نعي خطورة المرحلة وان نكون على مستوى المسؤولية التي تحتم علينا لزاما أن نكون موحدين فلسطينيا وعربيا في وجه ما يخطط لنا و للمنطقة بشكل عام لا أن ننتظر العالم ليقرر مصائرنا . أن غزة ليست مجرد بقعة جغرافية، بل عنوان لصمود الفلسطينيين في وجه كل محاولات الاقتلاع، وستبقى كذلك مهما تكرر خطاب التهجير. |