وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عودة غزة للشرعية الفلسطينية هو السبيل الوحيد لمواجهة جنون ترمب

نشر بتاريخ: 05/02/2025 ( آخر تحديث: 05/02/2025 الساعة: 15:33 )
عودة غزة للشرعية الفلسطينية هو السبيل الوحيد لمواجهة جنون ترمب

من المستحيل ان تمحى من ذاكرة البشربشاعة حرب الابادة الجماعية التي ارتكبها جيش نتنياهو الفاشي بحق الفلسطينيين المقيمين في غزة وعلى مدار 471 يوم لكونها غير انسانية ومن كونها ارتكبت بحق اصحاب الارض التي قامت عليها اسرائيل ليلجأوا الى غزة بعد ان تم اقتلاعهم من ارضهم ومن حيث ان معظم ضحاياها من الاطفال والنساء حتى الحوامل وبشكل متعمد من اجل وقف الانجاب هوما يجعلها ابادة جماعية مكتملة الاركان وبنية صهيونية غير قابلة للتشكيك كونها مصلحة صهيونية استراتيجية

ومع ذلك قام مشرعي هذه الابادة في الكنيسيت الصهيوني بتمرير قانون الحكم بالسجن لمدة خمس سنوات على من ينكر هجوم السابع من اكتوبر وذلك من اجل تهويل الحدث كمبرر لارتكاب هذه الابادة في محاولة استباقية لمحو الابادة من الذاكرة البشرية على الرغم من ان معظم قتلى ذلك اليوم كانت على ايدي جيش الفاشية الصهيونية وهوذات الاسلوب الذي تعودنا عليه من الحركة الصهيونية بتمرير قوانين للتغطية على جرائمها مثل قرار العداء للسامية والتنكر للمحرقة النازية مع ان ما فعله جيش نتنياهو الفاشي في غزة واهلها لا يقل بشاعة ان لم يكن اكثر بشاعة من نلك المحرقة خصوصا وان مرتكبيها هم احفاد واولاد الناجين من المحرقة النازية .

وخدمة لذات الهدف طلع علينا الرئيس الامريكي المنتخب بفكرة ترحيل سكان غزة الى مكان اكثر قابلية للحياة بعد ان اصبحت غزة لا تفي بهذا الغرض وزاد عليها مصطلح ريفيرا الشرق ولا ندري اذا كان يقصد بان هذه الريفيرا ستكون جزء من استثماراته الشخصية ام انها ستكون ملكية امريكية وبعد ان يستعيد اسثماراته وبارباح مضاعفة يمنحها بعد ذلك الى الكيان الصهيوني ومن اجل ذلك ايضا تبحث حكومة الاحتلال في هذه الايام موضوع الهجرة الطوعية للغزيين.

كل ما سبق يشير الى فقدان الضمير الانساني وانهيار النظام الاخلاقي لدى كل الدول التي تتوافق وتتفق مع هذه الترهات واصبح من المفروض اعلان كل من لديه حس انساني مقاطعة الادارتين الامريكية والصهيونية لان اقوالهما وافعالهما اتدميرية وتحت قيادة الرئيس ترمب لن تتوقف عند حدود غزة وفي نفس الوقت تعاقب الضحية وتكافيء المجرم وفي هذا السياق لا بد وان اعيد وسوف اكرر ما قالته ميري ترمب في كتابها بحق عمها ترمب وهو ان عائلتها انجبت الرجل الاكثر خطرا في العالم.

ازاء كل ما يجري ارى ان هناك واجب مقدس علينا كفلسطينيين لمقاومة هذا الخطر الداهم وهو وحدة القرار الفلسطيني الذي غاب او تم تغييبه عن المسرح السياسي الدولي و تسبب في طعن المشروع الوطني الفلسطيني وجمد مسيرته بعد حصول الشرعية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير على صفة دولة عضو مراقب في المنظمة الاممية.

تغييب وحدة القرار الفلسطيني كانت بسبب الانقسام الذي نتج عن انقلاب حركة حماس على الشرعية الفلسطينية في سنة 2007 ونمى وتطور الى ان اصبح شبه انفصال يؤسس صهيونيا لقيام دولة للفسطينيين في غزة وهي اقل من 2% من مساحة ارض فلسطين التاريخية.

وحدة القرار الفلسطيني واستقلاليته تكمن في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطينيي وهذا ليس بسبب ان فتح هي العمود الفقري للمنظمة فقط ولكن بسبب اعتراف كل دول العالم بمن في ذلك دولة الاحتلال بهذه الحقيقة.

حماس وبالاعتذار لكل الشهداء والاحياء الذين اوصلوها لسدة الحكم في سنة 2006 هي التي خرجت عن هذا الاجماع الفلسطيني والدولي والسبب وهذا لم يعد سرا هو ان حماس قامت سنة 1988 باتفاق ما بين رابين والمرحوم الشيخ احمد ياسين بهدف ان تصبح حماس بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية وذلك قبل التوقيع على اتفاق اوسلو ومع ان المنظمة اعلنت في نفس السنة المذكور عن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس ومع ذلك اصرت حماس على المضي في مخططها لتكون البديل لمنظمة التحرير لان مساحة فلسطين في ميثاق حماس الاخواني هو مسواك اسنان وذلك باعتراف احد قياداتها محمود الزهار.

ما سبق يعني ان حماس قامت خدمة لاهداف اخوانية وليس فلسطينية ومن اجل ذلك بدأت نشاطها في تسعينات القرن الماضي بعمليات انتحارية من اجل تفجير الاتفاق الاسرائيلي الفلسطيتي (اوسلو) وهذا ما كان يريده ايضا نتنياهو واعلن عن ضرورة تدميره في كتابه مكان حت الشمس الامر الذي خلق وحدة حال في الاهداف بين حماس ونتنياهو وهو ما ادى الى تحريض الشارع الاسرائيلي على الاتفاق وادى الى اغتيال رابين ومعه تم اغتيال السلام وتدمير كل بند لصالح فلسطين في الاتفاق ومن ثم سيطرة اليمين الصهيوني الذي مكن حماس من خطف غزة بعد انسحاب احادي الجانب من غزة سنة 2005 وهو ما ادى الى فصلها عن جسدها الفلسطيني تخقيقا لحلم ديمغرافي استراتيجي صهيوني باخراج ملايين الغزيين من التعداد السكاني على ارض فلسطين التاريخية حفاظا على اغلبية يهودية.

حماس خطفت غزة وهي محررة ومعمرة ومنذ ذلك الحين وحماس تفرض على الغزيين دون ارادتهم حربا بعد اخرى بمعدل حرب كل سنتين وهو ما ادى في النهاية الى استشهاد وجرح الالاف من الغزيين دون اي ثمن بينما حماس كانت وما زالت تختبيء تحت الارض الى ان تتوج كل ذلك بطوفان السابع من اكتوبر الذي حول غزة وبسبب سوء تقدير قيادة حماس الى منطقة منكوبة باعتراف خليل الحية احد قادتها اضافة الى ما اتضح بعد ذلك بان السابع من اكتوبر كان هدية سماء لنتنياهو انقذه من السجن كما وانقذ كيانه من الانهيار بسبب خروج مئات الالاف في كل اسبوع في مختلف المدن تطالب نتنياهو بالرحيل.

اخطاء وربما خطايا حماس على مدار 17 سنة من حكمها لغزة ان لها ان تتوقف وذلك بان تعتذر حماس للذين حملوها الامانة في سنة 2006 و فشلت في صيانتها وان تعلن امام العالم كله بأنها تنسحب من حكم غزة و تعيد غزة الى الشرعية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حتى و ان كانت غزة مدمرة فالمنظمة كفيلة من خلال مصداقيتها ومكانتها الدولية باعادة بناء غزة الى ريفيرا ولكن بحلة فلسطينية ولكن وهو الاهم آنيا هو سحب بساط التهجير من تحت اقدام ترمب ونتنياهو كما فعلت في صفقة القرن.

اصرار حماس على البقاء في حكم غزة واستعراضات نصرها الوهمي هو لصالح الفاشي نتنياهو تماما كما كان تدمير اتفاق اوسلو كما اسلفت ولكن هذه المرة من اجل استمرار حكم نتنياهو باعطاءه مبرر من اجل عودة حرب الابادة وذلك سرعان ما تنتهي مراحل صفقة تبادل الاسرى ولكنها ستكون مخنلفة هذه المرة لانها ستكون اكثر تدميرا وتطهيرا عرقيا لقطاع غزة بذريعة القضاء على حماس وهذا ربما سيكون وللاسف حافز لهجرة قسرية وطوعية لاهلنا في غزة بعد ان اتضح للجميع ان هدف حرب ابادة نتنياهو ليس حماس وانما اللاجئين الفلسطينيين من حملة المفاتيح بانتظار تطبيق قرار العودة وهو ما نراه يحصل في مخيمات الضفة وما نراه من فرض عقوبات اسرامريكية ضد الانروا بهدف حرق ملف اللاجئين الفلسطينيين .

ان تمسك الغزيين لغاية هذه اللحظة بغزتهم بعدم الرحيل حتى لو كان رحيلا الى الريفيرا الفرنسية لانها عزتهم ولكن الامر سيكون مختلف اذا كان بقائهم في غزة هو فقط من اجل حماية حماس وهي تحت الارض.