قراءة اولية في نتائج لقاء ترامب ونتنياهو
نشر بتاريخ: 05/02/2025 ( آخر تحديث: 05/02/2025 الساعة: 18:37 )
بقلم: امير محول
- سارع اقصى اليمين الاسرائيلي الى الترحيب بتصريحات ترامب واعتبر بن غفير ان ترامب يتبني موقفه فيما اعتبر اليمين بأن تصريحات ترامب هي بمنزلة وعد بلفور الثاني.
- بايع رؤساء المعارضة الاسرائيلية اللقاء واعتبره كل من غانتس ولبيد "جيدا لاسرائيل".
- بدورها اكدت المملكة العربية السعودية في بيان رسمي، رفضها تهجير سكان غزة ومشددة على موقفها الرافض للعلاقات مع اسرائيل من دون دولة فلسطينية، ومؤكدة ان موقفها لا يخضع للتفاوض. في المقابل تتواصل الاستعدادات للمؤتمر الدولي برئاسة السعودية وفرنسا لإقامة دولة فلسطين ولجدولة ذلك زمانيا.
- شددت كل من مصر والاردن على رفض اي تهجير من غزة معتبرين ذلك نقيضا للمشروع العربي والموقف من قضية فلسطين وللقانون الدولي. وقد أكد البلدان ان مقترح ترامب يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي والاقليمي الجماعي وحصريا للبلدين المذكورين.
- بدوره أكد الموقف الفلسطيني على المخاطر المحدقة بالشعب الفلسطيني والرفض القاطع لمشروع ترامب، كما يؤكد ان الشعب الفلسطيني يتمسك بوطنه وببقائه فيه وبإقامة دولته وبعودة لاجئيه ولا رضوخ لأية سطوة دولية.
- ان "المنطق" الذي اتى به ترامب والقائل بأن قطاع غزة هو منطقة دمار شامل ينبغي افراغها من كل سكانها بدوافع "انسانية" وتسوية كل ما فيها من بقايا عمران بالأرض وبنائها من جديد كمنطقة سياحة عالمية، سوف يترجمه اليمين الاسرائيلي الحاكم الى اعتباره مشروعا قابلا للتحقيق ايضا في الضفة الغربية. اي وفق معادلة، ان اسرائيل تقوم بالدمار الشامل والتطهير العرقي ثم تكسب المشروعية الامريكية بضرورة "الاخلاء السكاني بدوافع انسانية" للفلسطينيين. وما تقوم به دولة الاحتلال في مخيمات شمال الضفة وتصريح وزير الحرب كاتس بأن مصير مخيم جنين سيكون كما مصير مخيم جباليا في غزة انما هو دليل واضح للنوايا التي تتعزز بموقف ترامب.
- تجاوز ترامب طروحات نتنياهو وسبق خطة الحسم من لدن الصهيونية الدينية، وفعليا وفر لنتنياهو حبل خلاص كي يحافظ على ائتلافه الحاكم ولو مؤقتا، ويبدو انه سيعيد بن غفير الى الحكومة ووزارة الامن القومي الذي يطالب نتنياهو بالمضي نحو تحقيق التهجير فورا. يتصرف ترامب بروح الاستعمار البدائي ويقرر "دق وتد" ملكيته في قطاع غزة وكأن التاريخ سيخضع له.
- الفرضية القائلة بأن ترامب يتصرف كرجل عقارات ويفكر بقطاع غزة من هذا المنظار ومن باب السياحة ليست بالضرورة دقيقة. المشروعان العالميان المرتبطان بقطاع غزة هما؛ حقلي الغاز الطبيعي في المياه الاقليمية الفلسطينية؛ والممر التجاري العالمي البحري البري من الهند الى اوروبا والذي اشار اليه الرئيس السابق بايدن مباشرة بعد السابع من تشرين/اكتوبر 2023. بيد ان ترامب يرى بهذا المشروع نوعا من العصا المهددة لمصر باعتماد ممر تجارة عالمي موازي لقناة السويس. وهو ايضا مشروع مواز لمشروع الصين الكوني "الطريق والحزام" او كما يصطلح عليه طريق الحرير الجديد.
- بتشديده على اعترافه في دورته السابقة بضم الجولان العربي السوري المحتل منذ 1967، انما يشكل ضوءا اخضر لبقاء قوات الاحتلال في المناطق التي اقتطعتها من سوريا غداة سقوط نظام الاسد، وضم هذه المناطق لإسرائيل وهو ما يصرح به وزير الحرب اضافة الى بناء قواعد ثابتة فيها وبنية تلائم الاستيطان. وفقا لترامب فإن هذا المشروع قابل للتحقيق وتحت مسمى توسيع مساحة اسرائيل "الصغيرة جدا". تناقض مواقف ترامب في مؤتمره الصحفي مع نتنياهو تصريحاته السابقة بأن مسعاه هو انهاء الحروب وليس اشعالها.
- وفّر ترامب لنتنياهو خطة النزول عن هدف الحرب المباشرة مع إيران بتأكيده ان ايران قوية وان الولايات المتحدة غير معنية بالحرب الاقليمية وبأن المسعى سيكون منع استكمال المشروع النووي الايراني من خلال العقوبات الاقتصادية القصوى والمفاوضات معا.
- فيما يخص الصفقة ورغم التزام ترامب بإعادة كل الاسرى والمحتجزين الاسرائيليين مهددا بالقوة الاضافية، فإنه يقوم بفتح إطار الصفقة من جديد ليربطه بمشروع التهجير.
للخلاصة:
** وضع ترامب ادارته في حالة صدام غير محسوبة وخطيرة مع المواقف الفلسطيني والعربي والاقليمي والدولي، ومع مبادرة الاجتماع العربي الدولي في الرياض لإقامة دولة فلسطين. كما انه يتحدى بشكل علني ومباشر متطلبات الامن القومي العربي الجماعي ولكل بلد.
** تُترجم حكومة اسرائيل موقف ترامب، بأن اطار التبادل ووقف اطلاق النار قابل للتجاوز ويعزز القوى المعنية بإشعال الحرب المكثفة من جديد وبهدف التهجير.
** من المتوقع ان تشهد الضفة الغربية تصعيدا جوهريا في العدوان الاسرائيلي تحركه نوايا بالدمار الشامل وبالتطهير العرقي ويقوده الجيش والمستوطنون معا وبالتكامل.
** كل ما طرحه ترامب قابل للتراجع عنه والامر منوط بمدى صلابة الموقف الفلسطيني الشعبي والرسمي والعربي والاقليمي.
** سيترتب على هذا التطور النوعي الجديد في مواقف إدارة ترامب من القضية الفلسطينية ومشروعه التصفوي، نتائج مصيرية قد تكون حاسمة في وضعية قضية فلسطين وبناء عليه في مكانة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، ومما يتطلب اقصى درجات التوافق الفلسطيني الوحدوي القادر على اشراك كل التيارات والاجتهادات لتجاوز الانقسام نحو إحباط المشروع التصفوي المتربص بكل الشعب الفلسطيني وقضيته.