![]() |
عودة الفاشية ، بين الانتقام من أوروبا وإبادة فلسطين .
نشر بتاريخ: 05/02/2025 ( آخر تحديث: 05/02/2025 الساعة: 15:32 )
![]()
تشهد السياسة الدولية اليوم صعودا غير مسبوق للنزعات الفاشية والإمبريالية المتوحشة، حيث تتقاطع المصالح الاقتصادية مع الرؤى الأيديولوجية اليمينية المتطرفة في مشروع يعيد تشكيل النظام العالمي على أسس القوة المطلقة والإنكار الكامل لحقوق الشعوب وبالمقدمة منها شعبنا الفلسطيني ومحاولة احباط تعددية الاقطاب . خطاب دونالد ترامب في لقائه الأخير مع بنيامين نتنياهو أمس ، إلى جانب السياسات التي تنتهجها إدارته، تضعنا نحن الفلسطينين وتضع العالم أمام مشهد يذكرنا بالفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، حيث قاد الخطاب النازي العالم نحو الدمار والهاوية. --الانتقام من أوروبا ، روسيا في مرمى الفاشية الجديدة . إدارة ترامب ، ومن خلفها تيارات اليمين المتطرف في الغرب، تنظر إلى روسيا كعدو استراتيجي يجب تقليص نفوذه وإضعافه، ضمن رؤية أوسع تسعى إلى فرض هيمنة أمريكية لا تتقيد بأي من الأعراف الدولية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية. ولعل العقوبات الاقتصادية، الحرب بالوكالة في أوكرانيا، ومحاولات حصار موسكو ، تأتي في سياق هذه المواجهة طويلة الأمد، والتي تهدف في جوهرها إلى قلب موازين القوى العالمية ، خاصة مع كافة القرارات التي أعلنها ترامب تجاه دول العالم في اعلان حروبه الإقتصادية ضد الصين وكندا وامريكيا اللاتينية والجنوب العالمي الفقير . --إبادة فلسطين ، الخطاب الفاشي يعود من بوابة غزة . خطاب ترامب لا يخفي نواياه الاستعمارية التي يقف نتنياهو بكل قوة الى جانبها وكاداة لها ، بل يضعها بوضوح أمام العالم ، فغزة وفق وجهة نظره لن تكون فلسطينية ولن تكون هنالك دولة فلسطينية بعد كشف المستور ، بل ستصبح "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد التخلص من سكانها، وربما بنشر قوات أمريكية هناك لضمان تنفيذ هذه الرؤية بالقوة. هذه السياسة تتماهى مع العقلية الفاشية التي لا تعترف بحقوق الشعوب، بل ترى فيهم عوائق يجب إزالتها. -- الفاشية والرأسمالية ، الهروب إلى الحروب . في هذا السياق، تصبح الحروب الاستعمارية جزءا من الحلول التي تتبناها الأنظمة الرأسمالية المتأزمة، سواء عبر إشعال النزاعات كما في أوكرانيا، أو دعم الاحتلال والتوسع والضم كما في فلسطين . ترامب ونتنياهو، ومن خلفهما شبكات المصالح الكبرى، يدركون أن استمرار النظام الاقتصادي العالمي يتطلب صراعات دائمة تعيد توزيع الموارد وتقوي المجمع الصناعي العسكري . -- إلى أين يتجه العالم ؟ يبقى السؤال اليوم ماذا يتوجب علينا نحن الفلسطينين ان نعمل وهل نتعلم من دروس التاريخ ، وهل نستطيع نحن الفلسطينين ويستطيع العالم كبح هذه النزعة الفاشية الجديدة وحماية البقاء في وطننا والحقوق الوطنية ، أم أننا نتجه إلى صدام دولي لا مفر منه ، |