وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تقدير موقف: أزمات متوقعة لغزة بعد طرح خطة ترامب

نشر بتاريخ: 06/02/2025 ( آخر تحديث: 06/02/2025 الساعة: 09:21 )
تقدير موقف: أزمات متوقعة لغزة بعد طرح خطة ترامب

لندن – معا- أعلن وزير الجيش الإسرائيلي يوآف كاتس عن توجيه الجيش لإعداد خطة تتيح الخروج الطوعي لسكان غزة، وهو إعلان تزامن مع أعلان الرئيس الأميركي عن خطة لإخلاء غزة ، وهي الخطة التي لا تزال تثير الكثير من ردود الفعل في العالم.

وتثير هذه القضية أيضا تساؤلات جوهرية حول مستقبل القطاع وسكانه، فضلًا عن التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه حركة حماس. تعكس هذه الخطة تحوّلًا استراتيجيًا في التعامل مع غزة، مما يضع حماس في موقف صعب بين رفض الخطة من جهة، ومحاولة احتواء تداعياتها من جهة أخرى.

مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن وضع ورقة تقدير موقف عن هذه القضية ، عارضا عدد من التحديات أمام تنفذيها خاصة عقب تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي صباح اليوم.

أولًا: التحدي الذي تواجهه حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة في عام 2007، قدمت حماس نفسها كحامية للمقاومة الفلسطينية وكجهة مسؤولة عن إدارة القطاع رغم الظروف الصعبة. ومع الإعلان عن خطة الخروج الطوعي، تواجه الحركة تحديًا مزدوجًا: فمن ناحية، عليها أن تبرر موقفها أمام الفلسطينيين الذين يرون في الهجرة فرصة للخلاص من الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة، ومن ناحية أخرى، عليها أن تحافظ على خطابها الرافض لأي شكل من أشكال التهجير القسري، سواء كان مباشرًا أو غير مباشر.

ثانيًا: معضلة اتخاذ القرار في ظل الضغوط المتزايدة حماس الآن أمام خيارين صعبين: إما أن تمنع الخروج الطوعي وقد ينجم عنه صدامات مع السكان ويؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات الداخلية، أو أن تتغاضى عنه جزئيًا، مما قد يُفسَّر على أنه تخلٍّ عن الموقف التاريخي الرافض لأي تفريغ للقطاع من سكانه. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغوط إقليمية ودولية قد تؤثر على موقف حماس، خاصة من الدول الداعمة لها والتي تتابع عن كثب هذه المستجدات.

ثالثًا: لوم المواطنين لحماس وتحميلها مسؤولية الأوضاع بمرور الوقت، أصبح هناك تزايد في الأصوات داخل غزة التي تلقي باللائمة على حماس في تدهور الأوضاع المعيشية. رغم الحصار الإسرائيلي المشدد، فإن سياسات الحركة الداخلية، بالإضافة إلى استمرارها في النزاع المسلح، جعلت الكثير من المواطنين يرون أن وجودها في السلطة كان جزءًا من المشكلة بدلًا من أن يكون جزءًا من الحل. ومع طرح خيار الهجرة الطوعية، قد يتزايد الاستياء العام، إذ قد يرى البعض أن الحركة مسؤولة بشكل غير مباشر عن دفع الناس للتفكير في مغادرة وطنهم.

رابعًا: التمسك الفلسطيني بالأرض في مواجهة التهجير رغم كل الضغوط الاقتصادية والسياسية، أظهر التاريخ أن الفلسطينيين يتمسكون بأرضهم حتى في أصعب الظروف. سواء في النكبة عام 1948 أو النكسة عام 1967، رفض الفلسطينيون الاستسلام لسياسات التهجير القسري وحافظوا على ارتباطهم بأرضهم وهويتهم الوطنية. وبناءً على هذا الإرث، فإن خيار الهجرة الطوعية قد يواجه مقاومة مجتمعية، حيث يعتبر الكثيرون أن القبول به يعني الاستسلام لمخططات تهدف إلى إفراغ غزة من سكانها.

وفي الخاتمة تقول الورقة إن خطة الخروج الطوعي لسكان غزة تمثل تحديًا كبيرًا لحركة حماس، إذ تضعها أمام خيارات صعبة ستؤثر على مستقبلها السياسي والشعبي في القطاع. ومع تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية، يبقى السؤال: كيف ستتعامل الحركة مع هذه الأزمة دون أن تفقد شرعيتها أو أن تعرّض وجودها للخطر؟ في النهاية، يظل التمسك بالأرض خيارًا جوهريًا للكثير من الفلسطينيين، وهو ما قد يُشكّل العقبة الأبرز أمام نجاح هذه الخطة.